أصيب أكثر من سبعين شخصا من المعتصمين برصاص قوات الأمن إصابة أكثر من خمسة منهم حرجة، في ظل حديث عن استخدام غاز أعصاب وليس مسيل للدموع، في حين ارتفع ضحايا شغب السجن المركزي إلى ثلاثة قتلى.



مساء دام شهدته العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن حاول بعض المعتصمين إدخال الخيام حيث أطلقت النيران من قبل قوات الأمن بشكل عشوائي إضافة إلى قنابل مسيلة للدموع.
وقال مصدر طبي لـ إيلاف إن عدد الجرحى يتزايد مع تزايد حالات الاختناق جراء القنابل الغازية التي أطلقت على المعتصمين أمام بوابة جامعة صنعاء حيث يرقد أكثر من خمسة منهم في حالة حرجة.

وأضاف الطبيب عبدالله الشليف وهو أحد الأطباء الذين عاينوا الجرحى إن هناك إصابتين خطيرتين للغاية أحدهما أصيب في العين والرأس ومن الصعب شفاؤه والثاني في الكتف جوار القلب.
وأكد أن أكثر من سبعين جريحا تكدست بهم الخيمة الطبية والساحات المجاورة لها.
وأشار الشليف إلى إن quot;الخطير في الموضوع بإجماع عدد من الأطباء هو أن حالات الإغماء ليست تلك التي تتسبب به مسيلات الدموع، بل هو غاز أعصاب تم استخدامه من قبل الأمن وقد يكون محرم دوليا وقد أثبتنا ذلك بمحاضر وتوقيعات عدد من كبار الأطباء المتخصصينquot;.
في سياق متصل قال المركز الإعلامي في quot;ساحة التغييرquot; أن quot;شباب الثورة في ساحة التغيير تعرضوا لهجوم منظم من قبل قوات الأمن بالرصاص الحي والعصي الكهربائية وغازات كيميائية محرمةquot;.

ونفى المركز ما تناقلته وسائل الإعلام الرسمية إن عناصر للمشترك أطلقت النار على قوات الأمن quot;وسيقوم المركز بنشر الصور والفيديوهات التي تؤكد أن السلطات هي من يقف وراء هذا الهجومquot;.
وكان مصدر أمني حكومي صرح أن quot;مجموعة من المعتصمين أمام جامعة صنعاء حاولوا نصب خيمة في أمام مدرسة للأطفال في شارع الحرية فمنعهم رجال الأمن من ذلك نظراً لكون المكان غير مخصص للاعتصامات ونصب خيمة فيه من شأنه أن يلحق الأذى بالمواطنين والتلاميذquot;.
وأضاف المصدر quot;أن تلك المجموعة من المعتصمين أقدمت على مهاجمة رجال الأمن مستعينة بعناصر مسلحة من بلاطجة المشترك متمترسة في أسطح بعض المنازل والتي أخذت تطلق النار بغزارة lsquo; ما أدى الى إصابة عدد من رجال الامن والمواطنينquot;.
واستنكرت أحزاب اللقاء المشترك الاعتداء الشباب المعتصمين سلمياً بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع حيث حمل الناطق الرسمي للقاء المشترك محمد قحطان الرئيس علي عبدالله صالح شخصياً المسئولية الكاملة عن الجريمة.
وقال قحطان إن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، مطالبا منظمات حقوق الانسان المحلية والدولية والمجتمع الدولي برصد وتوثيق هذه الاعتداءات البشعة من قبل السلطة ضد المحتجين سلمياً تمهيداً لتقديم مرتكبيها والمسئولين عنهم للمحاكمة لينالوا جزاءهم العادل.

