تصرّ المعارضة الليبية في الخارج على أن تساند ثورة الشعب الذي خرج إلى الشوارع لإسقاط نظام القذافي، وأكد المعارض السياسي الليبي إبراهيم جبريل في حديث خاص مع إيلاف أن نظام القدافي يلفظ أنفاسه الأخيرة وأنّه إلى زوال.


ظّلت المعارضة الليبية تنشط بطريقة أو أخرى في الخارج برغبة أن ترى بلدها ليبيا في قالب سياسي جديد يعطي للفرد كما الجماعة حقوقهما، وزادت من مستوى تحركاتها في الأيام الأخيرة، بحيث أصبحت وسائل الإعلام المختلفة تتسابق لمحاورتها في قضايا انتفاضة الشعب الليبي، التي تزيد مع مرور الوقت عزمًا وإصرارًا.

الناشط السياسي الليبي المعارض، إبراهيم جبريل، أكد في لقاء عبر الهاتف مع quot;إيلافquot;، أنه يشعر بالتقصير والعجز لكونه لا يستطيع فعل أي شيء، وهو بعيد عن بلاده، مضيفًا quot;نحن نتفرج على ما يحدث، وعاجزون عن فعل أي شيءquot;.

وعن الأجواء التي تتابع فيها الجالية الليبية مجريات الأحداث، يقول جبريل quot;تتابع ذلك عن كثب، وهي على اتصال مستمر ومباشر مع إخوانها الليبيين من داخل الوطن، حتى وإن كانت غير محسوبة على المعارضةquot;.

المعارض الليبي، الذي حدثته إيلاف من قطر، انتقد بشدة خطاب نجل القدافي سيف الإسلام، موضحًا أن الأخير quot;لم يعرف حتى كيف يترحّم على هؤلاء الشهداء الذين سقطوا، ونعتهم بأوصاف دنيئة، وهذا دليل على البيئة التي كبر فيهاquot;.

عقّب على هذا الخطاب بالقول إنه يوضح quot;نوايا القدافي وأبنائهquot;، أو quot;الأسرة الظالمةquot;، التي quot;تعاملت وتتعامل مع الشعب الليبي من دون عاطفةquot;، ويضعها موضع quot;شكّquot;، سيما أن كلمة سيف الإسلام حملت تهديدات مبطنة خطرة تجاه المتظاهرين ومعهم مجموع الشعب الليبي.

في هذا السياق، يقول ابراهيم جبريل quot;لا يمكن تهديد الشعب بالانقسام والتشتت، إذا قرر الانعتاق من القبضة الحديدية لأسرة القدافيquot;، في إشارة إلى quot;التحذيراتquot; شديدة اللهجة التي وردت على لسان نجل القدافي في خطابه الأخير، والذي صوّر فيها ليبيا على أنها برميل بارود قابل للانفجار بمجرد رحيل أبيه عن الحكم.

هكذا أراد أن يفهم لليبيين، بحسب تفسير إبراهيم جبريل، أن quot;القدافي خط أحمر، ولا يمكن المساس بهquot;، مفضلاً بذلك طرح مجموعة من التصورات quot;الارتجاليةquot;، كما اختار هو أن يقدم لخطابه، quot;لإصلاحات في الدستور وفي مجموعة من القوانينquot;، إلا أن جبريل عكس رغبة أخرى لدى الشعب الليبي، وهي أنه بعد اليوم، quot;الخطوط الحمراء في ليبيا هي الحرية والعدالة والديمقراطيةquot;.

وإن كان المستقبل السياسي سيبقى غامضاً في حالة رحيل القدافي عن الحكم، بسبب الفراغ السياسي وغياب المجتمع المدني بسبب طريقة العقيد في حكم البلاد، يقول إبراهيم جبريل quot;همّنا الأول الآن هو تنحتيه عن الحكمquot;.

وأضاف في هذا الخصوص quot;هناك فترة انتقالية تمر فيها جميع الشعوب التي تكون في وضعيتنا، وقد نصيب فيها أو نخطىء، هذا لا يهمّ، لكن سنواصل الاجتهاد في مناخ حر ومتنور، وليس في مناخ يسوده الاضطهاد...quot;بحسب تعبيره.

جبريل رأى أن القذافي وأركان نظامهيلفظون أنفاسهم الأخيرة، وأصبح عمر هذا النظام يعدّ quot;بالأيامquot;، بعدما جثم على نفوس الليبيين ما يزيد على أربعة عقود.

ليصل إلى خلاصة أن quot;هذا النظام انتهى وأسقطه الشارع...quot;، وأن الأيام المقبلة يتصورها بلون الحرية والديمقراطية في هذا البلد المغاربي، الذي يصرّ شعبه اليوم على السير على منوال الشعب التونسي، رغم الفاتورة الثقيلة التي يؤديها من دمه.

quot;على القدافي أن يرحلquot;

وكان ابراهيم جبريل أطلق عريضة برفقة ثلاثة عناصر من رموز المعارضة الليبية في الخارج، وقّعتها أكثر من 240 شخصية ليبية، إضافة إلى حوالي عشرين منظمة، أكدت فيها quot;حق الشعب الليبي في الخروج للتعبير عن رأيه في تظاهرات سلمية، من دون أية مضايقات أو استفزازات، أو تهديدات من قبل النظام أو كعناصره...quot;.

كما دعت إلى quot;ضرورة تنحِّي العقيد معمر القذافي هو وجميع أفراد أسرته عنكل السلطات والصلاحيات والاختصاصات quot;الثوريةquot; والسياسية والعسكرية والأمنيةquot;، وهي سلطات، تقول العريضة إن quot;القذافي ظل يمارسها فعليا وينكرها نظريًا وظاهريًاquot;.

تطرح العريضة تصورها لما بعد القدافي على الشكل الآتي quot;إن تحقيق ذلك يمهّد للبدء في عملية تحوّل سلمية، نحو مجتمع يتميز بالانفتاح والتعددية، يقبل بالجميع وينهض بالجميعquot;.

مستطردةquot;مجتمع يرتكز على العدالة والحرية والمؤسسات الديمقراطية. ويؤسس لليبيا علاقاتٍ أخوية وودية مع جوارها العربي والمسلم، مع تواصل إيجابي مع عالمها ومحيطها بشراكة وصداقة مبنية على ما تعارفت عليه الأمم من احترام ونديةquot;.

ولتحقيق ذلك، توضح العريضة quot;إننا في هذه المرحلة التاريخية التي تشهد مخاضًا سياسيًا يقوده شباب وأبناء الأقطار العربية المجاورة وغيرها من الدول، نطالب كل أبناء ليبيا، بمن فيهم العاملين في مؤسسات النظام، بأن يغلبوا مصلحة البلاد والشعب على كل شيءquot;.

ودعت العريضة هؤلاء، أي العاملين في أسلاك النظام، إلى أن يتخذوا القرار الصائب، وأن يدركوا أن التجارب قد أثبتت أن العاقبة لا تتغير، حتى وإن تأجّل التوقيتquot;.