قندهار: فر 36 الف افغاني على الاقل من قراهم في الجنوب، منذ شن حلف شمال الاطلسي هجوما واسعا قبل اقل من سنة ضد حركة طالبان في ولاية قندهار، حيث وصلت المعارك الى الارياف، لكن الامم المتحدة تقول ان العدد الحقيقي للنازحين يفوق هذا الرقم بكثير.
وتأمل قوة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) والجيش الافغاني في ان يستعيدا نتيجة العملية العسكرية الجارية حاليا، السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية في جنوب افغانستان التي احتل المتمردون القسم الاكبر منها في السنوات الاخيرة.
وقد اقفرت عشرات القرى اليوم، حتى انها اختفت في بعض الاحيان في اقاليم زهري وارجنداب وبنجوايي الاكثر تضررا. وكان عدد سكانها يبلغ في البداية 128 الف نسمة، كما يقول الجيش الاميركي.
وفي هذه الاقاليم، وبصورة اقل في اقليمي داند ومايواند، غادر 36,465 الف شخص ليستقروا في مناطق اخرى من الولاية في 2010، اي ثلث عدد الافغان الذين هجرتهم المعارك، كما تقول المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتشير المفوضية الى quot;تقديراتquot; غير مكتملة، quot;اذ ان عائلات اخرى غادرت المنطقةquot; quot;لكن المعلومات المتعلقة بهم غير موجودةquot;. ومنذ ستة اشهر، ينتظر عبد الفغار الذي جاء من اقليم زهري الاكثر تضررا، في حي بائس في العاصمة الاقليمية قندهار.
وقال quot;غادرنا بيوتنا بسبب هجمات لحركة طالبان والقصف الجوي للقوات الاجنبيةquot;. واضاف ان quot;الحياة في المدينة بالغة الصعوبة ... لقد استنفدت كل مالي وممتلكاتي لشراء طعامنا، والان لم يعد لدينا شيءquot;. واوجز الكابتن الاميركي برت ماتزنباشر الذي يتولى القيادة في احدى قواعد زهري، الوضع بالقول quot;انها ساحة قتال هنا وجميع الذين يستطيعون المغادرة يفعلون ذلكquot;.
واوائل الهاربين كانوا رؤساء القرى والقبائل، وهم الاثرياء والاهداف المميزة لطالبان، وخصوصا عناصر قبيلة بوبلزائي التي يتحدر منها الرئيس الافغاني حميد كرزاي المولود في الولاية.
وقال الكابتن ماتزنباشر ان quot;الرؤساء المحليين قد فروا جميعاquot;. ويحاول الكابتن جيمس هارل انعاش الاقتصاد في زهري quot;التي لم تعد موجودة تقريباquot;. وقال ان quot;الذين بقيوا هم في مرحلة الصراع من اجل البقاءquot;.
والقرى المندثرة قليلة في ارغنداب التي تتميز بأرضها الخصبة. لكن الجيش الاميركي دمر فيه اربع قرى على الاقل quot;وهي مهجورة وجعل منها عناصر طالبان ملاجىء حصينة لهمquot;، كما قال قائد قوة ايساف في النصف الغربي من الاقليم الكولونيل ديفيد فلين.
الا ان الاقتصاد في ارغنداب الاقل تضررا من زهري، قد تأثرا كثيرا. فقد ابلغت حركة طالبان المزارعين الصيف الماضي بألا يتوجهوا الى الحقول، المزروعة بألغام يدوية الصنع. ومن اجل حمل الناس على العودة، يوزع الجيش الاميركي بعد حملة طويلة لنزع الالغام، المواد الغذائية والبذور وانابيب الري ويدفع اموالا لالاف الافغان لاصلاح المنازل والطرق وقنوات الري.
وقد كلفه برنامج quot;المال في مقابل العملquot; حتى الان 2,6 مليون دولار في زهري، ومليونا في ارغنداب و800 الف دولار في بنجاوايي. لكن الخوف من اعمال عنف ما زال يشكل عائقا مهما امام العودة، على رغم الهدوء الكبير.
وقال الكابتن برت ماتزنباشر ان quot;كثيرا من الاشخاص يترددون في ان يكونوا اول العائدينquot;. ويعود عدد كبير من المزارعين الذين رجعوا للعمل في حقولهم على رغم الالغام التي لا تزال موجودة، للمبيت في المدينة، في انتظار تطور الوضع. ويحذر الضابط بالقول quot;لان طالبان سيعودون في الربيعquot;.
التعليقات