القاعدة تشتعل إعلاميا
الإعلام الرسمي أقحم في بيان مصدره الأمني موضوعا أمنيا جديدا حيث قال إن quot;مجاميع مسلحة من الحوثيين وعناصر القاعدة وعناصر قبلية مسلحة ادخلوا أسلحة إلى خيام المعتصمين أمام جامعة صنعاء وشوهدوا يتجولون بهاquot;.
على العكس من ذلك مايدور في الميدان حصث تشهد كل منافذ الساحة تشديدات أمنية من قبل قوات الأمن وكذلك من اللجان الأمنية المنتشرة هناك حيث يمر الداخل إلى الساحة على أكثر من ثلاث نقاط تفتيش دقيقة.
الخبير في شؤون القاعدة نبيل البكيري يقول لـ إيلاف quot;إن سياسة خلط الأوراق من قبل النظام اليمني سياسة قديمة ومكشوفة، والعالم أصبح يعرف تماما قصة القاعدة في اليمن وأنها مجرد فزاعة وورقة سياسيه يلعب بها النظام من أجل استخدامها فزاعة لتخويف الغرب و استجلاب الدعم الغربي والدوليquot;.

ورأى إن quot;هناك متغيرات كثيرة في موضوع القاعدة أثبت أن هذه اللعبة لم تعد تجدي للعب بها اليوم، وفي مقدمة هذه المتغيرات هي الثورات العربية المتتالية في تونس ومصر وليبيا وهي اليوم في اليمن، فقد ظلت هذه الأنظمة تعلب بهذه الورقة وتضعها فزاعة تستمد من مخاوفها شرعية بقائهاquot;.

وأضاف إن ذلك الأمر بات معروف في اليمن تماما ما الغرض من ذلك quot;كما أكدت ذلك وثائق ويكيليكس التي أوردت أن القاعدة هي جزء من النظام وتدار من قبل الأمن القومي والقصر الرئاسيquot;، وهي اليوم quot;لم تعد سلعة مربحه للمتاجرة بها في طلب الرضى والشرعية الدولية فقد انقلبت المعادلة تماما وأصبحت اليوم الشرعية هي ما تمنحها الشعوب وليس أجهزة المخابرات الدوليةquot;.

السجن المركزي كارثة أخرى
إلى ذلك ارتفع عدد ضحايا الفوضى التي حدثت في السجن المركزي بالعاصمة يوم أمس الأول إلى ثلاثة قتلى وفقا لتأكيدات رئيس منظمة سجين عبدالرحمن برمان.
وقال برمان إن عشرين سجيناً أسعفوا إلى مستشفى الشرطة، مشيرا إلى وقوع أكثر من 40 جريح.
وتم تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في أحداث السجن حيث تضاربت الأنباء حول أسباب حالة الشغب التي حدثت.

وقالت مصادر صحفية إن شائعة سقوط النظام هي من تسببت بحالة الفوضى في حين قالت مصادر أخرى أن الأمر حدث جراء تعرض أحد السجناء للاعتداء من قبل عناصر أمنية وهو ما أثار سخط السجناء الذين هتفوا بعد ذلك بإسقاط النظام.

استقالات وانتشار عسكري
في سياق مختلف انضم نائبين في الحزب الحاكم إلى قائمة المستقيلين من كتلة الحاكم البرلمانية احتجاجاً على أعمال القمع التي تمارسها السلطات ضد المحتجين، وهما النائبين عبدالولي الجابري وعبدالله حسن خيرات.
وتتواصل الاحتجاجات في كل من صنعاء وعدن وتعز وإب والحديدة مطالبة برحيل النظام حيث أخذت كل محافظة نصيبا من الجرحى جراء الاعتداءات من قبل مناصري الحزب الحاكم، كان آخر تلك الاعتداءات في محافظة إب حيث سقط قتيل وأكثر من خمسين جريحا برصاص من يوصفون بـ quot;البلاطجةquot;.

إلى ذلك شهدت العاصمة صنعاء نزولا مكثفا للآليات العسكرية المصفحة والدوريات المحملة بمضادات الطيران حيث انتشرت في مداخل الشوارع والجولات والدورات منذ صباح الثلاثاء وذلك بعد أن أعلنت قيادات في أحزاب المشترك تصعيد خطواتها الاحتجاجية.