انتقلت المظاهرات لتبلغ اليمن والبحرين مطالبة بالتغيير حينًا والإصلاح حينًا آخر، الأمر الذي حرك الساحة السياسية الخليجية مابين الدول السابقة مع السعودية وقطر كعامل مشترك بين الدول الثلاث.


الرياض: في أقل من ثمانية وأربعين ساعة، شهدت الساحة الخليجية حراكًا ملحوظًا ومعلنًا، تارة كتابيًا وتارة بمبعوثين من قادة بلدانهم، كانت دولة قطر في ذلك هي القاسم المشترك لكل المباحثات والرسائل.

ففي مساء يوم الأحد الثالث عشر من الشهر الحالي، شهدت العاصمة السعودية الرياض زيارة سريعة لرئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي يحتفظ كذلك بمنصبه كوزير للخارجية، التقى خلالها نائب العاهل السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وكذلك بالنائب الثاني وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز، في ظل غياب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن اللقاءين.

لم يكن يوم الاثنين سعيدًا بالنسبة إلى الحكومة اليمنية، حيث سعت هي الأخرى إلى إدخال الحكومة القطرية في خط تهدئة الأوضاع التي تعيشها اليمن، بعد قيام متظاهرين الأحد الماضي بحملة كبرى شهدتها العاصمة صنعاء، مطالبة الرئيس اليمني بالرحيل، على غرار المثالين السابقين في تونس ومصر.

حيث انتدب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الثلاثاء مستشاره السياسي الدكتور عبدالكريم الإرياني إلى العاصمة القطرية الدوحة للقاء أميرها حمد بن خليفة آل ثاني، الأمر الذي اعتبره عدد من المحللين اعترافًا يمنيًا بالدور الذي تلعبه قطر وقناة quot;الجزيرةquot;في صفوفاليمنيين.

في وقت سبق للرئيس اليمني عبدالله صالح أن تقدم بشكواه لأمير قطر في أواخر شهر كانون الثاني/يناير الماضي من القناة، حيث طلب من الأخير أثناء اتصال هاتفي بينهما التدخل لدى القائمين على قناة الجزيرة التي تبث من قطر للتهدئة الإعلامية quot;والابتعاد عن أساليب الإثارة والتأجيج والتحريضquot;.

ورغم هذه البوادر التي تركتها قناة quot;الجزيرةquot; وسعيها إلى إرسال طاقمها التلفزيوني لتغطية أحداث ما يشبه الثورة في أرض صنعاء، إلا أن الحكومة القطرية كانت مساهمة في العام 2006 في اتفاق بين المعسكر الحوثي وحكومة اليمن المتمرد عليها.

على ذات الصلة، يواصل الحراك الإقليمي quot;الخليجيquot;، حيث بعث الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي ينيب العاهل السعودي الملك عبدالله في إدارة المملكة حاليًا برسالة خطية لولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سلمها السفير السعودي لدى قطر.

ورغم أن فحوى الرسالة لم يكشف عن ماهية الأمور التي تجري لتنسيق العمل تجاه القضايا الراهنة في المنطقة، إلا أن quot;الحديقة الخلفيةquot; للدول الخليجية التي تؤرق أحداثها المتنقلة والمشتعلة من حين إلى آخر ما بينأبين وصعدة وصنعاء الحكومة السعودية لا تزال متخوفة من الحراك الشعبي quot;الشابquot; الذي يتقد يومًا بعد يوم، رغم فتح الرئيس علي عبدالله صالح أبواب قصره للقاء شعبه الذين يعتبرون أن كل إجراءات صالح جاءت متأخرة.

من صنعاء إلى المنامة، التي تعجّ بالمتظاهرين من طوائف دينية عدة، مطالبين بإصلاح النظام في المملكة الصغرى المجاورة لقطر والسعودية، أجرى أمس الثلاثاء ملك البحرين حمد آل خليفة اتصالاً هاتفيًا بأمير قطر الشيخ حمد آل ثاني استعرضا خلاله الأحداث الجارية على أرض المملكة البحرينية والمنطقة كافة.

الاختلاف الكلي والكبير في علاقات وروابط الصداقة بين المنامة والدوحة عنها في علاقات الأخيرة مع صنعاء للتقارب الجغرافي والمصير المشترك، إلا أنه من المستبعد أن تغطي quot;الجزيرةquot; الأحداث الجارية بالصورة نفسها التي تطمح لها في اليمن.

البحرين التي تحتضن عاصمتها quot;حوار المنامةquot; في ديسمبر/كانون الأولمن كل عام، ويجتمع فيها قادة دول وحكومات عالمية للتشاور والتحاور بشؤون السياسة في شق أكبر، تلقت صباح اليوم ورقة الملاحظة الأميركية المعلنة عبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية فليب كراولي عبر إعرابها عن قلق بلاده من أحداث المنامة التي وصفتها بالعنيفة، ومطالبة كذلك بضبط النفس، مع إشادة أميركية بتعهد العاهل البحريني بإجراء تحقيق حول مقتل اثنين من المتظاهرين أمس الثلاثاء.