بعد مضي أسبوعين على إثارة الزلزال والتسونامي أزمة في محطة الطاقة، قالت الحكومة إنه يشتبه بصدع في مفاعل، أي نكسة أخرى تشير إلى أن التلوّث الإشعاعي في المحطة هو أخطر مما اعتقد سابقاً.



دافع الزعماء اليابانيون عن قرارهم عدم إجلاء المواطنين من منطقة أوسع حول المحطة، مصرّون أنهم بمأمن طالما يلازمون منازلهم. لكن مسؤولون أيضاً قالوا أن المقيمين قد يريدون الإنتقال طوعاً إلى مناطق تتوفر فيها مرافق أفضل، نظراً لأن المؤن في المنطقة التي دمّرها التسوناني باتت تنفذ.

التصعيد في أزمة المفاعل النووي جاءت في الوقت الذي تخطت فيه حصيلة قتلى الزلزال العشرة آلاف نهار الجمعة. عبر الساحل الشمالي الشرقي المتضرر، مئات الآلاف من الناس الذين دمرت منازلهم لا يزالون بلا كهرباء، ولا وجبات ساخنة، وفي كثير من الحالات، بلا استحمام لمدة أربع عشرة يوماً.

وقد أدى الوضع النووي الملتبس إلى إيقاف العمل في موقع فوكوشيما داى إشي، حيث تتدافع السلطات لإيقاف تسرّب الإشعاع الخطر من المحطة المحمومة. وتتسرب مستويات منخفضة من الإشعاع منذ أن دمّر زلزال وتسونامي الحادي عشر من آذار، نظام التبريد في المحطة. ولكن الصدع قد يعني إطلاق كمية أكبر من الملوّثات. والأثر الأكثر احتمالاً حدوثه هو تلوّث المياه الجوفية.

قال رئيس الوزراء ناوتو كان أن quot;الوضع اليوم في محطة الطاقة فوكوشيما داى إشي ما يزال حرجاً وخطراً كثيراً. ينبغي أن نكون حذرين، فنحن لسنا في موقع يدعو للتفاؤل. بل علينا التعاطي مع كل تطور بعناية فائقة.quot;

في حيثيات الصدع في المحطة النووية

الصدع المحتمل في الوحدة الثالثة من المحطة قد يكون شق أو ثقب في الحجرة الفولاذية لصميم المفاعل أو في حوض الوقود المستنفذ االمصطف مع عدة أقدام من الإسمنت المدعّم. فالحرارة والضغط داخل الصميم، التي تمسك قضبان الوقود، بقيت ثابتة وأقل مما قد يسبب ذوبان الصميم.

وقالت وكالة السلامة النووية والصناعية أن الشكوك باحتمال حدوث صدع ارتفعت عندما تعرّض عاملان لحروق بعد الخوض في مياه 10,000 مرة أكثر إشعاعً من المستويات العادية الموجودة في المياه أو حول مفاعل.

وبعد أسبوعين على إثارة الزلزال بقوة 9.0 التسونامي، الذي مسح المدن على طول الساحل الشمالي الشرقي، من المتوقع أن يجتاز عدد القتلى ال 18,000. هذا وما تزال عمليات التنظيف مستمرة وتسجيل أكثر من 17,400 شخص مفقود.

وقال كان أن العديد من الدول أوقفت استيراد الأغذية من المناطق القريبة للمحطة بعد ارتفاع مستويات الإشعاع التي عثر عليها في الحليب، ومياه البحر، و11 صنفاً من الخضروات بما في ذلك البروكولي والقرنبيط واللفت.

الصدع قد يشير الى أن التسرب ما زال يخرج منذ أيام، ومن المحتمل أن يكون منذ إنفجار الهيدروجين في الوحدة الثالثة في 14 آذار. ليس واضحاً إذا كانت أي من المياه الملوّثة قد لامست الأرض. والقراءات للإشعاع في الهواء لم تكن متوفرة لنهار الجمعة، ولكن الإكتشافات فالأيام القليلة الماضية لم تظهر أي ارتفاع ملحوظ.

وقال مسؤولون أن مستويات الإشعاع المرتفعة قد لوحظت في أماكن أخرى، بما في ذلك مياه الصنبور في عدة مناطق من اليابان. ففي طوكيو، أظهرت مياه الإستخدام مستويات إشعاع أعلى بضعفين من معايير الحكومة للأطفال، الذين هم عرضة لليود المشع المسبب للسرطان. ويتهافت السكان في الاصمة على شراء عبوات المياه، بينما يوزع مسؤولو البلديات في طوكبو عبوات المياه على العائلات التي لديها أطفالاً.

وقال المتحدث باسم الدولة يوكيو إيدانو أن إجراءات السلامة قد لا تكون مناسبة، محذّراً أن ذلك قد يزيد الهالع والقلق بين الناس حول كيفية إدارة الأزمة. وأضاف رئيس مجلس الوزراء quot;علينا التأكد أن يتم توفير السلامة للناس العاملين في تلك المنطقة. ونحن نؤمن أن ذلك محتم بيننا.

إقتصاد اليابان المتضرر

وفي هذه الأثناء، أدى الدمار الذي لحق بالمصانع بقرع ناقوس الخطر على ثالث أكبر اقتصاديات العالم، مخلّفاً موجة تؤثر بالعالم كلّه.

وقالت شركة نيسان موتورز أنها قد تنقل جزءاً من خط إنتاج مولّداتها إلى الولايات المتحدة بسبب الدمار الذي لحق بالمصنع.

وأشارت الحكومة إلى بروز الزلزال والتسونامي كأغلى كارثة طبيعية ثمناً على الإطلاق، بحيث تصل إلى 310 بليون دولار من ناحية الأضرار.

وشرح وزير المال يوشيكو نودا: quot;لا شك أننا نعاني أضراراً إقتصادية ومادية جسيمة. ويقع على عاتقنا التعافي من هذا الضرر.quot;

في ميناء سينداي، تتجمع أكوام من سيارات التويوتا المحطمة. وفي المطار الذي غمره التسونامي، قامت البحرية الأميركية باستخدام الجرافات والمعاول لإزاحة السيارات المدمرة المتناثرة كدمى مستهلكة.

الكارثة الإنسانية

ولكن مع هذا، هناك أمثلة من الصبر والصمود والثبات في أنحاء المنطقة.

في سوما، وهي بلدة بمحاذاة ساحل ولاية فوكوشيما نالت نصيباً كبيراً من الدمار، غطّت الأنقاض الحي حيث كان منزل هيروشي سوزوكي. وشاهد الأخير الجنود يقومون بالحفر في أكوام الخشب كانت منازل جيرانه في محاولة للبحث عن الجثث. ولم يتم العثور سوى على ثلاث جثث فقط.

ويقول سوزوكي بأسى: quot;لم أكن أتوقع أبداً خوض أي شيء يشبه هذا.quot; وهو أحد الناجين المحظوظين من سكان سوما، ولكن التسونامي مسح دكانه حيث كان يبيع السمك والثمار البحرية. ويقول إنه خسر تجارته ولن يستطيع أبداً التعويض عنها.

ومع ذلك، فقد استطاع إيجاد جانب مضيء ويقول quot;الشيء الجيد الوحيج من كل ذلك هو تكاتف الجميع ومساعدة بعضهم. فلا أحد يسرق أو يسلب.quot;

ويضيف quot;يشعرني ذلك بالفخر لكوننا يابانيون.quot;