يرى محللون أنّه إن تمكنت قوات العقيد معمر القذافي من السيطرة على مدينة اجدابيا التي تبعد نحو 80 كلم أخرى شرقا فإنها تستطيع أن تلتف على مقر الثوار في بنغازي وتنطلق باتجاه الحدود المصرية قرب طبرق وتحاصر الثوار بين فكي كماشة دون أن يتوفر لهم طريق بري للانسحاب.


راس لانوف: حتى يوم الجمعة الماضي كانت مدينة راس لانوف النفطية شرقي ليبيا خط الجبهة بين الثوار وقوات النظام الليبي، ولكن مبنى المستشفى المهجور الذي تناثرت على أرضه الامدادات الطبية يشير الى انسحاب الثوار على عجل.

ويقول الحارس عمر زواوي، وهو من القلائل الذي بقوا في راس لانوف حيث يوجد اكبر مصفى للنفط في ليبيا ان الثوار أخذوا معهم المصابين وانسحبوا الى بنغازي.

ونقلت مجلة تايم عن زوازي أن العمل سيبدأ في اعادة تنظيم المستشفى معربا عن الأمل في أن يستأنف استقبال المرضى في وقت قريب.

وكان زواوي يتحدث واقفا قرب خيط من الدم على ارض المستشفى يبدو انه سُفك حديثا.
بعد راس لانوف قصفت قوات القذافي يوم الأحد ميناء البريقة النفطي الذي يبعد نحو 150 كلم شرق راس لانوف دافعة بذلك خط المواجهة مسافة اضافية نحو الشرق ، بحسب التلفزيون الحكومي.

ويقول محللون انه إذا تمكنت قوات النظام من السيطرة على اجدابيا التي تبعد نحو 80 كلم أخرى شرقا فانها تستطيع ان تلتف على مقر الثوار في بنغازي وتنطلق باتجاه الحدود المصرية قرب طبرق وبذلك محاصرة الثوار بين فكي كماشة دون ان يتوفر لهم طريق بري للانسحاب.

وقال الناطق العسكري الليبي العقيد ميلاد حسين للصحافيين الأجانب يوم الأحد إن قوات الجيش تتقدم متوقعا إنهاء الانتفاضة بسرعة.

وأضاف أن التحرك الآن هو صوب بنغازي مشيرا الى اعتقال العديد من الثوار وتنفيذ عمليات تمشيط في مواقع الثوار السابقة.

ولاحظ مراقبون زاروا منطقة الساحل الأوسط حيث تتمركز قبائل موالية للنظام حجم المصاعب والعقبات التي تواجه الثوار في هذه الرقعة الشاسعة من ليبيا لا سيما إذا رفض قادة الغرب فرض حظر جوي.

وكان النظام نقل يوم السبت نحو 80 صحافيا أجنبيا من طرابلس الى مدينة سرت مسقط رأس القذافي التي تبعد نحو ساعة بالطائرة عن العاصمة في رحلة هدفها التزمير لانتصاراته في اليومين السابقين.

وكان واضحا ان الثوار يواجهون خطر كارثة إذا حاولوا التقدم في هذا الفضاء المفتوح مكشوفين للطيران الحربي.

ونُقل الصحافيون من سرت بحافلات على امتداد الطريق الساحلي شرقا، وكان جهاز الراديو في كل حافلة يبث اناشيد حماسية تتخللها مقتطفات من خطاب القذافي في 25 شباط ـ فبراير متوعدا بسحق الثوار quot;زنكه زنكهquot;.

وتبدى ما يعنيه في مدينة بن جواد على بعد نحو 160 كلم شرقي سرت. ففيها كانت آثار القصف بقذائف الدبابات والصواريخ بادية على مركز الشرطة ومبنى المدرسة والبيوت الواقعة على طريق موكب الصحافيين حيث انهار بعضها بعد قتال استمر يومين. ونزح جميع سكان بن جواد تقريبا الى سرت ، بحسب مراسلة مجلة تايم فيفيان والت نقلا عن القلة ممن بقوا في المدينة.

ورغم هذه الانتكاسة احتفظ الثوار بالسيطرة على راس لانوف ستة ايام مصممين على التقدم غربا باتجاه سرت. وبدا أنهم قاتلوا قتالا عنيدا في بن جواد قبل الانكفاء إلى راس لانوف، التي ظهرت عليها آثار نزوح جماعي أكثر من آثار معركة شرسة.

وكانت النار مشتعلة في احد خزانات النفط في مصفى راس لانوف واعمدة الدخان تمتد كيلومترات عبر الأفق.

وقال المسؤولون المرافقون للصحافيين الأجانب إن الثوار فجروا الخزان لدى هروبهم ولكن المجلس الوطني الانتقالي اكد ان طائرة قصفت الخزان. ومن الجائز ايضا ان يكون الخزان تلقى إصابة بطريق الخطأ اثناء القتال.

مدخل راس لانوف منثور بصناديق الذخيرة والفرش والبطانيات التي كان يستخدمها الثوار، والقوة المسلحة الوحيدة في المدينة النفطية الآن، بحسب مراسلة مجلة تايم، هي مجموعة من نحو 25 متطوعا قال العديد منهم للصحافيين الأجانب انهم جاؤوا من سبهة معقل القذافي القبلي في الصحراء الكبرى.

ولدى وصول الصحافيين إلى راس لانوف يوم السبت ركض احد المتطوعين نحو جدار كتُبت عليه شعارات معادية للنظام ثم غُطيت بطلاء ابيض، وسارع الى رش الحائط بشعار آخر يقول quot;42 عاما من الانجازاتquot;.

ولكن بقاء القذافي للاحتفال بذكرى مرور 42 عاما على حكمه في 1 ايلول ـ سبتمبر قد يتوقف على نتيجة المحادثات الجارية في واشنطن وبروكسل والأمم المتحدة بشأن العمل العسكري الذي يمكن القيام به في ليبيا.

وقال سيف الإسلام نجل القذافي في مقابلة مع مجلة تايم انه يعتقد ان الحرب الرئيسة انتهت بعد معارك بن جواد وراس لانوف. وأضاف أن النظام من الآن فصاعدا سيقوض معنويات الثوار quot;بمعارك صغيرة وصغيرة جداquot;.