غزة: يزور عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث خلال الأسبوعيْن القادميْن قطاع غزة في زيارة هي الثانية إذا ما تمت منذ الانقسام الفلسطيني قبل أربع سنوات ،وذلك بهدف دفع عجلة المصالحة الوطنية الفلسطينية في ظل تغيّر طرق التعاطي مع الورقة المصرية للمصالحة. بعد نجاح الثورة المصرية في الإطاحة بنظام حسني مبارك الذي رعى المصالحة بين فتح وحماس.

وفي هذا السياق صرّح الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم لـquot;إيلافquot; أنّ تصريحات نبيل شعث المتعلقة باستعداده لزيارة غزة بهدف دفع المصالحة غير منطقية لكونها تشترط زيارته لغزة بموافقة حكومة حماس على إقامة حكومة وحدة وطنية.
كما وصف برهوم زيارة شعث بالمناورة الإعلامية المتخبطة وأنها وسيلة للتغطية على أزماتها الداخلية الحالية.

وأفاد: لم نلمس أي جدية في تصريحات حركة فتح ،وهي تصريحات بلا معنى في ظل استمرار الاعتقالات ومسلسل التعذيب في سجون فتح في الضفةquot; الغربيةquot;.

كما أفاد: quot;نحن لسنا بحاجة لمناورات إعلامية، ولكنا بحاجة لمبادرة وطنية جادة للمصالحة، تحدث تغييراً حقيقياًquot;.

وحين سؤاله إن كانت حكومة حماس ستستقبل نبيل شعث في حال قدومه إلى قطاع غزة أفاد برهوم : حين تكون هناك تصريحات تأخذ طابع جدّي ومسئول ، ساعتها كل شيء سيكون قابل للدارسة والبحث.

ويشار إلى أنّ نبيل شعث هو أحد رجالات الرئيس الراحل ياسر عرفات ،كما يتميز عن غيره بطابع هاديء ، وصاحب قدرة على الاستماع لوجهة النظر الأخرى دون السماح لحالة صدام .

المطلوب أولا ً..إنهاء ملف المعتقلين

من جهته رحّب عطاالله أبو السبح أحد أنصار حماس لـquot;إيلافquot; بزيارة نبيل شعث قائلاً أنّ شعث قادم إلى وطنه وليس إلى مكان آخر .

في حين نفى حاجة حكومة حماس لزيارات علاقات عامة خالية من حلول جديّة لمشكلات قائمة وعالقة في ملفات متعلقة بمصادرة الحريّات وتكميم الأفواه .

وبخصوص ملف المصالحة وتهدأة الأجواء أفاد أبو السبح :أبواب حماس ليست موصدة ، ولكنه ينبغي أولاً إنهاء مشكلة ملف المعتقلين العالقة.

زيارة شعث ..خطوة إيجابية

فيما أشاد سيد أبو مسامح عضو المجلس التشريعي في حكومة حماس بمحاولات نبيل شعث لكسر الهوة وتحقيق المصالحة ،واصفاً إيّاه بأنّه أخ وصديق يتمتع بصفات المصارحة والحديث المباشر الذي يؤهله للعب دور في إحراز تقدم في ملف المصالحة.

و رأى أبو مسامح في حديث مع quot;إيلافquot; أنّ خطوة زيارة شعث لغزة من أجل تحقيق المصالحة هي أمر إيجابي ، متمنياً أن تتم معالجة كل القضايا الشائكة عبر مؤتمر وطني كامل يضم الداخل والخارج ، يعمل على ترتيب البيت الفلسطيني من جديد.

وتابع : المطلوب من هذه الخطوة إن تمت فعلاً أن تقوم باجتثاث المرض من جذوره ولا تتوقف على معالجة أعراضه فقط.

فيما أشار أبو مسامح إلى أن التحرك في قضية المصالحة ليس بالسهل ،ويتطلب لإنجاحها إرادة سياسية وليس مجرد رغبات ، مرجعاً الأمر لوجود دافع موضوعي يجب معالجته في القريب العاجل ، إضافة إلى أن القضية أصبحت تخضع لمعادلة دولية وإقليمية ومحلية تؤثر وتتأثر بها.

أولى فأولى أن نحفظ كرامتنا

من ناحية أخرى رأي المحلل السياسي عبد الستار قاسم في تصريح لـquot;إيلافquot; أّنّه من الطبيعي أن تتصرف حماس حيال نية زيارة شعث بهذا الرفض ، وقال : حماس ترى الآن أنّ السلطة الفلسطينية في ضائقة شديدة ، حيث ترى أنّ التفاوض معها عبارة عن إنقاذ لها من ضائقتها ، في الوقت الذي لا تفوّت فيه حماس فرصة تضييق الخناق على سلطة رام الله بهذا الشكل من الرفض لزيارة شعث حسب قوله.

وأضاف : ستخطيء حماس حتماً لو وافقت على الدخول في مفاوضات مع سلطة رام الله ومعتقليها مازالوا قابعين في سجون الضفة.

وفيما يتعلق بضرورة وجود دور مبادر لتهيئة أجواء حقيقية للمصالحة أشار قاسم إلى أن جودة الفكرة إجمالاً ، وقال :المفترض أن تكون هناك مبادرات حثيثة في ملف المصالحة من الطرفين ،مرجعاً جودة فكرة زيارة شعث إلى غزة لصعوبة زيارة قيادات حماس لرام الله في ظل قدرة قيادات فتح على دخول غزة.

وقال قاسم : quot;هناك عامل آخر يشجع هذه الخطوة وهي أنّه لم يعد هناك مبرر أو حجة لسلطة رام الله للمضي في الخلاف الواقع بعد فشل المفاوضات واستمرار إسرائيل في سياستها في بناء المستوطنات quot;.

وفي النهاية حذّر عبد الستار قاسم من أن تفرض موجة التغيير الواسعة في الوطن العربي أجوائها الثورية على المناطق الفلسطينية لو استمر الإنقسام على ما هو عليه.

وقال : quot; أولى فأولى أن نحفظ كرامتنا بأنفسنا ونعود لثوابتنا الوطنيةquot;.