لا يبدو رئيس الوزراء اللبنانيّ المكلّف نجيب ميقاتي في وارد الاستقالة، هذا ما أكده الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله الرافض حكومة تكنوقراط، والمستشار السياسي لميقاتي، الذي أكد أن دور الأخير هو إنقاذ البلد مما يتخبط فيه من أزمات ومشاكل.


نجيب ميقاتي

بيروت: وضع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حداً للشائعات والأقاويل التي راحت تتردد في أوساط سياسية وشعبية، خصوصًا داخل فريق 14 آذار، عن وجود اتجاه لدى الرئيس نجيب ميقاتي المكلف بتشكيل حكومة جديدة بالاعتذار عن القيام بهذه المهمة، بعد مرور ما يقارب الشهرين على توليها.

إذ أكد في الخطاب الذي ألقاه مساء السبت تضامنًا مع انتفاضات الشعوب العربية أنه ستكون هناك حكومة جديدة في وقت قريب وبرئاسة الرئيس نجيب ميقاتي لا غيره.
معتبرًا أن هذه المسألة تحدٍ للأكثرية الجديدة لا بد أن تجابهه.

كما نفى المستشار السياسي للرئيس ميقاتي خضر طالب أن يكون الأول في وارد الاستقالة، موضحاً أن هذه المسألة تصبح مطروحة عند الرئيس ميقاتي حين يدرك بأن وجوده أضحى مشكلة للبنان وللبنانيين، ويناقض الدور الذي جاء من أجله، وهو إنقاذ البلد مما يتخبط فيه من أزمات ومشاكل.

الحديث عن quot;تنحّيquot; ميقاتي جاء بعد الاحتفال الذي أقامته قوى 14 آذار في الثالث عشر من الشهر الجاري، ورأت فيه استنساخاً للمشهد الذي احتضنته ساحة الشهداء في وسط بيروت في العام 2005 إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري من حيث ضخامة الحشد ونوعية الحضور، وقد ارتفعت وتيرته إثر المهرجان الذي حضره رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في طرابلس أول من أمس، وأقيم في معرض رشيد كرامي الدولي المواجه لمنزل الرئيس ميقاتي ومكتبه، حيث رأى فيه النائب محمد عبد اللطيف كبارة الحليف السابق لميقاتي رسالة طرابلسية واضحة للأخير بأن يعد للمائة قبل إقدامه على تشكيل الحكومة.

وقال كبارة لـ quot;إيلافquot; إنه خلافًا لما تحاول أوساط الرئيس ميقاتي إشاعته من أن غالبية المشاركين في الحفل الذين قدر عددهم بأكثر من خمسة وأربعين شخصًا هم من خارج طرابلس ومن منطقتي عكار والضنية تحديدًا، فان بإمكانه التأكيد أن الحضور الطرابلسي كان طاغيًا على ما عداه، لافتًا إلى أن أهالي عكار وغيرهم من أبناء المناطق الشمالية تعذر عليهم الوصول إلى مكان الحفل نظرًا إلى الازدحام الذي واجهوه على الطريق، فيما كان اللافتهذه المرة quot;زحفquot; عدد كبير من أبناء الميناء إلى مكان المهرجان.

وذكر كبارة أن هؤلاء الذين لبّوا دعوة الرئيس الحريري هم الذين جاؤوا بميقاتي نائبًا في البرلمان، ومن هنا تأتي نصيحته للرئيس المكلف بأن يراجع حساباته جيدًا، وبألا يتردد في الاعتذار عن التكليف لكي يحافظ على قاعدته وأبناء طائفته، ويعود إليها بطلاً.

وإذا كانت الأوساط القريبة من ميقاتي ترفض الدخول في سجال حول المهرجانات وإعدادها، فإنها بالتالي تذكّر بأن للرئيس ميقاتي حيثيته وقاعدته الشعبية الواسعة، لا في مدينته طرابلس فحسب، بل خارجها أيضًا، بما في ذلك عكار وصولاً إلى بيروت والبقاع أيضًا، مشيرة إلى أن بإمكان مريدي الرئيس ميقاتي ومناصريه تنظيم مهرجانات واحتفالات داعمة له حتى في طريق الجديدة، تفوق حضور المهرجانات والاحتفالات الأخرى، لكنهم يلتزمون بتوجيهاته الرافضة استخدام الشارع في اللعبة السياسية.

لم تفت هذه الأوساط الإشارة إلى أن زيارة الرئيس ميقاتي الأخيرة إلى مدينته، والأولى له بعد تكليفه تشكيل الحكومة، جاءت فجائية ولم يسبقها أي إعداد أو تحضير انسجامًامع موقفه المذكور.

هذا ولم يتوقف كلام الأمين العام لحزب الله في موضوع تشكيل الحكومة عند مضي الرئيس المكلف في هذه العملية خلافًا للأجواء التشاؤمية السائدة في هذا الخصوص، بل تعداه إلى نوعية الحكومة المقبلة، اذ أبدى معارضته أن تكون حكومة تكنوقراط في معرض تساؤله ما اذا كان فريق 14 آذار يوم كان يشكلالأكثرية يقبل برئيس وسطيوحكومة تكنوقراط، قائلاً إن الرئيس ميقاتي لم يأت رئيسًا توافقيًا، بل جاءت به أكثرية جديدة، مبررًا التأخير في ولادة الحكومة بالقول إن مسيرة التأليف انطلقت فعليًا منذ مدة بعدما أبلغت قوى 14 آذار الرئيس الملكف امتناعها عن المشاركةفي حكومته، عازية الأمر إلى عدم حصولها على إجابات واضحة منه عن الأسئلة التي طرحتها عليها بشأن موقفه من المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكيفية معالجة مسألة السلاح.

وهذا ما رد عليه الرئيس ميقاتي أكثر من مرة معلنًا عن أنه لا يمكن لرئيس مكلف التعهد بأي شيء، وموضحًا أنأي موقف يتخذ في هذه القضية أو تلك إنما يعود إلى مجلس الوزراء مجتمعًا.