الشعب يريد إسقاط السلاح... شعار حرّك مئات الآلاف من اللبنانيين يوم الأحد استجابة لدعوة قوى 14 آذار إلى إحياء الذكرى السادسة لثورة الأرز. ورفع اللبنانيون المتظاهرونشعار quot;رفض وصاية السلاحquot; احتجاجاً على ما يعتبرونه استخدام quot;حزب اللهquot; السلاح في السياسة الداخلية اللبنانية.

الياس يوسف من بيروت: شهدت ساحة الشهداء فيوسط العاصمة اللبنانيَّة تجمعًا حاشدًا هتف ضد السلاح في يد quot;حزب اللهquot; ورفض وصاية هذا السلاح على السياسة الداخليَّة اللبنانيَّة.

لم يقتصر يوم الاحد على إحياء الذكرى السادسة لثورة الأرز، إنما تضمن أيضًا تأكيد المعارضة الجديدة والمؤلفة من قوى الرابع عشر من آذار برنامجها الذي يقوم على أساس التمسك بالمحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان، والإصرار على حصر حمل السلاح بالدولة اللبنانية، وفق ما شدد عليه خطباء المناسبة، في مقابل مايدعو إليه فريق الموالاة الجديد والمتمثل في قوى الثامن من آذار، وفي طليعتها حزب الله، إلى وقف التعاون مع المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان، وتصرّ على بقاء سلاح quot;حزب اللهquot; تحت عنوان مواجهة إسرائيل.

الدروز: منحبك يا وليد وعن 14 آذار ما منحيد
اللافت أعلام للحزب التقدمي الاشتراكي، بزعامة النائب وليد جنبلاط، الذي تحوّل أخيرا الى صفوف الثامن من آذار، ولعب دورًا حاسمًا في تكليف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة عوضًا من سعد الحريري. فإلى جانب الاعلام اللبنانية وأعلام تيار المستقبل التابع للحريري والقوات اللبنانية وحزب الكتائب،رفرفت اعلام للحزب التقدمي الاشتراكي وأخرى للطائفة الدرزية،إضافة الى يافطات تعبّر عن تأييد الطائفة الدرزية لقوى 14 آذار.

علم الدروز ذو الألوان الخمس مرفرفا بين أعلام ثورة الأرز

علم الدروز ذو الألوان الخمس مرفرفا بين أعلام ثورة الأرز

وقدّر مشاركون الحشود الدرزية التي شاركت في وقدّر مشاركون الحشود الدرزية التي شاركت في التظاهرة باكثر من عشرين ألفًا. وقال أحد المتظاهرين الذي قدم من بلدة بطمة الشوفيّة والمتاخمة للمختارة quot;بالطبع جئنا لنشاركquot;. إننا في صلب 14 آذار ونحن صنّاع ثورة الأرز.

وأضاف quot;لا تتعارض مشاركتنا اليوم مع احترامنا للرئيس (في اشارة الى وليد جنبلاط). نحترم مواقفه، لكننا راسخون في قناعاتناquot;. ورفع وفدآت من منطقة الشوف، معقل جنبلاط، لافتة كتب عليها quot;من اجل الشهيد القائد كمال جنبلاط جئنا نقول مع سعد الحريري نعم لنتابع المسارquot;، واخرى كتب عليها quot;منحبك يا وليد وعن 14 آذار ما منحيدquot;. واتهم وليد جنبلاط خلال وجوده في صفوف قوى 14 آذار سوريا باغتيال والده كمال جنبلاط في 1977.

وكان وليد جنبلاط أدلى بموقفه الأسبوعي لجريدة quot;الأنباءquot; الصادرة من الحزب التقدمي الاشتراكي، فقال quot;ها هو الحديث عن السلاح يعود الى الواجهة من دون أي إعتبار لإمكانية إنكشاف لبنان بالمطلق أمام إسرائيل، وتعريته بالكامل، قبل التوافق على إستراتيجية دفاعية تستفيد من هذا السلاح في إطار منظومة الدفاع عن لبنان. وإذا كنا نلتقي في رفض إستخدام السلاح في الداخل لأن ذلك بمثابة خيار مدمر للبنانيين جميعًا، إلا اننا لا نستطيع أن نقبل بتعرية لبنان أمام إسرائيل التي لم ننس تجاربها الحاقدة ومغامراتها العسكرية التي لا تنتهي مع لبنان منذ عقود طويلةquot;.

