أكدت سوريا رفضها التدخل الأجنبي في ليبيا وعدم انحيازها لأي طرف، نافية بذلك ما أشيع عن دعمها نظام القذافي عسكريًا.


دمشق: أكدت سوريا الثلاثاء رفضها أي تدخل أجنبي في ليبيا وعدم انحيازها لأي طرف ضد طرف، نافية بذلك ما أشيع عن دعمها العسكري الرئيس الليبي معمّر القذافي.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلمفي مؤتمر صحافي مع نظيرته الأسبانية ترينيداد خيمينث في دمشق إن quot;سوريا تقف من حيث المبدأ ضد التدخل الأجنبي العسكري في المنطقة، وهذا لا يعني أن هذا الموقف هو لمصلحة طرف ضد طرف آخرquot;.

وأضاف ان quot;تجاربنا في المنطقة مع التدخل الأجنبي كانت تجارب مريرة وخطرةquot;، لافتًا الى ما حدث في العراق والسودان ولبنان وغزة التي كانت كلها quot;تجارب مريرةquot;.

ونفى الوزير السوري ما أشاعته بعض الأوساط في المجلس الانتقالي عن دعم سوريا قوات القذافي وارسالها سفينة محملة بالاسلحة من ميناء طرطوس السوري الى ليبيا. وقال إن quot;هذا الخبر غير صحيح على الإطلاق، لسنا منحازين لأي طرف في ليبيا، ولا صحة لسفر السفينةquot;.

وذكر المعلم quot;لا يوجد طيارون سوريون ممن يغيرون على مناطق في شرق ليبياquot;، مؤكدًا أن سوريا quot;تدعم طموحات الشعب الليبي ولاننحاز لطرف ضد طرف لأن هذا الانحياز يعني المزيد من سفك الدماءquot;.

وتابع quot;نحن لن نقدم دعًما عسكريًا لأي طرف لأننا نتحدث عن حل دبلوماسي ووقف لإطلاق النار ونتحدث عن الحوار بين الطرفينquot;. وأكد المعلم رفض سوريا الحظر الجوي على ليبيا، متسائلاً quot;هل الحظر الجوي هو تدخل خارجي عسكري ام لا؟ هل العرب استنفذوا فرص الحل الدبلوماسي، وهل لديهم مبادرة لحل دبلوماسي يجنب ليبيا التدخل الخارجي؟quot;.

وأضاف quot;هل الحظر الجوي هو نهاية المطاف في التدخل الأجنبي أم سيكون له توابع أخرى، وسيتم التمهيد له بقصف أرضي لدفاعات جوية ومطاراتquot;.

وجدد المعلم قلق بلاده quot;لما يجري في ليبيا وعلى الدماء التي تسفك والدمار الذي يجريquot; هناك، داعيًا إلى أن quot;تسود الحكمة ويتم وقف لإطلاق النار وفتح أقنية للحوار بين الأشقاء في ليبياquot;. وأكد أن quot;الجامعة العربية يجب أن تكون جاهزة لتضم جهودها إلى جهود الحكماء في ليبيا لكي تجنب الشعب الليبي الشقيق مخاطر التدخل الخارجي وتجنبه مخاطر ما يجري اليومquot;.

على صعيد آخر، اكدت سوريا الثلاثاء انها لن تضيع فرصة ارساء سلام في المنطقة هذا العام في حال توافر شريك في اسرائيل لصنع هذا السلام.

واعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم اثناء مؤتمر صحافي مع نظيرته الاسبانية ترينيداد خيمينيث في دمشق ان بلاده quot;لا تشكل عقبات بوجه تحقيق السلامquot;. واضاف quot;يجب ألا توجد اوهام بانه يوجد في اسرائيل شريك لصنع السلام وعندما يتوافر هذا الشريك تأكدوا ان سوريا لن تضيع فرص حلول السلام هذا العامquot;.

وتابع quot;نحن نعتقد ان هذا العام هو عام فرص لتحقيق السلام لانه في العام المقبل ستبدا حملة الانتخابات الاميركيةquot;. وقال الوزير السوري ايضا quot;عندما اتحدث عن السلام اتحدث عن السلام في المسارات المختلفة بالنسبة إلى المسار الفلسطيني فان الاولوية يجب ان تعطى للجهود الخيرة التي تبذل من اجل وحدة الصف الفلسطينيquot;.

من جهتها، اعتبرت الوزيرة الاسبانية ان لسوريا quot;دورا مهما في عملية المصالحة بين الفلسطينيين وتوحيد الصف الفلسطينيquot; داعية الى اجراء المصالحة الفلسطينية باعتبار انه quot;من الصعب جدا ان يكون هناك توافق بين الاسرائيليين والفلسطينيين ما لم يكن هناك توافق بين الفلسطينيين انفسهمquot;.

وشكرت الوزيرة الاسبانية لسوريا quot;جهودها في تحقيق هذا الهدفquot;، معتبرة ان السلام في المنطقة quot;ليس موضوع مفاوضات بين جانبين فقط، بل ان السلام يحتاج جهود دول المنطقةquot;.

وبدأت سوريا واسرائيل العام 2008 مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية محورها استعادة هضبة الجولان، لكن هذه المفاوضات توقفت اثر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في شتاء العام نفسه. واحتلت اسرائيل الجولان في 1967 وضمته العام 1981، الامر الذي لم يعترف به المجتمع الدولي.