عمار الحكيم خلال مؤتمره الصحافي مع وزير الخارجية الإيراني

دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم الى مبادرة عربية اسلامية تنهي التوتر العربي الايراني وأنشاء منظومة اقليمية بمشاركة تركيا من اجل تحقيق الاستقرار الامني والاقتصادي في المنطقة وحذر من خطورة الضرب على الوتر الطائفي او المناطقي وطالب الحكام بالانصياع لرغبات شعوبهم، وأكد ضرورة إنهاء ازمة الوزارات الامنية في العراق .


قال عمار الحكيم، رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي إن التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية والاقليمية على ضوء الاحتجاجات الشعبية تتطلب انشاء منظومة امنية واقتصادية بين الدول العربية وايران بمشاركة تركيا . واشار الى ان تنفيذ هذه المبادرة من شأنه تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة داعيًا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي الى اخذ زمام الامور باطلاق هذه المبادرة لتنظيم العلاقة بين القيادات العربية والايرانية خاصة اذا شاركت فيها تركيا من اجل طي صفحة التوترات الايرانية العربية التي خذر من ان استمرارها سيلحق اضرارًا بالجميع.

واضاف الحيم في كلمة له خلال الملتقى الاسبوعي للمجلس الاعلى في بغداد الليلية الماضية بحضور شخصيات ومواطنين من مختلف الطبقات والاديان ان وضع جميع التصورات والهواجس بين العرب وايران على طاولة الحوار وايجاد الحلول لها سيمثل ستراتيجية حقيقية بكل ابعادها السياسية والاقتصادية. واشار الى ان الفرصة اليوم وفي ظل هذه التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية المصحوبة بالتحديات هي الانسب لاقامة شراكة بين دول المنطقة تعيد العزة واللحمة بين الشعوب العربية والاسلامية وتدفعها نحو الاعمار والازدهار. واكد اهمية قيام منظمات المجتمع المدني وغيرها بالتحرك نحو تنشيط هذا الملف وتقليص فجوة التوتر بين المنظومة العربية وايران من اجل تحقيق اهداف هذه المبادرة التي اكقال انها نابعة من قلب عربي صادق .

وكان الحكيم قال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي الليلة الماضية انه يتطلع لقيام منظومة اقليمية تعبر عن مصالح دول المنطقة بما يحفظ خصوصياتها . واشار الى ان الرؤية بضرورة وجود المنظومة متطابقة والوزير الايراني فضلا عن اهمية التحولات التي تشهدها بلدان العالم العربي والحرص في الدفاع عن خصوصية هذه التحولات داخل اراضيها واحترام السيادة الكاملة لهذه البلدان. وشدد على ضرورة ان تكون للارادة المتنامية لشعوب المنطقة فرصة للتعبير عن نفسها وان تحظى بفرص الذهاب الى ديمقراطيات تمكنها من القيام بالاصلاحات السياسية التي تؤمن لها العزة والكرامة وللانظمة السياسية في بلدانها الامن والاستقرار. واشار الى انه بحث مع صالحي الشأن الامني والتحولات التي تشهدها المنطقة العربية وتأثيرها على الاوضاع السياسية في المنطقة.

من جانبه اوضح وزير الخارجية الايراني انه ناقش مع الحكيم العلاقات المشتركة بين بلديهما على مختلف الاصعدة فضلا عن التطرق الى المستجدات التي تشهدها المنطقة . واشار الى اهمية استمرار المشاورات مع العراق مستقبلا باعتباره بلدًا مهمًّا على الصعيدين العربي والاسلامي ويشكل مكانة متميزة على المستوى الاقليمي والدولي . وقال إن المنطقة وماتشهده من مشاكل وتحديات بحاجة الى حلول جماعية تكون سلمية ومنصفة للجميع .

الانصياع لارادة الشعوب العربية
ودان الحكيم تشبث بعض الحكام العرب بكراسيهم وصم آذانهم عن الارادة الشعبية مما ادى الى ازهاق الارواح وتهديم الامكانات الهائلة والطائلة لشعوبهم .

واضاف ان الحلول القسرية لايمكن ترغم الشعوب على الانصياع لها وهو ما يستدعي الاسراع باجراء الاصلاحات السياسية العاجلة والانتصار لكرامة الانسان والتوجه نحو الديمقراطية والابتعاد عن توظيف العوامل الطائفية والقومية والمناطقية حتى لا يتحول مبدأ الصراع من مسألة كرامة وحرية الى مشكلة طائفية وقومية وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا من شانه ان يخلف تداعيات سلبية خطرة ربما تعصف بالمنطقة برمتها.

