لندن: بعدما لوحت هيئة الإذاعة البريطانية بإغلاق محطتها الإذاعية laquo;ايشيان نتوويركraquo; (الشبكة الآسيوية)، رضخت لضغوط هائلة من مختلف الجهات وأعلنت أن laquo;لا قرار نهائيا اتخذ بعد في هذا الصددraquo;.

على أن هذا فُسّر على أنه تراجع واضح عن قرار مدير الهيئة، مارك تومبسون، الشهر الماضي إغلاق عدد من الخدمات الآسيوية أبرزها laquo;ايشيان نتويركraquo; وlaquo;6 ميوزيكraquo;. ويعتبر القرار الأخير تراجعا آخر فجائيا بعد أن قرر مجلس أمناء الهيئة في يوليو / تموز من العام الماضي استخدام حق النقض إزاء قرار إداري بإغلاق laquo;6 ميوزيكraquo; رضوخا للضغوط الهائلة من قطاع عريض من البريطانيين الآسيويين.

والثلاثاء قال ناطق باسم بي بي سي إن الهيئة laquo;تنظر حاليا في أمر بقاء ايشيان نتويرك على شبكة محطاتها الإذاعية الرقمية المسموعة على نطاق القطر. لم نتخذ قرارا بعد بهذا الشأن، وأي قرار يتخذ يجب أن يحظى بموافقة مجلس الأمناء قبل وضعه موضع التنفيذ، تبعا للوائح هيئة الإذاعة البريطانيةraquo;.

ومن المفارقات الإعلامية أن قرار إغلاق laquo;6 ميوزيكraquo; هو نفسه الذي قدم لها طوق النجاة. فمنذ إعلان القرار اجتذبت المحطة عددا هائلا من المستمعين الجدد بحيث تضاعف حجم شعبيتها. وفي ما يخص ايشيان نتويرك فقد طلب مجلس الأمناء الى الجهاز الإداري في بي بي سي رفع تقرير اليه يتعلق بالحاجات الإعلامية للجالية البريطانية الآسيوية.

ويذكر أن هذه المحطة قومية وتبث برامجها من استديوهات في لندن وبيرمنغهام وليستر. وهي خليط من البرامج المختلفة والنشرات الإخبارية والموسيقى الآسيوية وتبث كل هذا بعدة لغات مثل الانكليزية والهندي والأوردو والبنجابية والغوجوراتية والبنغالية بالتناوب.

وكانت بي بي سي تخطط في الأصل لإغلاق هذه المحطة القومية والاستبدال بها محطات إقليمية أصغر. وبرغم التهديد بإغلاقها - وربما بسببه - فقد تنامت شعبيتها هي أيضا. فقد أوضحت الأرقام الواردة من هيئة laquo;راجارraquo;، الموكل اليها مهمة أبحاث الراديو في بريطانيا، أن عدد مستمعيها وصل الى قرابة نصف المليون شخص في فترة الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، بزيادة قدرها 33 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2009.