بغداد: قال مسؤولون ومحللون ان الهدف من زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاثنين الى العراق هو خفض التوتر بين الاكراد والتركمان حيال كركوك المتنازع عليها، ولقاء المرجع الشيعي الابرز اية الله علي السيستاني في محاولة لتنفيس الاحتقان في البحرين.
وقال سعد الدين اركيج رئيس الجبهة التركمانية في العراق لوكالة فرانس برس ان quot;الزيارة هدفها تقريب وجهات النظر بين التركمان والاكراد (...) لكن كيفية تحقيق هذه الخطوة لا تزال غير محسومة حتى الانquot;.

واضاف quot;سيتم عقد لقاء بين اردوغان والنواب التركمان في السفارة التركية ببغداد غدا، للغرض ذاتهquot;.
ويطالب الاكراد بالحاق كركوك باقليم كردستان في حين يعارض التركمان والعرب ذلك.

ويبلغ عدد سكان المدينة نحو مليون نسمة هم خليط من التركمان والاكراد والعرب مع اقلية كلدواشورية.
ودفعت الخلافات المستمرة في المدينة المتعددة القوميات برئيس مجلس المحافظة رزكار علي حمه (كردي) الى تقديم استقالته الثلاثاء الماضي.

وتعتبر تركيا الجبهة التركمانية محاورا رئيسيا لهذه الاقلية التي يمثلها ثمانية نواب وثلاثة وزراء في حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.

واشار اركيج الى quot;ضغوط تمارسها تركيا علينا للمشاركة في حفل افتتاح مطار اربيل الجديد وقنصلية تركيا خلال زيارة اردوغانquot; الذي يصل برفقة وزير الخارجية احمد داوود اوغلو بالاضافة الى وفد كبير من رجال الاعمال.
وكان مصدر دبلوماسي تركي اعلن الجمعة ان الزيارة تستمر يومين.

من جهته، قال ارشد الصالحي النائب عن التركمان ان quot;الزيارة مهمة ومميزة عن سابقتها نظرا للتطورات التي تشهدها المنطقة جراء التظاهرات (...) وحدوث مشاكل قد تؤدي الى تقسيم بعض الدولquot;.
وراى ان quot;للزيارة ابعادا اقليمية ومحلية كما انها تهدف التي تقوية العلاقة بين البلدين الجارين وفق المصالح المشتركة لانها ستتطرق الى قضايا الحدود والاقتصادquot;.

وقال الصالحي quot;كنواب تركمان، سنلتقي اردوغان لان هدفنا واحد وهو تمتين العلاقة بين تركيا والعراق والنظر الينا كمكون اساسي في البلادquot;.
وسيتم التطرق خلال المحادثات التركية العراقية الى متمردي حزب العمال الكردستاني المتحصنين في جبال شمال العراق ويتسللون الى الاراضي التركية لشن هجمات، حسب ما ذكر مصدر دبلوماسي تركي.

كذلك، سيتوجه اردوغان الى اربيل لمحادثات مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني، ليكون بذلك اول رئيس وزراء تركي يزور هذه المنطقة التي كانت علاقاتها متوترة مع انقرة على خلفية اتهام السلطات التركية لاكراد العراق بدعم متمردي حزب العمال.
يذكر ان الشركات التركية تهيمن على اكثر من سبعين في المئة من النشاط الاقتصادي في اقليم كردستان العراق.

على صعيد اخر، اكد مصدر في مكتب السيستاني زيارة اردوغان للمرجع.
وقال عزيز جبر استاذ العلاقات الدولية في الجامعة المستنصرية لفرانس برس quot;ان الزيارة تاتي ضمن اطار اهتمام تركيا في لعب دور اقليمي في المنطقة في ظل وجود مشاكل لدى دول كبيرة اخرى مثل ايران والسعوديةquot;.

وراى ان quot;تركيا مؤهلة للقيام بهذا الدور الاقليمي كونها مقبولة من الجميع ولديها علاقة جيدة مع الولايات المتحدة وروسيا اضافة لموقفها من الاحداث مثل الانتفاضة في ليبيا وما حدث في مصر وتونس وما يجري في اليمنquot;.
ولفت الانتباه الى ان quot;الدور التركي يسعى الى ان تسير الاحداث في دول المنطقة باتجاه انتفاضات ذات طابع سياسي وليس طائفيا (...) فما يحدث في البحرين من تغيير لمسار الانتفاضة يدفع بتركيا الى ممارسة هذا الدورquot;.
واعتبر جبر ان quot;زيارة اردوغان للمرجع السيستاني هذا هدفهاquot;.

وكان اوغلو دعا الثلاثاء قادة البحرين الى الحؤول دون ان تتحول الاضطرابات التي تشهدها المملكة الى quot;مواجهة طائفية تؤثر على عملية التحول الجارية في المنطقةquot; مضيفا ان quot;الخسائر المدنية والمواجهة الطائفية غير مقبولة بالنسبة لتركياquot;.

وازداد التوتر بين دول الخليج وايران بعد ان دانت طهران نشر قوات خليجية في البحرين بقيادة السعودية اعقبه قمع للمحتجين.
وتقيم الحكومة الاسلامية المحافظة في تركيا علاقات مع ايران والدول العربية وتسعى لتوسيع نفوذها في المنطقة.