الجزائر: حذرت الحكومة الجزائرية اليوم من أن يؤدي فتح ممثليات دبلوماسية أجنبية في مدينة بنغازي الليبية الى تقسيم البلد الذي يعاني حربا بين الثوار وقوات العقيد القذافي.

وقال الممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبدالعزيز بلخادم في تصريح للصحافيين على هامش ندوة سياسية حول التغيرات الجيوسياسية وتأثيراتها على العالم العربي ان quot;وجود ممثليات دبلوماسية في بنغازي يعتبر تكريسا لتقسيم ليبيا الى دولتين وهو ما لا نريدهquot;.

وأكد بلخادم ان الجزائر لفتت انتباه كل الأطراف الى quot;المخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها توزيع السلاح في ليبيا باسم الشعب المسلح من جهة و باسم الثوار من جهة أخرىquot; مشيرا الى ان quot;انتقال السلاح في هذا الفضاء المفتوح على منطقة الساحل والصحراء يستدعي أن نكون حذرينquot;.
ودعا المجتمع الدولي الى quot;ترك الأمر لليبيين أنفسهم لكي يقرروا ويختاروا بين تثبيت العقيد القذافي أو تغييره دون الاستقواء بالأجنبي وتدمير قدرات البلادquot;.

وفي سياق آخر أكد بلخادم أن quot;الجزائر سبقت الدول العربية الأخرى بتجربتها الديمقراطية التي أعقبت أحداث الخامس من أكتوبر 1988 التي جاءت بالاصلاحات السياسية ونقلت الجزائر من الأحادية الحزبية الى التعددية السياسية ومن الاقتصاد الموجه الى اقتصاد السوقquot;.
وشهدت الجزائر في الخامس من أكتوبر 1988 انتفاضة شعبية شملت العاصمة الجزائرية والمدن الكبرى للمطالبة بالتعددية السياسية والنقابية والغاء حكم الحزب الواحد.

واتهم المسؤول الجزائري quot;بعض الدوائر الاعلامية وجهات أخرى بالسعي لنقل عدوى ما يجري في بلدان عربية الى الجزائر التي لا تعرف حكما ديكتاتوريا كما أنها مرت بمحنة وخرجت منهاquot;.

واعترف المسؤول الجزائري أن quot;الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها الجزائر مطلع شهر يناير الماضي تعد احتجاجات ذات مطالب اجتماعية تفرض على الحكومة تفعيل آليات العدل في تقسيم الثروة وتعزيز الشفافية فيما يتعلق بالحصول على الوظائف والسكن وادارة شؤون المال العامquot;.

وشهدت عدة مدن في الجزائر في الخامس من يونيو الماضي احتجاجات عنيفة بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الاستهلاكية ما دفع الحكومة الى اعادة النظر في الأسعار وخفضها والغاء الضرائب على المواد الأكثر استهلاكا.