أغلق الجيش المصري غالبية المنافذ والطرق المؤدية إلى ميدان التحرير من دون مبرر واضح، فيما المتظاهرون موجودون في الميدان، ويبحثون خيار التوجه إلى مقرّ الرئاسة عقب صلاة يوم الجمعة.


أغلقت قوات من الشرطة العسكرية في الساعات الأولى من صباح يوم غالبية الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير في أعقاب انتهاء التليفزيون المصري من بثّ كلمتي الرئيس حسني مبارك ونائبه عمر سليمان في ساعة متأخرة من مساء يوم الخميس، وفرضت قوات الشرطة العسكرية طوقًا مشددًا حول كل الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير للمرة الأولى منذ بداية ثورة الاحتجاجات في مصر.

وشهد الميدان إستمرار توافد عدد كبير من المواطنين، حيث يقضي نحو 50 ألف شخص ليلتهم في الميدان، حيث نصبوا المزيد من الخيام مع استمرار الاحتفال بالمسيرة إلى رئاسة الجمهورية في منطقة مصر الجديدة تحت شعار quot;النهارده العصر رايحين نموت في القصرquot;.

وردد المتظاهرون الهتافات المنددة بسياسات الرئيس مبارك، مطالبين برحيله، قبل أن يفضّوا اعتصامهم في الميدان غير عابئين بمطالب نائب الرئيس بالرحيل، بعدما أصبح الرئيس مبارك رئيسَ شرف، حيث خوّل كل سلطاته إلى نائبه عدا التعديلات الدستورية وحلّ المجالس النيابية.

وقال القيادي العمالي خالد علي لـquot;إيلافquot; إن المطلب واضح وصريح للرئيس مبارك، وهو التخلي عن السلطة والخروج منها، مشيرًا إلى أن ما حدث اليوم هو التفاف جديد على إرادة الشعب الحقيقية الراغبة في إسقاط النظام. وانتقل مئات الأشخاص في تظاهرة محدودة إلى مقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، حيث ما زالوا يسيرون في طريقهم، فيما لم تعترضهم أي من قوات الجيش التي زاد انتشارها بشكل ملحوظ خلال الساعات القليلة الماضية، خاصة حول مقر وزارة الخارجية ومبنى الإذاعة والتليفزيون.

ويشهد مبنى الإذاعة والتليفزيون في الوقت الحالي مظاهرة تضم المئات الذين يهتفون ضد وزير الإعلام أنس الفقي وسياسيات التليفزيون المصري في التعامل مع الأحداث، مطالبين بمحاكمته لما تسبب فيه من إثارة وبلبلة في الشارع المصري. وقد شهد الاعتصام العديد من التطورات خلال الساعات الماضية، حيث وصل مئات الشباب وانضموا إلى الاعتصام أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون، فيما استمر المواطنون في الهتاف ضد وزير الإعلام، ورددوا هتافات quot;الجيش والشعب إيد واحدةquot;.

إلى ذلك، فوجئ الموجودون بسيارة مسرعة تقترب من الدبابات المرابطة في جوار مبنى وزارة الخارجية، الذي يقع على بعد أمتار من مبنى الإذاعة والتليفزيون، حيث أطلقت أعيرة نارية في اتجاه دبابات الجيش، وفرّت مسرعة من دون أن يتمكن أحد من معرفة أرقامها، كما لم يتم التعرف إلى هوية أصحابها.