وصلت علاقة السعودية وكوبا إلى حالة التطبيع الكامل في العلاقات بعد افتتاح سفارة للرياض في هافانا، وسط توقعات باستفادة سعودية من هذه العلاقة التي تأتي في غمرة توتر تشهده المنطقة.


افتتاح سفارة للمملكة في هافانا يدعم العلاقات بين السعودية وكوبا

الرياض: لم يكن افتتاح سفارة سعودية في العاصمة الكوبية هافانا حدثاً عادياً، رغم أن وكالات الأنباء مرّت عليه مرور الكرام، من دون أن توليه أي أهمية، وتطبيع العلاقات بين هذين البلدين سيكون له انعكاسات متعددة الأوجه، منها ما هو سياسي، ومنها ما هو اقتصادي وسياحي، باعتبار كوبا أحد البلدان التي يؤمّل لها مستقبلاً مزدهرًا، سواء على الصعيد السياحي أو من خلال سوق النفط، بعد اكتشاف حقل بترولي كبير أخيراً.

وجرى يوم الأحد في هافانا افتتاح السفارة السعودية، وللمرة الأولى، رُفع علم المملكة في هذا البلد الكاريبي، الداخل في صدامات قديمة مع الولايات المتحدة الأميركية، الحليف الاستراتيجي للسعودية، وذلك استكمالاً لتنفيذ اتفاقيات دبلوماسية، تم التوصل إليها أخيرًا، حيث افتتحت قبل أشهر سفارة كوبية في الرياض.

حضر حفل الافتتاح عدد كبير من المسؤولين والسفراء المعتمدين ورجال الأعمال والصحافة في جمهورية كوبا، ورفع القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية بالنيابة علم المملكة إيذانًا بافتتاح السفارة في هافانا.

وأعرب بيان صدر من وزارة الخارجية السعودية عن تطلع حكومة المملكة إلى أن تسهم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في تطور العلاقات الثنائية ودعم المصالح المشتركة في إطار علاقات يسودها الود والاحترام المتبادل.

ويرى مراقبون أن السعودية كانت حريصة جدًا على الوصول للعلاقات مع كوبا إلى درجة متقدمة، رغم المسافة الشاسعة بين البلدين، فكوبا صاحبة الصوت العالي، تعتبر واجهة سياحية مهمة ورخيصة نسبيًا، وقد تصبح مكانًا مفضلاً بالنسبة إلى عشرات الآلاف من السعوديين.

وأخيرًا، حثّ السفير الكوبي في الرياض لوريانو كاسترو السعوديين على الذهاب إلى بلاده، متحدثًا عن وجود عوامل سياحية مغرية أمام السعوديين، ومن أهمها الهامش السعري السياحي المنخفض مقارنة بكثير من الدول السياحية العالمية، إضافة إلى توافر البنى التحتية المتكاملة من اتصالات وفنادق فاخرة وأمن وشبكة تنقلات وشواطئ نظيفة وعمالة إدارية وميدانية مثقفة، إضافة إلى وجود سياحة علاجية واستجمام عالي المستوى.

وأفاد كاسترو بأن لدى بلاده قدرات طبية عالية التأهيل في مجال التطبيب والعلاج الطبيعي ومرورًا بالأطباء الأكفاء في بعض التخصصات، ما يمكن أن يدعم القطاع الطبي العام والخاص لدى السعودية، لافتًا إلى أن صناعة الدواء شهدت ازدهارًا، أدى إلى تفرّد كوبا ببعض الأدوية، من خلال صناعتها وتصديرها إلى كبرى دول العالم.

وكانت تقارير ذكرت أخيرًا أنه جرى اكتشاف حقل بترولي ضخم في كوبا، التي تفتقر المقومات التي تساعدها على الاستفادة بشكل أمثل من ثرواتها البترولية، لذا فإن البعض يرجّح سعي السعودية إلى الاستثمار في هذا البلد، الذي يُقال إنه يحتضن ثروات هائلة، تبحث عمّن يستثمرها على الوجه الأمثل.

ولطالما وقفت كوبا في المعسكر الشرقي، ودخلت في صدامات قوية مع الولايات المتحدة، ورغم بعدها الجغرافي، اقتحمت المنطقة العربية، من خلال دعمها بعض الثورات في القرن الماضي، ولا سيما في اليمن والجزائر، علمًا أن رئيسها التاريخي فيديل كاسترو وصل إلى سدة الحكم عام 1952، من خلال ثورة أبقته رئيسًا حتى عام 2008، حينما تخلى طوعًا عن الحكم لشقيقه راؤول بسبب المرض.