تظاهر عشرات السوريون اليوم اما السفارة الفرنسية في دمشق مدينين موقف فرنسا من العنف الذي تمارسه السلطات السورية بحق المتظاهرين.


دمشق: تجمع العشرات من السوريين ظهر اليوم أمام مبنى السفارة الفرنسية في العاصمة السورية دمشق مرددين هتافات تدين فرنسا وتشجب موقفها الذي اتخذته مؤخرا تجاه العنف الذي قالت إن السلطات السورية استخدمته مع المتظاهرين السلميين.

وردد المتظاهرون هتافات معادية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وللسياسة الفرنسية تجاه سورية، وقالوا إن تظاهرتهم أكبر برهان على أن السوريين قادرون على التظاهر السلمي، بعد أخذ الموافقات الرسمية، وطالبوا فرنسا بعدم التدخل بالشؤون السورية الداخلية والتراجع عن موقفها المتشدد، حتى أنهم طالبوا بطرد مدرب المنتخب السوري الفرنسي كلود لوروا.

وكانت الخارجية الفرنسية قد نصحت رعاياها مغادرة سورية، كما نبهت القادمين بضرورة عدم التوجه إليها حرصاً عليهم، ودانت الخارجية الفرنسية، حالها كحال العديد من الدول الأوربية، استخدام السلطات الأمنية السورية العنف المفرط ضد المتظاهرين ومحاصرة درعا الجنوبية، وكان أقسى تصريح ذلك الذي أطلقه وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الذي حذر السلطات السورية من مواصلة اللجوء إلى الحل الأمني في مواجهة الاحتجاجات الشعبية، وقال إن النظام السوري سيسقط إذا واصل قمعه للمتظاهرين، وذكًر بأن الاتحاد الأوربي بصدد فرض عقوبات على دمشق.

وأكد أن بلاده تدين بشدة حملة الاعتقالات التي تقوم بها السلطات السورية، وندد خصوصاً بتوقيف الطبيب حازم النهار والمحامي حسن عبد العظيم، داعياً السلطات السورية إلى بدء حوار سياسي مع جميع القوى من أجل إيجاد مخرج للازمة التي تمر بها سورية.

وبقي الدبلوماسيون الفرنسيون والعاملون في السفارة داخلها ولم يقوموا بمغادرتها، وكانت الشرطة تقوم بحماية المنطقة التي تجمع فيها المتظاهرون أمام السفارة، ما يوحي بأن التظاهرة مرخصة من قبل السلطات المعنية.

وكان قد صدر قبل نحو أسبوعين مرسوم رئاسي يحدد الشروط المطلوبة للسماح بالتظاهر أو الاعتصام، وشدد على ضرورة أخذ الموافقة الأمنية المسبقة والإبلاغ بأسباب التظاهر والشعارات التي ستُطرح، وطريق ووجهة التظاهرة وعدد المشاركين، على أن يتحمل منظمو التظاهرة أي تخريب يتسببه أي من المتظاهرين وغيرها من الشروط.

وهي المرة الثالثة التي يتم فيها تنظيم تظاهرات مرخصة منذ صدور قانون تنظيم التظاهرات، وكانت الأولى أمام مقر قناة الجزيرة، والثانية حيث تجمع قبل أيام العشرات من السوريين أمام السفارة الأمريكية بدمشق وطالبوا الولايات المتحدة أيضاً بعدم التدخل بالشؤون الداخلية في سورية، وحمل المتظاهرون لافتات تندد بسياسة ازدواجية المعايير التي تنتهجها الولايات المتحدة مع سورية وغض طرفها عن الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

وتشهد سورية تظاهرات جماهيرية منذ أكثر من ستة أسابيع، أسفرت عن مقتل المئات من المتظاهرين، واتهم المتظاهرون والمعارضون ومنظمات حقوق الإنسان القوات الأمنية السورية بالمسؤولية عن مقتلهم، فيما قالت السلطات السورية إن مندسين وإرهابيين وسلفيين هم من كان يقوم بالقتل العشوائيgt;