آريفينتو يستمتع بشريط إباحي خلال جلسة البرلمان

صورت العدسات مشرّعاً إندونيسيا وهو يشاهد شريطا إباحيا على كمبيرتر لوحي خلال جلسة للبرلمان. والمفارقة هي أن حزبه المحافظ نجح لتوه في اعتماد مشروع يجعل مشاهدة المواد الإباحية جريمة يعاقب عليها القانون.


لندن: عندما التقطت في فبراير / شباط الماضي صور فوتوغرافية لنائب برلماني من حزب سيلفيو بيرلسكوني وهو يتصفح موقعا لخدمات laquo;المرافقاتraquo; على الإنترنت، لم يشد الخبر الأنظار كثيرا لأن الإيطاليين اعتادوا بالطبع على ما هو أكثر درامية من لدن رئيس الوزراء نفسه.

لكن من المحتم أن يصبح تكرار شيء كهذا على يد نائب برلماني إندونيسي إسلامي دراما هائلة الأبعاد. فقد صُوّر فيديو لمشرّع يدعى آريفينتو (55 عاما) من laquo;حزب العدالة المزدهرةraquo; الإسلامي وهو يشاهد شريطا إباحيا على كمبيوتر لوحي خلال جلسة للنواب مكتملة النصاب يوم الجمعة الماضي (بعد أدائه الصلاة).

ولسوء طالع آريفينتو فإن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بالنسبة له، لأن فضيحته تكتسب عنصرا مؤلما آخر. فقد كان حزبه هو الدينامو المحرك لحملة ضارية نجحت لتوها في تحريم مشاهدة الأفلام والصور الإباحية واعتبارها جريمة يعاقب عليها القانون.

وفي حال ثبت رسميا أن آريفينتو - الذي يعرف باسمه الواحد هذا كما هو حال العديد من الإندونيسيين - قام بتنزيل مواد إباحية الى لوحته، فسيعاقب بموجب القانون الذي ساعد هو نفسه على إجازته. ويذكر أن هذا النائب laquo;السابقraquo; متزوج وأب لخمسة أبناء وصار عضوا بالحزب ونائبا برلمانيا عنه انطلاقا من قناعاته الدينية.

واستباقا لطرده من البرلمان إثر تفجر الفضيحة، قال آريفينتو يوم الاثنين إنه سيقدم استقالته. وقال في بيان مقتضب تلاه أمام زملائه: laquo;من إملاء ضميري وبدون أي ضغط من أي جهة كانت، ومن أجل نفسي وشرف الحزب الذي أنتمي اليه، ففي أعقاب هذا البيان سأبدأ صياغة استقالتي من مجلس النواب وسأقدمها للحزبraquo;.

ولم تستطع مجلة laquo;فورين بوليسيraquo; (السياسة الخارجية)، مقاومة إغراء التعليق الساخر على النبأ. وقالت المجلة، التي تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية بوزارة الخارجية الأميركية وكانت إحدى دوريات عديدة تناقلت الخبر الثلاثاء: laquo;نعلم أن الجلسات البرلمانية يمكن ان تصبح مضجرة. ولكن ألا يطيق هؤلاء الناس الصبر الى حين دخولهم غرفة خالية من عدسات الكاميراraquo;؟

وإندونيسيا، التي يبلغ تعداد سكانها 237 مليون نسمة، هي الدولة صاحبة العدد الأكبر من المسلمين في عموم الدنيا على الإطلاق. ورغم أنها تتمتع بإسلام معتدل وتعتبر علمانية الى حد كبير، فقد بدأت أصوات المعسكر الأصولي تسمع بعلو متصاعد خلال السنوات القليلة الماضية.