تابع جنبلاط: quot;وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فقد يكون من المفيد إنعاش ذاكرة البعض بأن بعض التيارات السياسية قد إستقدمت من الشمال الآلاف من الشبان قبل أحداث السابع من أيار تحت شعار الدفاع عن بيروت، وتخلت عنهم لاحقا. فهذه الوقائع ليست تبريرا للسابع من أيار، بل هي تذكير بأمور حدثت من ضمن سياسة إستخدام السلاح أيضاquot;. واشار الى ان quot;الحزب التقدمي الاشتراكي يملك الجرأة على ممارسة النقد الذاتي، ومن هذا الباب أعاد قراءة مرحلة القرارين الشهيرين وأحداث السابع من أيار، وهو يملك الكثير من المعطيات في هذا المجال لا سيما في إطار من أعد خارطة الاتصالات وكيفية إستمرار البعض في التحريض على الفتنة، وهو لا يخسر شيئا. لقد أسهمت الخطوات التي إتخذها الحزب في وأد الفتنة وفي حماية السلم الأهلي والحفاظ على المصالحة التاريخية في الجبل التي أقمناها مع البطريرك صفير الذي يختتم، بإستقالته، حياته الحافلة بالمواقف الوطنية المشرفةquot;.

ورأى أنه quot;من هنا، فإن الحزب التقدمي الاشتراكي لن يشارك في مظاهرة 13 آذار، وهو وإن كان لم يمنع يومًا أي مواطن من التعبير عن رأيه الحر، إلا أنه يعلم وعي الناس ومسؤوليتهم وعدم قبولهم المشاركة في مناسبة توجه بعض خطبائها واضح، لناحية الحض على الفتنة والكراهية والتحريض على الطائفية والمذهبية وكشف لبنان أمام إسرائيل وتعريته بالمطلق امام عدوانها المحتمل في أي وقتquot;.

أئمةبين المتظاهرين
تنوعت شعارات المتظاهرين الذين شاركوا في احياء ذكرى ثورة الأرز،
وهتف المتجمعون الذين غصّت بهم ساحة الشهداء في وسط بيروت quot;الشعب يريد اسقاط السلاحquot;، مستعيدين شعار الثورات العربية، فيما ارتفعت لافتات حملوها او علقوها في كل انحاء الساحة كتب عليها quot;لا لدكتاتورية السلاحquot;، quot;لا لوصاية السلاحquot;، quot;لا للاغتيالquot;.

كما استلهم المتظاهرون شعارات من قادة وزعماء روحيين ممن تؤيدهم الموالاة (قوى 8 آذار)، أمثال الإمامين موسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين، فارتفع شعار quot;أوصي أبنائي الشيعة أن لا يخترعوا لأنفسهم مشروعًا خاصًاquot; للزعيم الروحي محمد مهدي شمس الدين، وquot;الدولة يجب أن لا تمثل مصالح الأكثرية او الأقلية، بل يجب ان تترفع وتكون بعيدة عن الحزن والطائفة... quot; للإمام موسى الصدر وسواها من الشعارات التي كتب عليها quot;بوجه وصاية السلاح، الساحة أقوى سلاحquot;.

الحريري يدشن حقبة المعارضة
خطباء قوى الرابع عشر من آذار رفضوا
quot;الدويلة من ضمن الدولةquot;، كما رفضوا ان يملي السلاح ارادته على الحياة السياسية.

لبناني يحمل علم السعودية في ساحة الشهداء
جاءت الكلمة الأبرز على لسان سعد الحريري، رئيس حكومة تصريف الأعمال، الذي قرّر - في خطوة رمزيّة - التخلي عن البروتوكولات الرسميّة، فتحرّر من السترة وربطة العنق وquot;شمّر عن ذراعيهquot;، وخاطب جمهوره باللغة العاميّة، فسأل:quot;اريد ان يسمع العالم كله جوابكم: هل تقبلون بوصاية السلاح؟ هل تقبلون بوصاية السلاح وان يكون بايدي احد غير الدولة؟ هل تقبلون بتشكيل حكومة تأتي بها وصاية السلاح (...)؟quot;. وكانت الجموع تصرخ عند كل سؤال: quot;لاquot; باعلى صوتها وسط تلويح بالاعلام اللبنانية والحزبية.

