حرص الرئيس شيمون بيريز خلال زيارته واشنطن على طرح كل القضايا ذات الاهتمام الإسرائيلي، مطالباً بحصول تل أبيب على طائرات شبح إف 35، وغواصات لدعم منظومة القبة الحديدية، والعفو عن جاسوس إسرائيل جوناثان بولارد، وتحسين صورة نتانياهو أمام أوباما.


quot;رغم وصولك سن الثامنة والثمانين، إلا أنك تبدو أصغر الشباب الذين عرفتهم في حياتيquot;، بتلك العبارة الغزلية استقبلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، قبل دقائق من لقائه الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، خلال الزيارة الراهنة التي يقوم بها بيريز للولايات المتحدة.

رسائل نتانياهو لأوباما

ووفقاً للوفد الصحافي المرافق لبيريز، وما نقلته عنه صحيفة يديعوت احرونوت، خلت محادثات الرئيس الاسرائيلي مع نظيره الاميركي من اية تشنّجات، وسادتها اجواء ايجابية، باستثناء ما تطرق من احاديث بينهما حول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وبحسب الصحيفة العبرية كان نتانياهو على علم مسبق بانطباعات أوباما عنه في ظل الجمود الذي يكتنف العملية السياسية، خاصة على المسار الفلسطيني الاسرائيلي، لذلك اجتمع نتانياهو ثلاث مرات متتالية بالرئيس الاسرائيلي قبل توجهه الى واشنطن، ليبلغه برسائل، رأى من الضروري نقلها الى رئيس الادارة الاميركية، لإذابة ما وصفه نتانياهو بـ quot;الواح الثلجquot; التي تهيمن على علاقته بأوباما منذ فترة ليست بالقصيرة.

ويبدو وفقاً لصحيفة معاريف العبرية أن بيريز استوعب إيعازات رئيس وزرائه جيداً، وخلال لقائه الثنائي بالرئيس الاميركي الذي استمر 45 دقيقة، أكد انه ينبغي المضي قدماً في العملية السياسية مع الفلسطينيين، ولا ينبغي: quot;البدء فيها لتعود الى الجمود مجدداًquot;. ونقل بيريز عن اوباما قوله: quot;ارغب في بدء العملية السياسية، شريطة تكون بداية ذات مغزى، سيما ان التطورات الراهنة في منطقة الشرق الاوسط، تعطي انطباعاً بضرورة ايجاد انفراجة حقيقيةquot;.

وفي اعقاب المحادثات الثنائية، جلس أوباما وبيريز وحاشيتهما حول مأدبة غداء في البيت الابيض، ومن بين الموضوعات التي طرحها بيريز على اوباما، قضية الجاسوس الإسرائيلي المعتقل لدى الولايات المتحدة quot;جوناثان بولاردquot;، إذ طلب الضيف الاسرائيلي من مضيفه ضرورة منح بولارد عفواً رئاسياً، مدعياً أن حالة الجاسوس الاسرائيلي الصحية لم تعد تتحمل اعتقاله.

يأتي ذلك في الوقت الذي كان أوباما قد تلقى فيه رسالة من بنيامين نتانياهو، تتضمن نفس طلب الرئيس الاسرائيلي، الا ان الرئيس الاسرائيلي لم يلتفت اليها، غير انه بحسب بيريز استمع اوباما في هذه المرة للطلب الاسرائيلي الخاص ببولارد.

ولم يكن الجندي الاسرائيلي المختطف في قطاع غزة جلعاد شاليط بمنأى عن المحادثات التي جرت في القمة الاميركية الاسرائيلية، وفي ختامها دعا بيريز نظيره الاميركي الى حضور quot;مؤتمر الرئيسquot;، المقرر عقده في شهر حزيران/ يونيو المقبل في القدس الغربية، ووعده أوباما بمراجعة جدول اعماله، ليقف على ما اذا كان وقته سيسمح بالزيارة.

طائرات شبح وغواصات

إضافة الى تلك المعطيات، احتلت القضايا العسكرية مباحثات اوباما ndash; بيريز، إذ طلب الاخير من الرئيس الاميركي حصول اسرائيل على طائرات الـ quot;شبحquot; الحربية من طراز quot;إف 35quot;، الى جانبمطالبته بمساعدات اميركية لشراء غواصات داعمة لمنظومة quot;القبة الحديديةquot; للدفاع عن اسرائيل من القذائف الصاروخية، وحفاظ الولايات المتحدة على الافضلية الكيفية لاسرائيل.

في ما يتعلق بعلاقة الدولة العبرية بالتطورات السياسية التي تشهدها المنطقة، نقلت صحيفة يديعوت احرونوت عن بيريز قوله: quot;ان اوباما أكد مجدداً حرص الولايات المتحدة على توفير الأمن لإسرائيل، وحقها في الدفاع عن نفسها، رافضاً المحاولات الرامية الى انتقاص شرعية الوجود الاسرائيلي في منطقة الشرق الاوسطquot;.

على الرغم من ذلك ابلغ بيريز اوباما quot;اننا مضطرون في البداية لتوفير سياج أمني يقي إسرائيل التهديدات الايرانية، فلا ينبغي تناسي القيم الاخلاقية، سيما ان الدولة الفارسية تتعمد إفساد القيم الاخلاقية على مستوى العالمquot; على حد قوله.

وفي تعليقها على الاجواء الايجابية التي سادت زيارة شيمون بيريز للولايات المتحدة، قالت صحيفة يديعوت احرونوت ان هذه الاجواء ربما تتحول مجدداً في اعقاب اعتزام اسرائيل تنفيذ مشروع جديد، إذ صادقت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء التابعة لوزارة الداخلية الاسرائيلية على اقامة ما وصفته بحديقة قومية في المنطقة الممتدة بين الجامعة العبرية في القدس وحتى المنطقة المصنفة E1، وهو المشروع الذي يتطلب اخلاء كاملاً للمنطقة الواقعة بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدس.

واعترفت الصحيفة العبرية بأن الاراضي المخطط اقامة الحديقة الاسرائيلية عليها كلها اراضي فلسطينية، وتزيد مساحتها عن 800 دونمًا، وتشكل خطاً فاصلاً بين قريتي العيسوية والطور الفلسطينيتين، وان جهاز الطبيعة والحدائق الاسرائيلي خصص هذه المساحة للمشروع، على الرغم من اعتراض سكان الأحياء العربية.