رفع بعض المتظاهرين في قطاع غزة، شعارات تطالب بإنهاء الإنقسام بين حركتي فتح وحماس، وكان لافتًا ان تلك الشعارات مأخوذه من خطاب الزعيم الليبي معمّر القذافي، وهي quot;بيت بيت، دار دار، زنقة زنقةquot;، منتهية بجملة quot;الشعب يريد إنهاء الإنقسامquot;.

شهد قطاع غزة في أوائل إندلاع الثورة الليبية، المطالبة بتنحّي الزعيم الليبي معمّر القذّافي عن الحكم، تفاعلاًشعبياً لافتاً للإنتباه، لكنانشغال الشباب الفلسطيني بأزمته الخاصة قلّل من هذا التفاعل، فيما ظلّ التأثر بما يجري في ليبيا واضحاً في شعارات شباب 15 آذار ضد الانقسام، التي خطّت بعضها جملة القذّافي المشهورة quot;بيت بيت، دار دار، زنقة زنقةquot;، منتهية بجملة quot;نريد إنهاء الإنقسامquot;.

فيما أعقب خروج المسيرات الشعبية لدعم ثوارليبيا تخوف فلسطيني من انعكاس هذا الدعم للثورة الليبيةسلباً على مصير تعداد 60-70 ألف فلسطيني يقيمون في ليبيا.

يذكر أنّ بعض الفلسطينيين في ليبيا طالبوا الأحزاب السياسية الفلسطينية بإتخاذ مواقف صامتة غير مباشرة حرصاً على مصلحة فلسطينيي ليبيا من الطرد والتنكيل بهم.
في الوقت عينه،أكدّ حمدي شقورة نائب مدير مركز المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عدم وجود أي تظاهرات شعبية جديدة في الآونة الأخيرة خرجت للتنديد بما يحدث في ليبيا.

كلمات القذّافي شعار ضد الانقسام
عبّر بعض الشباب عن تأثره بأحداث ليبيا بوسائل مختلفة، فقد فضّل محمد الراعي 27 عاماً دعم موقف القذّافي بعدم التنحّي عن الحكم، مرجعاً السبببقوله: quot;أفضّل قتل عدد كبير من المدنيين على حصول انقسام مثلما يحدث لدينا الآنquot;.

كما شبّه رأفت مشتهى 25 عاماً الشعب الليبي بـquot;حماسquot; وحكم القذّافي يمثّل quot;السلطةquot;، في حين استخدمت شعارات الشباب المعتصمين ضد الانقسام كلمات معمّر القذافي التي يختتم بها خطاباته quot;حيطة حيطة بيت بيت زنقة زنقةquot; إلى جانب جملة quot;الشعب يريد إنهاء الانقسامquot;.

وحين سألت quot;إيلاف quot;محمد أبو سميحة 22 عاماً عن سبب رفعه شعار كلمات القذافي إلى جانب جملة نريد إنهاء الإنقسامquot; أجاب: الكل يعرف هذه الجملة، وبهذا يمكن أن يجذب الكثير هذا الشعار المرفوع ضد الانقسامquot;، فيما وصف سليمان داوود 24 عاماً هذا الشعار بالمزاح السخيف، وقال لـquot;إيلافquot; إن قضية الانقسام جادة جداً، ولا تحتمل مزاحاً أو استيراد شعارات خارجية،مؤكداً على اهتمامه الشديد بمتابعة أحداث ليبيا أولاً بأول.

ضعف تضامن الشعب الفلسطيني بأحداث ليبيا
وحول ضعف تفاعل الشعب الفلسطيني بأحداث ليبيا، أرجع محمد التتر 22 عاماً هذا الضعف إلى انشغاله بأزمة الانقسام قائلاً: الأولى أن يحلّ الفلسطيني مشكلاته الداخلية، ثم ينتقل للمساهمة في حل المشكلات الخارجية، وتابع quot;الآن الشعب الفلسطيني انتبه أخيراً إلى مشكلته، وبدأ يفكر بحلها مثلما بدأت باقي الشعوب العربية في حل مشكلاتها الداخلية quot;.

من جهة أخرى،لم تبرر لنا حجازي 25 عاماً لـquot;إيلافquot; ما وصفته بتقصير الشعب الفلسطيني في تضامنه مع ثورة الشعب الليبي، وقالت quot;يجب على الشعب أن يتعامل مع القضية الليبية العربية على أنّها مشكلتهquot;، وتابعت quot;ربما يشفع له متابعاته الإخبارية المستمرة التي تعتبر شكل من أشكال التفاعل مع الأحداث التي لا تقتصر على شكل التظاهرة الشعبيةquot;.

أمّا الملل من التظاهرات في كل مكان في المجتمع العربي فقد كان سبب ضعف التضامن الفلسطيني بنظر سهير جرادة26 عاماً، وأوضحت جرادة لـquot;إيلاف أنها quot;أرى أن التظاهرات ليست تظاهرات حقيقة، بل شكل من أشكال الفوضى وهوس التقليد الذي لا يؤدي سوى إلى الفوضىquot;، مرجعة السبب بقولهاquot;إندلعت ثورة تونس، فتدافعت كل البلاد العربية لتمثيل الدور نفسه، والفوضى لا تعني ثورةquot;.

تخوّف من تقسيم ليبيا
من ناحيته، أشار المحلل السياسي ناجي شرّاب إلى أنّ الفلسطينيين لم يتأثروا بأحداث ليبيا تأثراً مباشراً على غرار تأثرهم بأحداث تونس ومصر بشكل خاص، نظراً إلى خصوصية العلاقة بين مصر وقطاع غزة.

وأشار شرّاب إلى ضعف موقف القذافي من السلطة، قائلاً: quot;ليست هناك مواقف جيدة تذكر له مع السلطةquot;، وتابع quot; ربما هناك علاقات جيدة للقذافي مع حركة حماس إلى حد ما بحكم استضافته قيادات حماس مرات عدةquot;.

يذكر أنّ مؤسسة القذّافي للسلام ساهمت بمبلغ 50 مليون دولار عبر مؤسسة وكالة غوث اللاجئين للمساعدة في إعادة الإعمار بعد الحرب.

وتخوّف شرّاب من الموقف الليبي، قائلاً لـquot;إيلافquot; إن عدم الوضوح الذي يتسم به الموقف الليبي، خاصةً بعد تدخل الموقف الدولي بعد أكثر من شهر من القتل والدمار، يجعل خيار تقسيم ليبيا إلى دويلات أمرًا واردًا جداًquot;.

وأمل شرّاب أن لا يحدث ماهو متوقع فعلاً من حالة تقسيم لليبيا، وأن يتخذ معمّر القذافي قراراً عاجلاً بإصلاح الأمر بينه وبين شعبه.