وتابع الحريري quot;هل تقبلون ان تتشكل حكومة مهمتها الغاء علاقة لبنان بالمحكمة الدولية؟ هل تقبلون ان تشكل حكومة تكون مهمتها محاولة شطب المحكمة الدولية من الوجود؟ هل تقبلون حكومة توقف التمويل عن المحكمة الدولية؟quot;. أضاف الحريري: quot;إذا أردتم، لا يوجد مستحيل، ونحن نطلب دولة لا يوجد فيها مواطن درجة أولى، يحمل سلاحه ليستعمله عندما يخطر بباله، ومواطن درجة ثانية يضع يده على قلبه، وقلبه على أولاده وأولاده إلى السفر... وهذا ليس مستحيلاًquot;. وتابع الحريري: quot;إسرائيل أيضاً تريد أن يسقط السلاح من قمة الدفاع عن لبنان الى جورة الانتشار في الشوارع والزواريب وجحيم ضرب الشراكة اللبنانيةquot;.

وردا على تشكيك حزب الله بالمحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال والده، قال سعد الحريري quot;مستحيل ان يستطيعوا الاستمرار، كلما قال احد كلمة يقولون عنه انه خائن اسرائيلي ويقولون (...) ان شهداءنا اسرائيليون قتلتهم اسرائيل، وان المحكمة اسرائيليةquot;. وقال quot;مستحيل ان ننسى ان اسرائيل عدوتنا (...) وان الذي يريد ان يحررها يجب ان يوجه سلاحه الى اسرائيل وليس الى بلده، ويعطل دولة اسرائيل وليس دولته، ويضعف اقتصاد اسرائيل وليس اقتصاد لبنانquot;.

رسائل بالجملة
لم تخل كلمة الحريري من الرسائل إلى كلّ من
رئيس البرلمان نبيه بري والنائبانميشال عون ووليد جنبلاط من دون ان يسميهم. وقال الحريري في كلمة موجهة الى بري إنّ quot;المستحيل أن يبقى شخص واحد 20 سنة في الموقع نفسه في السلطة ويعطينا دروساً في تداول السلطة، فقط لأنه كلما فكّر شخص بأن يترشح ضده يخرج السلاح الى الشوارع والسطوحquot;.

أنصار الحريري يحملون صوره في ساحة الشهداء
وردّ على ميشال عون من دون ان يسميّه قائلا quot;لمن قال إن رفيق الحريري هو فقيد العائلة نقول: هذه عائلة رفيق الحريري، أنتم (المتظاهرون) عائلة رفيق الحريري، وهو فقيدكم أنتمquot;. وكان عون قال في كلمه عشيّة ذكرى ثورة الأرز إن quot;جريمة اغتيال الرئيس (رفيق) الحريري استغلت، ولم يعد شهيد لبنان، بل فقيد العائلة لكثرة استغلالهم لاسمهquot;.

واكد الحريري انه بات quot;من المستحيلquot; القبول بـ quot;وصاية خارجيةquot; جديدة على لبنان او بـ quot;وصاية سلاحquot; حزب الله quot;لحساب الخارجquot;. واضاف quot;مستحيل ان يبقى السلاح (...) مرفوعا في وجه ارادة الشعب الديمقراطية وفي وجه الحق وفي وجه الحقيقةquot;.

وبدأ الحريري كلامه متوجها إلى انصاره في ساحدة الشهداء quot;منذ 6 سنوات، وفي هذه الساحة ومنذ 6 سنوات اغتالوا رفيق الحريري، واعتقدوا أنهم تخلّصوا منه ومن لبنان ومنكم. منذ 6 سنوات أنتم فاجأتومهم وسبقتمونا إلى الساحة، ونحن لحقنا بكمquot;.
وأضاف quot;أتيتم لتقولوا نريد الحقيقة ونريد العدالة ونريد الحريّة والسيادة والاستقلال، وقالوا لكم مستحيل، فأجبتم من هذه الساحة أنَّ لبنان لا يموت وأحلامنا لا تموت ومطالبنا ستتحقّق، وأنجزتم الاستقلال والمحكمة الدوليّة، وبقي علينا إنجاز الحريّة، لأنّ لا حريّة لشعب خاضعة دولته ودستوره وأمنه واقتصاده ومستقبله لغلبة السلاح ورهينة قرار من يتحكّم بالسلاحquot;.
الجميل: حزب الله نسي إسرائيل
وتحدّث خلال إحياء ذكرى ثورة الأزر عشر خطباء، بينهم الرئيس السابق رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، الذي قال إن quot;كُلَّ هَمِّ حزب الله هو بيروت وأزقتها وشوارعها ولاهاي. ونسي إسرائيلquot;. وأضاف: quot;المشاريع الإقليمية ليست مشاريعنا، ولعبة الأمم ليست لعبتنا، وهي أكبر منا فلنكُفَّ عنهاquot;.

