تسلم ولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة اليوم مراسلات من الجمعيات السياسية الست المعارضة بشأن الحوار، في وقت دعت فيه الولايات المتحدة إلى ضرورة الشروع في حوار بلا شروط مسبقة.



اعلنت حكومة البحرين في بيان رسمي ان ولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفةتسلم اليوم مراسلات من الجمعيات السياسية الست المعارضة، بالإضافة إلى مراسلات من الجماعات السياسية الأخرى، وإن ولي العهد لا يزال يستقبل المراسلات الرسمية من الجهات الأخرى في المجتمع البحريني، فيما اعلنت جمعية سياسية سابعة (جمعية العمل الاسلامية) الشيعية المعارضة عدم موافقتها علی شروط الحوار التي وضعتها الجمعيات الست اليوم.

واشارت الحكومة في بيانها إلى انه في الوقت الحاضر، هناك اختلافات جوهرية بين مختلف الجماعات والأطراف الراغبة في المشاركة في الحوار الوطني، ولهذا السبب بالذات يجب أن يبدأ الحوار في أقرب وقت ممكن عملياً، من أجل التوصل الى تسوية سياسية
بتوافق الآراء، ويؤمل أن يبدأ الحوار في أقرب وقت ممكن.

وأرسلت الجمعيات المعارضة الست quot;المبادئ والشروطquot; الى ولي عهد البحرين وقعها ستة من الامناء العامين لجمعيات المعارضة البحرينية، وحدّدت الجمعيات أربعة شروط للحوار يتعين على الحكومة قبولها قبل الشروع في التفاصيل منها إلغاء دستور العام 2002 والدعوة إلى انتخاب مجلس تأسيسي على اساس تساوي الاصوات بين الناخبين ووضع دستور جديد للبلاد وحق الشعب في انتخاب مجلس نواب ينفرد بكامل الصلاحيات التشريعية وكذلك حق الشعب البحريني في أن تكون له حكومة منتخبة.

من جهته جدد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان دعم بلاده للحوار الوطني في مملكة البحرين مشيدا بمبادرة حضرة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لإزالة التوتر وتكليف الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى بإطلاق حوار جاد وبنّاء يشارك فيه جميع البحرينيين من أجل بناء مستقبل أفضل، وإجراء تعديل وزاري والإفراج عن السجناء واصفا هذه الخطوات بالايجابية.
ودعا فيلتمان في مؤتمر صحافي عقده في السفارة الأميركية لبدء الحوار الوطني فوراً وبمشاركة جميع الأطراف، معبرا عن ثقته الكاملة بأن الحوار الوطني بمشاركة جميع الأطراف سيكون هو الحل الأمثل على أن يقدم إصلاحات ونتائج عملية ملموسة، مؤكدا أن البحرين لديها فرصة فريدة في المنطقة والعالم ليتفق جميع أبنائها على الإصلاحات التي تحقق تطلعاتهم.

وقال إننا quot; ندرك أن هذا الحوار يجب أن يكون بحرينيا وتكون حلوله بحرينية، وتشارك فيه جميع منظمات المجتمع المدني بمن فيهم النساء والشباب، ولدى البحرينيين أفضل الأفكار لمعالجة الوضع، وندعو جميع أصدقاء وجيران البحرين تقديم الدعم الكامل إلى الإجراءات البحرينية وعدم التدخل أو محاولة فرض حلول غير بحرينية من الخارجquot;.

وشدد فيلتمان على أن نتائج وشروط الحوار الوطني لا يمكن استباقها أو فرضها قبل الدخول فيه والجلوس على طاولة الحوار ومناقشة كافة المطالب من قبل جميع الأطراف، مضيفا quot; ليس من الطبيعي ان نبدأ حوارًا بشروط ، ولا أن نبدأ بالنتائج ، ولكن نبدأ بالحوار لنصل إلى النتائجquot;.

كما دعا جميع أطياف المجتمع البحريني للتعامل بإيجابية لضمان نجاح الحوار وتحقيق أهدافه المرجوة، مؤكدا quot; أن أي حوار يجب أن يكون فيه تنازلات من جميع الأطراف حتى ينجح، ويحقق نتائج ايجابية ، وانه من غير المناسب أن تفرض أي جهة أو دولة أجنبية أي شروط لتحديد نتائج الحوارquot;.

وقال إنه خلال زيارته القصيرة للبحرين عقد لقاءات جانبية مع كبار المسؤولين في مملكة البحرين إلى جانب ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، حيث أكد خلال جميع اللقاءات أهمية تحقيق تطلعات الشعوب المشروعة، مشيرا إلى ان البحرين امامها تحديات عديدة في مختلف المجالات.

وأكد ان البحرين ستظل شريكاً مهماً للولايات المتحدة الأميركية في الحاضر والمستقبل، وتربطهما علاقات صداقة تاريخية، وان البحرين قادرة عبر الحوار على القيام بالمزيد من الإصلاحات التي تسهم في مزيد من الاستقرار والازدهار، مجددا دعم بلاده للبحرين.

وردا على سؤال حول وجود مخاوف بشأن عدم نجاح الحوار أكد فيلتمان أن ولي العهد جاد في الحوار وأنه يجب أن لا يتم استباق النتائج، كما ان هذا الحوار يختلف عمّا سبقه من حوارات.

وقال إننا نشجع أن يضم الحوار العقلاء والمعتدلين من مختلف أطياف المجتمع البحريني ومؤسساته لا بين الذين يحاولون فرض أجنداتهم على المجتمع ويحددون شروطهم .

وحول موقف دول مجلس التعاون الذي لمسه خلال زيارته دولة الكويت، ودولة قطر، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشئون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أن دول التعاون تدعم مبادرة عاهل البحرين، كما أنها متفهمة لأي نتائج سيخرج بها الحوار الوطني كونها ستكون في مصلحتها.

وتعليقا على تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والتي جاء فيها أن إيران تمد يدها للحركات المعارضة في البحرين وتجري اتصالات معها قال فيلتمان quot; أميركا تعي أن إيران لها برامجها في المنطقة، مؤكدا أننا لسنا سذجاً ونعي ما يجري في المنطقةquot;.