وحذر الحكيم من خطورة الضرب على الوتر الطائفي او المناطقي وقال ان ذلك سيؤدي الى نشوب حروب لا طائل منها . وقال quot;اذا تصور احد انه سيستفيد منها في ساحة فانه حتما سيخسر في ساحات اخرى لان التوتر لايمكن ان يمثل حلا انما الحوار والمصالح هما العاملين الاساسيين لاستقرار الاوضاع السياسية والاقتصادية للمنطقة وشعوبها.

المصالحة الفلسطينية والدور المصري
وفي معرض حديثه عن اتفاق المصالحة الفلسطينة شدد الحكيم على انه تطور مهم على ألساحة العربية ولجميع القوى الفلسطينية لان وحدتهم ستكون عامل قوة وقدرة على استعادة الحقوق وهو امر لا مناص منه .

وعبر عن ارتياحه quot;ان تكون مصر العروبة هي الراعية لاتفاق المصالحة وهي اشارة قوية على استعادة مصر لدورها العربي متمنيًا ان تعود الى سابق عهدها في ترسيخ اسهاماتها نحو وحدة المنظومة العربية والدور الاقليمي الايجابيquot;.

الشراكة الوطنية تواجه صعوبات
وحول الاوضاع الداخلية في العراق دعا الحكيم القوى السياسية المشاركة في الحكومة والعملية السياسية العمل ضمن الروح الوطنية مشددا على ضرورة الاستماع الى هواجس وطموحات كل فريق للاخر والعمل وفق نظرة موضوعية تساهم في تحقيق حلم العراقيين في تنفيذ الخدمات وانجاز الامن والاستقرار .

واشار الى ان الوضع في العراق مازال يواجه صعوبات مما يتطلب من الجميع العمل بروح وطنية تسهم في معالجة الاشكاليات التي تعيق اكمال المشروع العراقي الجديد داعيا الى توحيد الصفوف والرؤى التي من شأنها قطع الطريق امام اعداء العراق في تنفيذ أهداف في اراقة دماء العراقيين وبث الفرقة بينهم وايقاف عجلة التقدم نحو الامام.

وحذر من وجود منهج خطير وظالم في آن واحد يستهدف مشروع الشراكة الوطنية والذي يعده البعض سببا رئيسًا للمشاكل التي تحدث اليوم مؤكدًا في هذا الجانب على ان الشراكة الوطنية هي اساس النجاح ولذلك فعلى جميع الاطراف التبصر والتعرف على جوهر هذه الشراكة.
وأوضح ان المشكلة تكمن في ضعف الاداء الحكومي بسبب عدم مراعاة الكفاءة في اختيار الاشخاص للمواقع الرسمية والترهل في الاداء الحكومي وعدد الوزارات التي وصلت الى 43 وزارة وكان من الممكن اختزالها الى 15 وزارة مع الاخذ بنظر الاعتبار مشاركة جميع الاطياف العراقية فيها.

الوضع الامني
وعبر الحكيم عن الاسف للتدهور الامني في البلاد ولما شهده سجن الرصافة من احداث قبل ايام راح ضحيتها ضباط ومنتسبين... وقال quot;ان الجماهير لم تتعرف على رواية واحدة على ما حصل؟ وكيف حصل؟ والمصيبة الاعظم هي ما نسمعه من روايات لشهود عيان تفيد ان السجن قد تعرض لهجوم مسلح واطلق سراح كبار الذباحين وبعدها تم ملاحقتهم وقتلهم ..
اليست هذه الحوادث تمثل ثغرات لابد من رصدها والعمل على تشخيصها ومعالجتها؟quot; .
وشدد على ضرورة حسم تعيين الوزراء الامنيين وطالب quot;بعدم اتباع سياسة ليّ الاذرع بين القوى السياسية لان ارواح الناس اعز من الاعتبارات السياسية او الحزبيةquot; . واشار الىضرورة اجراء مشاورات مكثفة من اجل الاسراع في حسم هذا الملف عبر اشغال الوزارات الامنية وعدم المماطلة في ذلك.

خفض رواتب الرئاسات الثلاث
وانتقد الحكيم الجدل القائم في مجلس النواب حول قانون خفض رواتب الرئاسات الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة داعيًا اعضاء المجلس الى اقرار هذا القانون بسرعة حتى يضع حدًّا للتمايز الكبير في الرواتب بين المسؤولين وموظفي الدولة ويكون نصرة للفقراء والمال العام، مؤكدًا أن هذا الطلب يمثل ارادة شعبية يجب احترامها والانصياع لها.