جعجع: لن نرتاح حتى زوال الدويلة
من جانبه، قال رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع، إن quot;لا حياة لنا من دون دولة، ولا دولة بوجود الدويلةquot;، معلناً quot;ثورة أرز ثانية لا ترتاح حتى زوال الدويلةquot;. وقال quot;لا دولة بوجود الدويلة، ونحن معا نعلنها اليوم ثورة ارز ثانية حتى زوال الدويلة وقيام الدولةquot;. واضاف quot;لن نرضى بان يكون مصيرنا بايدي غيرنا. (...) . لا لتسخير لبنان في خدمة مشاريع ايرانquot;، في اشارة الى ارتباط حزب الله بالجمهورية الاسلامية. وتابع جعجع quot;لم نعط احدا وكالة للدفاع عنا، ولا نريد من احد الدفاع عنا، ولا نرضى عن الجيش اللبناني بديلاquot;، في رد على تحجج حزب الله بالاحتفاظ بسلاحه من اجل مقاومة اسرائيل. وقال جعجع quot;نعم للدولة وحدها تقاوم عن جميع اللبنانيينquot;، مؤكدا مجددا quot;لن نفرط بالمحكمة الدولية (...) مهما كان الثمنquot;. ودعا الى ترك الدولة تترجم خيار المقاومة.

وأطلق المنسق العام لقوى 14 آذار فارس سعيد على تجمع الأمس اسم quot;انتفاضة الكرامةquot;، وقال في كلمته quot;نحن ثابتون، ولا نتراجع امام التهويل والتخويف والتهديد. وهذه الساحة ستسقط تسلط السلاح فوق رؤوسناquot;. واضاف متوجها الى الجمهور quot;يظنون ان السلاح هو مدخل لتعزيز موقع ما لجماعة ما. قولوا لهم هذا السلاح هو اقصر طريق للاطاحة بكل الجماعة في لبنانquot;.

وكان رئيس quot;حزب الوطنيين الأحرارquot; دوري شمعون الوحيد، أشار إلى سوريا في خطابه، بالقول إن quot;الفريق الآخر يستمر في تخويننا، ويرفض الاحتكام الى صناديق الاقتراع، معتقداً انه بسلاحه وبالتحاقه بالمحور السوري - الإيراني يسيطر على لبنانquot;. وتجنّب كل من تحدث في هذه المناسبة الاشارة الى سورية، كما سبق أن حصل في تجمعات قوى 14 آذار منذ العام 2005.

وكان المشاركون في اللقاء بدأوا منذ الصباح الباكر التجمع في ساحة الشهداء التي شهدت في 14 آذار انطلاقة quot;ثورة الارزquot; التي ساهمت في خروج الجيش السوري من لبنان بعد ثلاثين سنة من الوجود والنفوذ السياسي. ومنذ ذلك الحين، تبقى البلاد منقسمة بين قوى 14 آذار وفريق حزب الله.

وشهدت طرق عديدة مؤدية الى بيروت خلال فترة قبل الظهر زحمة مواكب وسيارات ترفع الاعلام وصور رفيق الحريري وسعد الحريري وسمير جعجع وغيرهم من القيادات تسببت بعرقلة السير، لا سيما على الطريق بين الشمال وبيروت. وظلت الوفود الشعبية تتدفق الى الساحة حتى بعد بدء المهرجان.

وبثت مكبرات الصوت خلال التجمع اناشيد واغاني وطنية، واقيمت بين المتظاهرين حلقات رقص ودبكة. وواكبت اجراءات امنية مكثفة لقوى الامن الداخلي والجيش اللبناني التحرك. وقال عدنان عنتر (65 عاما) الوافد من طرابلس في الشمال لوكالة الأنباء الفرنسية quot;اشارك في التجمع لان المسالة اصبحت لا تحتمل. ففي وجود السلاح لا تعود هناك دولة، ونحن نريد الدولةquot;.

وقال سليم عيد (46 عاما) الآتي من بلدة المطلة في الشوف (وسط) من جهته quot;ممنوع وجود السلاح غير الشرعيquot;، معربًا عن تخوفه من quot;رد فعل عنيف من الفريق الاخرquot; على التجمع. ورفعت لوحة كبيرة في الساحة كتب عليها quot;بوجه وصاية السلاح، الساحة اقوى سلاحquot;.

