واشنطن: قالت مصادر أميركية اليوم الأربعاء إن التدخل العسكري الفرنسي على ثلاث جبهات في أسيا وافريقيا في وقت واحد يأتي انعكاسا لصراعات سياسية داخلية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يتأهب للانتخابات الرئاسية في العام القادم.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن مشاركة فرنسا في عمليات عسكرية ثلاث في الوقت نفسه تعتبر سابقة في تاريخ هذا البلد، الذي امتنع طوال العقود الأربعة الماضية عن التورط في نزاعات عسكرية.

وأضافت أن قرارات باريس المتلاحقة والمتعلقة بإرسال قوات عسكرية فرنسية إلى ثلاث دول أجنبية، هي أفغانستان وليبيا وكوت ديفوار، إنما يظهر الصراع السياسي الداخلي الذي يعيشه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع معارضيه منذ أكثر من عام تقريبا.

ونسبت الصحيفة إلى فرنسوا هايزبورغ، الخبير في الشؤون الدفاعية في مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية بفرنسا، القول إن وجود قوات حفظ سلام فرنسية قرب القصر الرئاسي في العاصمة الإيفوارية أبيدجان وتحليق المقاتلات الحربية الفرنسية في الأجواء الليبية وقصفها أهدافا تابعة للعقيد الليبي معمر القذافي، فضلا عن وجود وحدات برية فرنسية في أفغانستان، هو ظاهرة غير مسبوقة، بحسب الخبير هايزبورغ.

وتأمل فرنسا، وفقا للصحيفة، في رؤية حلول سريعة لتدخلاتها العسكرية، وخصوصا في كوت ديفوار التي تعثرت فيها المفاوضات مع الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو، إضافة إلى النزاع مع القذافي الذي تأمل باريس في التوصل إلى مخرج له بأسرع وقت ممكن.

وتعزو الصحيفة تدخلات الرئيس ساركوزي بهذه النزاعات المتزامنة، إلى أنه وحكومته يستندان إلى حجة أن الأمم المتحدة أجازت الانخراط عسكريا لمعالجة أزمات كوت ديفوار وليبيا وأفغانستان، إلا أن تلك quot;الحجةquot;، بحسب الصحيفة، لا تبرر الآثار السلبية وخصوصا السياسية والشعبية على الداخل الفرنسي.

وذكرت أن الرئيس ساركوزي بدأ يفقد شعبيته بقوة في استطلاعات الرأي الفرنسية، حيث أظهرت آخرها انخفاضا لافتا في الأصوات المؤيدة له. وأشارت إلى أن غالبية الناخبين الفرنسيين مازالوا قلقين حيال نتائج التورط الفرنسي في أفغانستان، وهم ينتظرون من رئيسهم أن يضع قريبا خطة واضحة للخروج من هذا البلد.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن ديديه ماتوس النائب الاشتراكي المعارض سخريته من سياسات قصر الإليزيه قائلا إنه quot;في قدرة ساركوزي شن حرب كل أسبوعquot;. واعتبر ماتوس أن الرئيس ساركوزي quot;يلعب بالنار، وورط فرنسا في مغامرات يعجز احتساب نتائجهاquot;، حسب قوله.