القاهرة: نددت منظمة العفو الدولية بلجوء الجيش المصري الى العنف لتفريق المتظاهرين وتفكيك مخيمهم في ميدان التحرير وسط القاهرة وإعتقال العشرات منهم، مطالبة اياه بالافراج عنهم quot;فورًا وبدون شرطquot;.

وقالت حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير المنظمة للشرق الاوسط وشمال افريقيا في بيان أن منظمة العفو quot;تدين الاعمال الرعناء التي قام بها الجيش المصري لاخلاء ميدان التحرير من المتظاهرين بعدما ضرب جنوده متظاهرين واعتقلوا العشراتquot;. وأضافت انه quot;من غير المقبول اطلاقا ان يشارك الجيش في القمع العنيف لمتظاهرين سلميينquot;.

ووقعت اشتباكات بعد ظهر الاربعاء بين متظاهرين مؤيدين للانتفاضة التي اطاحت بمبارك وانصار الاخير الذين حاولوا اخلاء الميدان بالقوة، كما اكد معتصمون.

وبدأت الاشتباكات قرابة الساعة 14,00(12,00 تغ) quot;عندما حاول عشرات من مؤيدي مبارك المسلحين بالعصي والحجارة اقتحام الميدان لكننا تصدينا لهم وحصل تراشق بالحجارة ادى الى تراجعهمquot;، بحسب ما قال لفرانس برس معز محمد احد الشبان المعتصمين المؤيدين للديموقراطية.

وبعد موجة ثانية من الاشتباكات بعد مساء تدخل الجيش واعاد الهدوء الى ميدان التحرير بعد ان ازال خيما نصبها المتظاهرون اثر اندلاع الثورة في 25 كانون الثاني/يناير، كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط.

وأكدت منظمة العفو في بيانها ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تسلم السلطة في مصر اثر تنحي مبارك quot;عليه واجب حماية الحق في التظاهر سلمياquot;.

وتابعت المنظمة الحقوقية quot;لقد تحدثنا الى شاهد عيان قال لنا ان الجيش سمح لبلطجية بالاعتداء على المتظاهرين بالعصي والسيوف، وهي الممارسة نفسها التي استخدمت في عهد الرئيس السابق مبارك. يبدو ان القوات المسلحة تواصل ببساطة نفس تكتيكات القمع السابقةquot;.

وبحسب المنظمة فقد quot;اكد شهود ان الجيش دخل ميدان التحرير بعد ظهر التاسع من آذار/مارس وفرق بعنف تجمعا يضم حوالى الف شخص، وضرب متظاهرين وفكك خيما وحطم مستوصفا طبيا عشوائيا، وصادر بطاقات الذاكرة من صحافيين حاولوا تسجيل هذه الاحداث، ونفذ الجنود اعتقالات واقتادوا متظاهرين الى المتحف المصري قرب ميدان التحريرquot;.

واكد بيان منظمة العفو ان quot;احد الشهود قال لنا انه اعتقل مع اكثر من مئة متظاهر آخر وانه شاهد اشخاصا يتعرضون للضرب بينما كانوا موقوفينquot;. وطالبت منظمة العفو بquot;الافراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموقوفين الذين كانوا يتظاهرون سلمياquot;.

وكان مئات المتظاهرين الذين شاركوا في الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس مبارك في 11 شباط/فبراير الماضي لا يزالون الاربعاء معتصمين في الحديقة الدائرية الموجودة في قلب ميدان التحرير من اجل quot;مراقبة تنفيذ مطالب الثورةquot;، كما يقولون.