ألقى تقرير أميركي الضوء على مشوار نضال عائلة المصري أحمد سيف الإسلام حمد، ثم أبنائه منذ سبعينات القرن الماضي وصولاً إلى ميدان التحرير.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: مازال اهتمام الصحافة الأميركية يتواصل بأجواء الثورة المصرية وتداعياتها.. تلك الثورة التي قادها شباب 25 كانون الثاني/يناير في ميدان التحرير، وأطاحت في النهاية بالرئيس حسني مبارك.

فأفردت في هذا السياق اليوم صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية تقريراً مطولاً ألقت من خلاله الضوء على مشوار النضال والكفاح الذي بدأه المحامي والناشط الحقوقي، أحمد سيف الإسلام حمد، المؤسس المشارك لمركز هشام مبارك للقانون، برفقة زوجته، ثم أبنائه، منذ سبعينات القرن الماضي، من أجل إقرار بعض الإصلاحات وتغيير مسار البلاد نحو مزيد من التحرر والديمقراطية.

في البداية، أبرزت الصحيفة حقيقة الأدوار التي لعبها أفراد الأسرة في تلك الانتفاضة الأخيرة، سيما وأنهم ترعرعوا في أجواء من التمرد، فقالت إن الزوجة، ليلى سويف، وهي أستاذة رياضيات في جامعة القاهرة، نظّمت مسيرات للكلية في وسط القاهرة، وأنشأت معسكراً في ميدان التحرير.

كما ساعدت الابنة منى، 24 عاماً، في قيادة مسيرة صوب مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري، ونشرت تحديثات لكل المستجدات على موقع تويتر للتدوين المصغر من معسكرها أمام مجلس الشعب. الابنة الأصغر، سناء، 17 عاماً، جمعت لقطات مصورة لإعداد فيلم وثائقي عن الانتفاضة من ميدان التحرير.

ووصل كذلك الابن علاء 29 عاماً، آتياً من جنوب أفريقيا، ليلتحق بالمتظاهرين في مواجهة الحشود المؤيدة للحكومة في ميدان التحرير، ثم ساعد في تنظيم المسيرة التي شارك فيها آلاف أمام مجلس الشعب.

أما الزوج، أحمد سيف الإسلام حمد، فقد ألقي القبض عليه أثناء محاولته تنظيم دفاعات قانونية للمتظاهرين الذين تم اعتقالهم، وظل محتجزاً لمدة يومين في عهدة المخابرات العسكرية المصرية، ثم عاد إلى التحرير لتقديم يد العون لمنظمي الانتفاضة الشبان. وظل أفراد العائلة على اتصال ببعضهم بعضًا من خلال الهواتف المحمولة، وكانوا يجدون الفرصة بين الحين والآخر لبسط بطانيات النوم إلى جانب بعضهم البعض تحت سماء الميدان الذي كانت تنخفض فيه درجات الحرارة، ولم يعودوا إلى شقتهم الكائنة في حي المهندسين، إلا بعدما تنحى الرئيس مبارك.

مضت الصحيفة تنقل عن سويف، قولها quot;أتذكر عندما كنت أبلغ من العمر 17 عاماً وكنت معتادة على المشاركة في المظاهرات، كانت تتوسلني والدتي بأن أظل في المنزل، وكم كنت أغضب منها. والآن، بالنسبة إلى أولادي، أعتقد أني لا أجرؤ أن أطلب منهم أن يمكثوا في المنزل. ولن أجرؤ على ذلك، لأنهم لن يستمعوا إلي، ولن أستفد سوى أني سأضع مزيداً من الضغوط عليهم، وسيذهبون إلى ميدان التحرير على أية حال. لا أريدهم أن يعتقدوا أني جزء من هذا الجيل المصري القديم. فابنتي الصغرى تتحدث عنهم باستخفاف شديد. وأنا أريدهم أن يكونوا فخورين بيquot;.

سيف الإسلام من جهته يوضح للصحيفة quot;هذه هي المرة الأولى لهذا الجيل، أو ربما المرة الأولى بالنسبة إلى المصريين منذ وقت طويل جداً، التي يتمكنون فيها من تحرير منطقة يمكنهم أن يتفاعلوا ويتحدثوا فيها بحرية، دون أي قيود على تحركاتهم ومحادثاتهمquot;. وهو الاتجاه الذي تم تحديده بشكل كبير من جانب الشباب المتظاهر.

وهو المعنى الذي أكدت عليه الابنة، منى، باحثة الدراسات العليا في مختبر بيولوجيا السرطان في جامعة القاهرة، والتي تعمل أيضاً في منظمة غير حكومية تعنى بالمساعدة في تحسين الأوضاع لضحايا زلزال عام 1992 الذين لم يتمكنوا من العودة لمنازلهم، حيث قالت quot;نشأت ووجدت نفسي مُشارِكة في العملية السياسية. لم يسبق لوالداي أن علماني شيئاً على الإطلاق. بل أضحى ذلك أمراً طبيعياًquot;.