كاميليا شحاتة التي اعتنقت الديانة الإسلامية فاختفت

على الرغم من فضّ اعتصام مئات السلفيين أمام مقر الكاتدرائية المرقصية في العباسية في مصر الجمعة من أجل الكشف عن مصير كاميليا شحاتة التي أعلنت إسلامها، إلا أن أزمة كاميليا عادت إلى الواجهة بقوة بعد القرار الذي أصدرته النيابة العامة المصرية وإعلام الكنيسة مثول كاميليا أمامها للتحقيق معها، بينما وصف مستشار البابا شنودة رمسيس النجار في إفادة لـquot;إيلافquot; هذا الإعلام بخطأ قانوني.


عادت أزمة كاميليا شحاتة إلى الواجهة بقوة مجددًا بعد قرار النيابة العامة استدعاءها للمثول أمامها للتحقيق معها في البلاغات المقدمة، وتتعلق بأنها مختطفة من قبل الكنيسة بسبب إعلان إسلامها، وهي البلاغات التي تقدم بها عشرات السلفيين إلى مكتب النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود منذ سقوط نظام مبارك، وإعلان حلّ جهاز مباحث أمن الدولة وخروج الآلاف من السلفيين من المعتقلات السياسية.

وتعتبر كاميليا شحاتة، التي يعتقد أنها اعتقنت الإسلام، إحدى الحالات التي شغلت الرأي العام المصري فترة طويلة وتحديدًا منذ اختفائها في منتصف العام الماضي، فهي زوجة لأحد الكهنة في مركز دير مواس في محافظة المنيا في صعيد مصر.

وقال الإسلاميون إنها كانت في طريقها للأزهر لإشهار إسلامها في الأزهر الشريف، بعد إعلانها أنها أسلمت أمام زملائها في المدرسة التي كانت تعمل فيها، وأن جهاز أمن الدولة المنحلّ قد ألقى القبض عليها برفقة الشيخ الذي تبنّى قضية إسلامها.

وانتشرت صور لها بالحجاب فور اختفائها للدليل على اعتناقها الإسلام، وظهر فيديو قيل إنها هي التي صوّرته لنفسها تعلن فيه تمسكها بالمسيحية، ليبقي الجدل قائمًا حول هويتها الدينية حتى الآن، لاسيما في ظل التشكيك في الصورة التي قيل إنه تم تصميمها بوساطة برنامج الفوتوشوب والفيديو، الذي قيل إن تصويرهجرى تحت ضغط.

مظاهرات للأقباط في مصر

وتشهد مناطق الصعيد المصري بصفة خاصة حالات احتقان مستمرة بين المسلمين والأقباط في حال تحوّل مسيحية إلى الإسلام أو العكس، وفي حالة الارتباط العاطفي، التي يكون فيها الشاب قبطي والفتاة مسلمة، وهي حالات يتم الإعلان عن جزء منها إعلاميًا، بينما يبقى آخر في السر، وينتهي نهاية دموية نظرًا إلى اعتبارات عائلية.

وذكرت تقارير صحافية أن الكنيسة وافقت من حيث المبدأ على ظهور كاميليا إعلاميًا، على أن تظهر لتعلن أنهما مازالت على دينها quot;المسيحيةquot;، فيما رفض عدد من القيادات الكنيسة، اتصلت بهم quot;إيلافquot;، التعليق على الموضوع، مؤكدين أن أي حديث لابد من الرجوع فيه إلى البابا شنودة، لافتين إلى أنه لا قرار حتى الآن.

من جهته، قال المحامي القبطي رمسيس النجار مستشار البابا شنودة في إفادة لـquot;إيلافquot; إن النيابة العامة من حقها أن تستدعي أي مواطن، لكن ليس من حقها أن تستدعيه في مكان غير مكان إقامته، مؤكدًا على أنه لا يجوز للنيابة العامة أن تطلب كاميليا شحاتة عن طريق الكنيسة، لأن الكنيسة ليست مسؤولة عن تصرفات كاميليا الجسدية، وإنما مسؤولة عن تصرفاتها الروحانية فحسب.