وحزب الله هو القوة اللبنانية الوحيدة التي احتفظت بسلاحها بعد انتهاء الحرب الاهلية (1975-1990). وتحمل قوى 14 آذار الحزب مسؤولية عدد كبير من الاحداث الامنية وتعطيل مؤسسات الدولة خلال السنوات الماضية، لا سيما احداث السابع من ايار (مايو) التي اجتاح خلالها حزب الله معظم شوراع غرب بيروت خلال معارك بين انصاره وانصار سعد الحريري. وقتل رفيق الحريري مع 22 شخصا آخرين في عملية تفجير في بيروت. وقتل عشر شخصيات سياسية واعلامية وامنية بين 2005 و2008.

حملة مضادة
في المقابل، لوحظت حملة إعلانية مضادة عبر لوحات انتشرت في شوارع بيروت من دون توقيع، كتب عليها quot;... وإسرائيل تريد إسقاط السلاحquot;، في انتقاد لمن يسعى الى إسقاط سلاح حزب الله، وهي حجة حزب الله في رفض التخلي عن سلاحه. في حين أكدت مصادر عدة أن quot;حزب الله يشدد على أن لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالحملةquot;.

كما نشطت وسائل الإعلام التابعة لقوى 8 آذار، لإظهار الثغرات في خطاب قوى 14 آذار، حيث أظهرت مثلاً أن الصور التي تستخدم في الحملة الإعلامية، وخاصة المقاطع المصورة، تظهر أشخاصاً تعرضوا للأذى بسبب فريق تيار المستقبل، كما أظهرت أن الصور المستخدمة للوحات الإعلامية التي تدعو إلى إسقاط السلاح هي صور الحجاج في مكة.

في الإطار عينه، نقلت مصادر إعلامية لموقع quot;ليبانون فايلزquot; أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيتحدث عن quot;الأحداث المتسارعة من مشهد الزلازل التي تعصف بالمنطقة وصولا الى الهجوم المركز من quot;تيار المستقبلquot; على سلاح quot;حزب اللهquot;.

وكان لميشال عون المتحالف مع حزب الله مساء السبت حملة عنيفة على تجمع 14 آذار اليوم، حيث دعا في مناسبة حزبية quot;الذين يريدون ان يتظاهروا الأحد الى ان يناموا غدًا، ولا يتوجهوا الى اي مكان، لأنهم ليست لديهم القدرة على نزع السلاح، ولن يأتي أحد لمساعدتهم على نزع السلاحquot;. وأضاف quot;ان هذا التحرك إستدراج لهذا السلاح لإستعماله في الداخل، وإذا استعمل يكونون قد استحقوا ذلكquot;. واعتبر ان المطالبة quot;بسحب السلاح تحصل لمصلحة اسرائيلquot;.

وقد إعتبر النائب علي حسن خليل المقرب من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إننا quot;نعيش اليوم منبرا سياسيا مفتوحا تجاوز الحديث فيه الكثير من الثوابت الوطنية، ويجري الحديث اليوم حول الكثير من النقاط التي تثير علامات الإستفهام والإستغراب بأن تأتي على لسان البعض، ونحن بصراحة نقول: من حق كل القوى السياسية في لبنان ان تعبّر عن رأيها كما تشاء بالإعتصام، بالتظاهر، بالحشد وبالمهرجانات، وان تقول رأيها وموقفها السياسي من القضايا المطروحة، هذا حق لأننا نؤمن ان لبنان بلد ديمقراطي، بلد يرتكز على مؤسسات دستورية وفيه قوانين تنظم علاقات المؤسسات مع بعضها البعض وتنظم علاقات المواطن مع الدولة وصورة هذه الدولة، على هذا الأساس التقينا مع قوى سياسية واختلفنا مع قوى أخرى، ودائما تحت سقف الإحتكام للدستور والقوانينquot;.

واضاف: quot;مارسنا فعلنا السياسي وآخره الحركة السياسية الأخيرة، حركة التغيير السياسي الأخير التي قامت بها المعارضة واستطاعت من خلالها ان تسقط حكومة، وان تدفع في اتجاه تشكيل حكومة جديدة، هذا امر من صلب نظامنا السياسي وحياتنا الديموقراطية في لبنان والتي نعتز بها، لكننا لم نكن نعرف ان بعض الذين دخلوا الحياة السياسية في لبنان نتيجة ظروف ومناخات عاطفية لم يستطيعوا ان يتحملوا طبيعة هذا النظام، لأن عقلهم وتربيتهم وثقافتهم هي عقل وتربية امارة ومملكة بعيدة من كل منطق الدولة والنظام السياسي الديموقراطي ونظام المؤسسات والدستورquot;.

