فيينا: تم التوصل في مدينة (كلاغنفورت) عاصمة محافظة (كرنتين) النمساوية الجنوبية الى اتفاق تاريخي بين السلطات البلدية والاقلية السلوفينية في المحافظة انهى خلافات عميقة استمرت اكثر من نصف قرن.
ووقع الاتفاق حاكم محافظة (كارنتين) الجنوبية جرهارد درفلر وزعيم (حزب التجمع من اجل مستقبل النمسا) الذي انشأه حاكم المحافظة الراحل يورغ هايدر بالاضافة الى وزير الدولة في الحكومة الاتحادية الاشتراكي يوزف استرماير عن الجانب النمساوي وزعماء المنظمات السلوفينية الثلاث التي تمثل الاقلية السلوفينية.
وينص الاتفاق على كتابة كل اللوحات الارشادية في كل القرى والدوائر التابعة للمحافظة وعددها 164 لوحة باللغتين الالمانية والسلوفينية.

وتطالب الاقلية المتحدرة من سلوفينيا على الدوام ومنذ الاعلان عن اتفاقية الدولة التي نالت النمسا من خلالها استقلالها التام عام 1955 بالاعتراف بلغتها القومية السلوفينية لغة رسمية في المحافظة وكذلك بكتابة اللوحات التي ترشد الى مختلف مدن وقرى المحافظة باللغتين الالمانية والسلوفينية.
وعارض المسؤولون النمساويون في المحافظة هذا المطلب بكل قوة بحجة ان كتابة اللوحات الارشادية باللغة السلوفينية سيشجع على المزيد من الحصول على الحقوق القومية في النمسا.

وكانت الاقليات السلوفينية تطالب بهذا الحق منذ الاعلان عن quot;معاهدة الدولةquot; في عام 1955 التي حصلت بمقتضاها النمسا على استقلالها من التحالف الرباعي الذي قاوم القوات النازية في الحرب العالمية الثانية.
واعلن وزير الدولة النمساوي ان الاتفاق الموقع يشمل بالاضافة الى اللوحات الارشادية الموجودة في الطرقات اسماء المؤسسات العامة والمدارس والمعاهد الموسيقية وحدائق الاطفال ومختلف الادارت الحكومية والمحاكم وكل المساحات والفضاءات المشتركة بين النمساويين والاقليات السلوفينية.
وينص الاتفاق كذلك على اعتبار اللغة السلوفينية لغة رسمية في المحافظة الى جانب اللغة الالمانية.

وادخل توقيع هذا الاتفاق ارتياحا عاما في مختلف الاوساط النمساوية الرسمية والحزبية والشعبية لانه ينهي الكثير من الخصومات والخلافات التاريخية بين النمساويين والاقلية المتحدرة من سلوفينيا.

واعلن وزير الدولة النمساوي ان هذا الاتفاق ستتم الموافقة عليه ايضا من البرلمان الاتحادي النمساوي قبل موسم الصيف القادم معربا عن اعتقاده بأن موافقة البرلمان الاتحادي ستتم بأغلبية ساحقة.
من جهته اكد حاكم محافظة (كرنتين) جرهارد درفلر ان التحضيرات جارية لاجراء استفتاء شعبي على هذا الاتفاق لكي يدخل حيز التنفيذ.
الا ان الرئيس النمساوي هاينز فيشر اكد ان الاستفتاء الشعبي في المحافظة المذكورة ليس ملزما للبرلمان الاتحادي مشيرا الى المخاوف التي أعربت عنها بعض الاوساط بامكانية ان تكون نتيجة الاستفتاء سلبية ذلك ان الرئيس فيشر من المؤيدين المتحمسين لحق الاقلية السلوفينية في ممارسة حقوقها القومية المتمثلة اساسا في اللغة السلوفينية