اتهمت وزارة الداخلية عقيلة عمدة موسكو السابق بسرقة مبلغ 440 مليون دولار من خزانة بنك كان يقع تحت سيطرة مجلس مدينة موسكو الذي كان يترأسه زوجها وقتها.
![]() |
يوري لوجكوف وعقيلته يلينا باتورينا |
موسكو: أغارت الشرطة الروسية على مكتب يلينا باتورينا، أكثر نساء البلاد ثراء، في ما يُقال إنه جزء من حملة laquo;ثأريةraquo; شرسة من جانب الكرملين على زوجها عمدة موسكو السابق يوري لوجكوف.
وتزعم وزارة الداخلية الروسية أن يلينا تسلمت مبلغ 13مليار روبل (440 مليون دولار) اُختلست من مصرف يتلقي تمويله من مجلس مدينة موسكو الذي كان زوجها يترأسه باعتباره عمدة العاصمة.
ويذكر أن الرئيس ديمتري مدفيديف طرد لوجكوف في سبتمير / ايلول الماضي بعدما ظل 18 عاما في منصبه هذا.
وبينما يقول لوجكوف إنه وزوجته عرضة لحملة تشهير رسمية بعدما هاجم سيد الكرملين بضراوة على ممارساته، تزعم وزارة الداخلية إن المال المختلس دخل في حساب زوجته المصرفي الخاص.
ووفقا لصحيفة laquo;تايمزraquo; البريطانية فقد فتّشت الشرطة مكتبها في شركتها laquo;إنتيكو للبناءraquo; بحثا عن الدليل على أن المال أتى من خزانة الدولة وكان يفترض أن يحول إلى laquo;بنك موسكوraquo; في نفس اليوم الذي وفرت فيه قرضا لشركة غير معروفة عاملة في مجال بناء العقارات الشخصية.
وتقول الوزارة إن laquo;إنتيكوraquo; باعت قطعة أرض مساحتها 58 هكتارا في ضواحي موسكو لهذه الشركة المسماة laquo;بريميير إستيتraquo; بأضعاف سعرها في 2009.
وتضيف أن هذه الصفقة أتاحت لها إنقاذ شركتها laquo;إنتيكوraquo; من الإفلاس في وقت توقفت فيه تقريبا أعمال البناء والتشييد في أوج الأزمة المالية العالمية.
وكانت laquo;بريميير إستيتraquo; قد اُنشأت برأس مال صعير لا يتجاوز 10 آلاف روبية قبل ثلاثة أشهر فقط من تلقيها 13 مليار روبية لغرض شراء قطعة الأرض المذكورة.
وتقول وزارة الداخلية إن هذه الأموال جاءت من بنك موسكو. وقالت ايرينا دودوكينا، الناطقة باسم لجنة التحقيق التابعة للوزارة: laquo;حصل موظفون في بنك موسكو - مع آخرين من بريميير إستيت - على مبلغ 13 مليار روبية بشكل غير مشروع في شكل قرض لسد النقص في الأموال الجارية في بريميير إستيت.
على أن هذا المبلغ انتهى في حساب يلينا باتورينا الخاصraquo;، وقد أغارت الشرطة أيضا على مبنى البنك إضافة الى منازل عدد من مديريه. ومن جهتها قالت يلينا: laquo;أنا على قناعة بأنه لا علاقة لهذا التفتيش سواء بنا أو ببنك موسكو. كل ما في الأمر هو أن الكرملين يريد الضغط عليناraquo;. وقال محاميها إن وزارة الداخلية laquo;تفتقر الى الأساس الذي تستطيع توجيه الاتهام لموكلتي عليهraquo;. ويذكر أن مجلة laquo;فاينانسraquo; المالية تقدر ثروة يلينا الشخصية بحوالي 1.1 مليار دولار وهذا يضعها على قائمة أثرى الأثرياء الروس ويجعل منها ايضا أثرى نساء البلاد قاطبة.
ويذكر أن زوجها لوجكوف استقال من حزب laquo;روسيا المتحدةraquo;، بزعامة فلاديمير بوتين رئيس الوزراء، قائلا إن البلاد تخضع لحكم دكتاتوري وهدد بتشكيل كتلة تطالب بانتخابات ديمقراطية نزيهة في وجه ما يشاع من أن بوتين ينوي الترشح لانتخابات الرئاسة في 2012 وتوقعات المراقبين فوزه بدون كبير عناء.
وقد أفرز هذا الوضع معركة بين بوتين والرئيس مدفيديف راح لوجكوف كبش فداء فيها. ففي سبتمبر الماضي قرر ميدفيديف وقف سيل التساؤلات حول ما إن كان هو الذي يحكم روسيا، أم ان حاكمها الحقيق هو الرئيس السابق - والمستقبلي على الأرجح - بوتين.
وما كان من ميدفيديف إلا أن أطاح الثلاثاء يوري لوجكوف، حليف بوتين وقتها وخصم الرئيس السياسي النافذ الذي صوّره صراحة على الصحف في تلك الآونة باعتباره الحلقة الضعيفة في سلسلة السلطة بالكرملين. وكان واضحا من قرار طرد لوجكوف أن ميدفيديف يوجه رسالة واضحة الى الطبقة السياسية الروسية تفيد أنه هو الذي يمسك بزمام الأمور وليس بوتين وأنه مرشح مؤهل لولاية رئاسية أخرى في العام 2012.
وقد خرج نزاع مدفيديف ولوجكوف الى العلن في سبتمبر عندما نشر هذا الأخير مقالا يتهم فيه الرئيس بأنه يتلكأ في اتخاذ قرار حول طريق سريعة بين موسكو وسنت بيتسبرغ. وأوحى في المقال نفسه بأن الخيار الأفضل أمام روسيا هو عودة بوتين إلى الرئاسة.
التعليقات