تاريخ النشر 18/3/2011 الساعة 15.00

آخر تحديث 19/3/2011 الساعة 5.00

أعلن الرئيس اليمني حالة الطوارئ في البلاد في وقت قتل أكثر من 40 متظاهراً في صنعاء بعد إطلاق النار عليهم من قبل موالين للسلطة الحاكمة اثناء خروجهم للتظاهر عقب صلاة الجمعة للمطالبة بإسقاط النظام، بحسب ما افادت مصادر طبية وشهود عيان.


صنعاء: قتل 42 شخصاً وأصيب المئات في ساحة التغيير وسط العاصمة صنعاء بعد إطلاق النار عليهم من قبل موالين للسلطة الحاكمة في أسوأ اضطرابات تعرفها البلاد منذ بدء الاعتصامات.

هذا وأعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الجمعة حالة الطوارئ في جميع انحاء البلاد، على ان يشمل ذلك خصوصا حظر حمل السلاح من قبل المواطنين.

وقال الرئيس اليمني للصحافيين إن مجلس الدفاع الوطني الذي يرأسه يعلن حالة الطوارئ في جميع انحاء البلاد، وذلك بعد ساعات من مقتل 41 شخصا على الاقل في هجوم على المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام في وسط صنعاء.

وذكر الرئيس ان القرار يشمل خصوصا حظر حمل السلاح في هذا البلد الذي يعد السلاح شائعا جدا بين سكانه.وبدأت الاضطرابات عقب صلاة الجمعة. وتحدثت quot;إيلافquot; إلى عدد من المصابين الذين تحدثوا عمّا جرى.

وأعرب عبدالله صالح عن quot;الاسفquot; لمقتل 42 متظاهرا في صنعاء واصفا هؤلاء بانهم quot;شهداء الديمقراطيةquot;. وقال صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما ان قتلى اليوم quot;هم شهداء الديمقراطية في البلادquot;، معربا عن quot;الاسفquot; لمقتلهم.

وبالعودة إلى أحداث اليوم قال شهود عيان إنه في بداية الأمر تم إحراق إطارات خلف جدار اسمنتي أقيم للحؤول دون توسع مساحة الاعتصامات وذلك خلف المستشفى الإيراني.

وتصاعدت الأدخنة من خلف الجدار وحين توجه الناس صوب الحريق انهال الرصاص عليهم بحيث لم يشاهدوا من شدة الدخان من أين يأتي الرصاص.

وقال أحد المصابين لـ quot;إيلافquot; إنه بدأ رشّ خراطيم المياه التابعة لقوات الأمن المركزي على المعتصمين في ظل تواجد أمني كثيف. وتوالى سقوط رصاص القناصة من عدد من المنازل المجاورة وقد ألقت مجموعة من المعتصمين القبض على عدد منهم.

هذا وما زالت سيارات الإسعاف التابعة للمستشفيات تنقل الجرحى. ويقول الأطباء إن زاوية إطلاق النار غالبا كانت زاوية واحدة ما يؤكد أن الرصاص لم يطلق فقط من المنازل وإنما من الشارع من خلف الجدار حيث تبدو الزاوية موازية لصدور ورؤوس القتلى.

وتكدّست الإصابات في المستشفيات ووجد الأطباء صعوبات في إنقاذ الجرحى بسبب كثرة الحالات بينما يتم نقل العشرات إلى المستشفيات الخاصة.

ويرفض المعتصمون نقل الجرحى إلى المستشفيات الحكومية حيث شهدت الإصابات الأسبوع الماضي اعتداءات عليهم واختفاء عدد منهم من داخل المستشفيات وفقا لما قالته quot;منظمة سجينquot;.

وقال رئيس اتحاد طلاب اليمن رضوان مسعود لـ إيلاف إن أكثر من 15 من بين قتلى اليوم هم من لجنة النظام التي تقوم بأعمال تفتيش من يدخل إلى ساحة التغيير. وتمكن المعتصمون اليوم من التوسع لمئات الأمتار في شارع الدائري ودحروا قوات الأمن التي تحاول تطويق المكان حيث شهدت الساحة تدفق الآلاف بعد سقوط القتلى.

الولايات المتحدة تطالب بـ quot;إنهاء العنفquot; في اليمن

إلى ذلك، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة ان الولايات المتحدة تطالب بquot;انهاء العنفquot; في اليمن وذلك ردا على سؤال بشأن مقتل عشرات المتظاهرين اليوم في صنعاء. وقالت كلينتون في تصريح صحافي في واشنطن quot;بشأن اليمن، رسالتنا تبقى نفسها. يجب ان يتوقف العنف، وان تبدأ المفاوضات لايجاد حل سياسيquot;.

وقتل اكثر من 41 شخصا الجمعة في صنعاء برصاص اطلق ضد تظاهرة تطالب برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بحسب اخر حصيلة من مصادر طبية. والرئيس صالح الموجود في السلطة منذ 32 عاما، استفاد حتى الان من دعم الولايات المتحدة التي تعتبره حليفا في مكافحة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

هذا ودعت منظمة العفو الدولية السلطات اليمنية الى ملاحقة المسؤولين عن quot;الهجوم المنسقquot; على المتظاهرين في صنعاء الجمعة والذي اوقع 46 قتيلا على الاقل ونحو 400 جريح. وذكرت المنظمة في بيان لها ان quot;على السلطات اليمنية العمل فورا على جلب المسؤولين عن هجوم يبدو انه منسق الى العدالةquot;.

وقال نائب مدير المنظمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا فيليب لوثر إن quot;الهجوم يبدو وكانه نفذ عن طريق القنص حيث تعمدت العناصر الامنية اطلاق النار من مواقع استراتيجية لتقتل المتظاهرينquot;. واوضح بيان المنظمة ان quot;رجالا بلباس مدني يعتقد انهم عناصر في الشرطة اطلقوا الرصاص من اعالي المباني القريبة من المتظاهرينquot; في صنعاء.

وأضاف أن quot;عناصر القوات الامنية اطلقت في الوقت نفسه الرصاص في الشارع على متظاهرينquot;. ونقلت المنظمة عن شاهد عيان قوله ان quot;اطلاق النار استمر لحوالى 30 دقيقةquot;، مشيرة الى ان العدد الاجمالي للقتلى منذ بدء التظاهرات ضد النظام في نهاية كانون الثاني/يناير ارتفع الى quot;80 شخصاquot;. واعتبرت المنظمة ان عدم ملاحقة المسؤولين عن الهجوم وتقديمهم للعدالة quot;سيعمق الازمةquot;. وتساءل لوثر quot;عما اذا كانت السلطات اليمنية تسيطر فعلا على اجهزتهاquot;.

* الصور خاصة بـ quot;إيلافquot;