وأشار إلى أن الكنيسة مؤسسة دينية تربوية مسؤولة مسؤولية صفتية عن تصرفاتها، ولا تسأل مسئولية مدنية أو جنائية، لافتًا إلى أن النيابة أخطأت خطأ جسيمًا في إعلان كاميليا على عنوان الكنيسة القبطية، حيث خالفت المادة 13 من قانون المرافعات والأماكن التي يعلم بها المواطن، والتي وردت على سبيل الحصر في القانون، وليس من ضمنها الكنيسة، معلنًا عن اعتزامه التقدم بمذكرة إلى النائب العام يوم الاثنين المقبل، حال موافقة الكنيسة على ذلك.

وأكد النجار أن النيابة أقحمت الكنيسة، وهي ليست طرفًا في الموضوع بأشخاصها أو بصفتها، لأن كل إنسان مسؤول عن تصرفاته، ومن ثم فلا يجوز إقحام الكنيسة من دون مبرر، مشيرًا إلى أن من يقول إنها محتجزة في أحد الأديرة والكنائس، عليه أن يعرف في أي دير توجد، وسنسمح له بتفتيشه، لأن الكنيسة لديها مئات الأديرة والكنائس في مصر، مضيفًا quot;لا أعتقد أن الكنيسة تعرف مكانها، لو كانت الكنيسة على علم بمكانها أعتقد أن الدولة ستكون على معرفة أكثر، أظن أن كاميليا حيّة ترزق، وسوف تظهر من تلقاء نفسها، لتفدي الكنيسة بجسدها، وتجنبها العراك بين المسلمين والأقباطquot;.

إلى ذلك، أعلن ما يسمّى ائتلاف دعم المسلمين الجدد، الذي يتبنى القضية في الوقت الراهن، رفضه ما نشر عن اعتزام كاميليا الظهور الإعلامي بالتنسيق مع الكنيسة، مؤكدين أن هذه الظهور سيكون بمثابة خدعة للمسلمين، ستؤدي إلى مزيد من الاحتقان.

وقال القيادي السلفي محمد عاشور في إفادة لـquot;إيلافquot; إن قرار استدعاء كاميليا أمام النيابة يعتبر بداية صحيحة تجاه التعامل نحو حلّ القضية وإعادتها إلى الدين، الذي رغبت في الدخول فيه بكامل اقتناعها، مشيرًا إلى ضرورة إعلان مكان وجود كاميليا وغيرها من الأخوات المسلمات اللائي تحولن من المسيحية، وتم اختطافهم من قبل الكنيسة.

وأكد على ضرورة أن يتم الكشف عنهن جميعًا، مشيرًا إلى أن ما كان يقوم به النظام السابق من المشاركة في إخفاء المسلمات أمر لم يعد مقبولاً بعد الثورة، مشددًا على أن جميع المسلمين سيقفون يدًا واحدة من أجل نصرة أبناء دينهم، محذرًا من خروج الأمر عن السيطرة في حال تمسك الكنيسة بموقفها.

وكان المئات من السلفيين قد نظموا خلال اليومين الماضيين تظاهرات من أجل ظهور كاميليا شحاتة، رافعين شعار quot; عايز أختي كاميلياquot;، ومطالبين بضرورة ظهورها، معلنين أنها أعلنت إسلامها، وأن الكنيسة تحتجزها لهذا السبب، مهددين باقتحام الأديرة والكنائس لتفتيشها بغية العثور على كاميليا، وهي التظاهرات التي انتهت باعتصام مفتوح أمام الكاتدرائية عقب صلاة الجمعة، لم ينجح في فضّها سوى اللواء حمدي بايدن قائد الشرطة العسكرية وعضو المجلس العسكري الحاكم، واعدًا إياهم بظهور كاميليا خلال 15 يومًا، فيما جمع لقاء عقد صباح السبت بين البابا شنودة ومفتي مصر الدكتور علي جمعة.

الجدير بالذكر أن عددًا من المحامين الإسلاميين قد أقاموا دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري ضد وزير الداخلية والبابا شنودة، مطالبين بظهور كاميليا شحاتة، وهي الدعوى التي سيتم استئنافها خلال الشهر الجاري.