وأكد quot;أن المقاومة ستبقى تدافع عن اولئك الذين يشككون بها ويحاولون ان يدخلوها في زواريب السياسة الداخلية خدمة لمواقع او مصالح آنية وضيقة، لأننا عشنا تجربة الإحتلال الإسرائيلي والإمتهان لهذا العدو ورفضناها، ونحن نعي تمامًا ان مصلحة كل اللبنانيين اليوم هي ان لا ينجروا الى مثل هذا الخطاب والرسالة الى اولئك الذين يدعون الى اسقاط تجربة المقاومة إلا ان ما سمعناه لا علاقة له بسلاح الداخل ولا بما يسمى بسلاح الداخل، فنحن اول من يرفض ان يتحول السلاح اي سلاح في وجه اي لبناني او ان تصرف قوة اي سلاح لمصلحة حساب سياسي داخلي في لبنانquot;.

مواقف غزيرة
في سياق متصل، نشطت اليوم مواقف لشخصيات من فريقي 8 و14 آذار، تعليقاً على التجمع اليوم، حيث اعتبر النائب السابق وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش لقناة quot;أخبار المستقبلquot; أننا quot;مستمرون بالطريقة نفسهاكما حصل في العالم العربي لإسقاط السلاح غير الشرعيquot;.

لوحة تدافع عن سلاح حزب الله
بينما إعتبر النائب انطوان زهرا (من القوات اللبنانية) ان هذه الذكرى تتميز بالوضوح في الطرح، وعدم الرمادية في التعاطي مع الأمور الأساسية، وهي انطلاقة متجددة لثورة الأرز. وأشار في حديث تلفزيوني إلى ان الإنقلاب الذي حصل بقوة السلاح يواجه اليوم بشعب مصمم على طرح الموضوعات كما هي فـ quot;لاquot; للسلاح خارج الشرعية، والشعب اللبناني هو الذي يحدد مصيره بيده.

أما النائب عقاب صقر فطالب بالانتقال من مقاومة فريق الى مقاومة دولة، مشدداً على ضرورة ضبط السلاح تحت سقف الدولة والجيش. مؤكداً في حديث تلفزيوني اليوم quot;انه بما ان سلاح quot;حزب اللهquot; يشكل خطراً كبيراً على البلد، سأقول quot;لاquot; لهذا السلاح، لأنه يجب ان يكون تحت سقف الدولةquot;.

وشدد النائب سامي الجميل على أن quot;لا مساومة على موضوع المحكمة وعلى موضوع السلاحquot;، لافتا الى أن quot;المشاركين اليوم في ساحة الحرية يريدون إيصال رسالة معينة، ويقولون كلمة واضحة بوجه موضوع واحد هو موضوع السلاح غير الشرعيquot;. وأكد الجميل، في حديث إذاعي أن quot;مزارع شبعا هي كذبة إخترعوها من أجل تبرير بقاء السلاحquot;.

في حين أعلن المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان عزام الأيوبي ان الجماعة ليست جزءاً من 14 آذار، وبالتالي هي لن تشارك لا سياسياً ولا شعبياً في مهرجان 13 آذار، مشدداً على انها ليست طرفاً مع أي اصطفاف سياسي في لبنان .

ورأى الأيوبي في حديث إعلامي أن هناك من يختلط عليه الأمر بين سلاح المقاومة والسلاح المستخدم في الداخل، مؤكداً أن سلاح المقاومة بالنسبة إلى الجماعة موضوع استراتيجي لا تقبل المسّ به، كما إن المقاومة حقيقة لا يستطيع أحد نكرانها، سواء أكان في 14 أو 8 آذار. وأضاف quot;حتى غلاة المتطرفين في 14 آذار لا يستطيعون التنكّر للمقاومة التي هي حق لكل اللبنانيين، لكن هناك من يحاول أن يغطي هذا الحق، بفعل انحيازه السياسي، والتجاذبات السياسية الشديدة القائمة بين الطرفين، لكن لا أحد ينكر أن استخدام أي سلاح في الداخل اللبناني هو أمر مرفوضquot;.

وشدد الأيوبي على ان الجماعة الاسلامية ليست مع التجييش الطائفي أو المذهبي، ولا مع توتير الأجواء، أو الجنوح في أي خطاب سياسي، ولا سيما في هذه المرحلة السياسية الحرجة التي يمر بها لبنان.