قدمت النيابة العامة الإسرائيلية الخميس، إلى المحكمة المركزية في تل أبيب لائحة اتهام ضد عصابة من شباب يافا يشتبه في أنهم قاموا بتخطيط وتنفيذ عدة عمليات تفجير في مدينتي تل-أبيب ويافا، ضد مسؤولين في بلدية تل-أبيب/يافا الإسرائيلية ومبنى جماعة quot;السيونتولوجياquot; ورجل أعمال أمام مسجد الجبلية وحسن بيك سابقا في يافا نوار دكه.


ظاهرة القتل في إسرائيل في تصاعد مستمر وذلك في ظل وجود منظم لعالم الجريمة في المجتمع الإسرائيلي القائم على ميليشيات ومافيا مسلحة، ولا يكاد يمر يوم في إسرائيل إلا وتحتل عناوين الجريمة المنظمة أو غير المنظمة مساحات كبيرة من الصحف الإسرائيلية كلها ولا تقتصر الجريمة على المافيات الكبيرة فقط إنما تتفشى بين أوساط الشباب الإسرائيليين وتتنوع مثل حوادث القتل والطعن في النوادي الليلية والعنف في المدارس.

فتفشي ظاهرة الإجرام في إسرائيل كانت لها آثار سلبية على المواطنين الفلسطينيين وخاصة هؤلاء الذين يسكنون في ما يسمى بالمدن المختلطة في إسرائيل والتي أزهقت فيها أرواح كثيرة.

يوم الثلاثاء كشفت الشرطة الإسرائيلية النقاب عن مخطط جنائي يستهدف تفجير مسجد حسن بيك في يافا وتصفية شيخ بارز في يافا (نوار دكه) على خلفية جنائية، حيث تقف خلفه عصابة مكونة من عائلة عربية من مدينة يافا، قامت بتنفيذ عمليات جنائية عديدة بناءً على طلب محام يهودي من تل -أبيب.

وذكرت الشرطة انه تم الكشف عن المخطط في سياق التحقيق في عدة عمليات جنائية نفذها أفراد العائلة بناء على طلب المحامي الذي كان العقل المدبر للعصابة.

العائلة نفذت عمليات في عدد من المدن الإسرائيلية

وفي سياق تغطيتها عن كشف الشرطة إلقاء القبض على العصابة، أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية الى أن العصابة نفذت عدة عمليات ضد مواطنين في مدن quot;بات يامquot; وquot;حولونquot; وفي شمال إسرائيل، دون وقوع ضحايا خلال العمليات، وانه تم فتح تحقيق في القضية بعد أن فشل أفراد العصابة في تفجير سيارة شحن مفخخة قرب مبنى في تل أبيب يتبع لجماعة روحية إسرائيل.

وبينت أن الشرطة استطاعت الوصول إلى احد أفراد العائلة (العصابة) بعد مراقبة على مدار الساعة، وتبين لها أن الشخص هو خبير في تجهيز المتفجرات، ولكنه سرعان ما تحول إلى quot;شاهد ملكquot; بعد اعتقاله، واكتشاف كميات كبيرة من العبوات المتفجرات في ساحة منزله في يافا، والتي أعدت لتصفية الشيخ دكه من يافا.

التخطيط لتصفية شيخ بارز في يافا

صحيفة quot;يديعوت احرنوتquot; ذكرت أن من بين ما جاء في لائحة الاتهام تخطيط أفراد العصابة لاغتيال إمام مسجد حسن بيك والجبلية، وذلك من منطلقات جنائية نتيجة خلاف تجاري بين الشيخ دكه وعدد من المتهمين في القضية، وخطط أفراد العصابة لوضع عبوات ناسفة بالقرب من مسجد حسن بيك، وتفجيرها عن بعد بهدف تصفية الشيخ، وذلك بعد العملية التي شهدتها مستوطنة quot;ايتمارquot; قرب نابلس في الضفة الغربية، وراح ضحيتها خمسة من عائلة واحدة، للتمويه أنها كرد فعل على العملية، وكانوا ينوون القيام بكتابة عبارات عنصرية على جدران مسجد حسن بيك قبل أن يقوموا بعملية تفجير السيارة، وكتابة شعارات بالعبرية quot;جباية الثمنquot; لتمويه الشرطة والإيحاء بان العملية لها بعد ودوافع قومية.

ألاف الدولارات مقابل كل عملية

في هذا السياق، يستدل من قراءة بنود لائحة الاتهام المقدمة أن أفراد العصابة تلقوا مقابل كل عملية تفجير مبالغ تتراوح بين 25 -40 ألف شاقل( 1$ يعادل 3.5 شيكلات إسرائيلية)، مقابل كل عملية كانت تقوم بها، ومقابل محاولة تصفية مدير قسم التفتيش في بلدية تل-أبيب/يافا، فيما قام اثنان من المتهمين بمحاولة قتل رجل أعمال يافاوي بواسطة زرع عبوة ناسفة في سيارته بالإضافة إلى محاولة تفجير مبنى جماعة روحية تدعى quot;السيونتولوجياquot;، وزرع عبوة ناسفة بالقرب من مسجد حسن بيك.

وطالبت النيابة بتمديد اعتقال المشتبه فيهم حتى انتهاء التحقيق معهم، بعد أن تم تقديم لائحة الاتهام ضد جميع المشتبه فيهم وهم أبناء عائلة واحدة من يافا بالإضافة إلى المحامي جور فينكلشتاين، فيما أصدرت المحكمة أمرا يحظر نشر تفاصيل عن هوية الشاهد الملكي.

فينكلشتين طلب من العائلة تفجير مقر جماعة السينتولوجيا

وأشارت لائحة الاتهام الى أن المحامي الإسرائيلي غور فينكلشتين طلب من أفراد العائلة، الذين كانوا زبائن لديه، استهداف أحد المسؤولين في بلدية تل أبيب الذي أمر بهدم مبنى لجماعة كان يمثلها المحامي، وحاولوا تفجير المبنى في فترة سابقة والتسبب بأضرار بالغة بهدف الربح، خصوصاً وأنه علاقات ربطته بشركات للبناء كانت ستعمل على ترميم المبنى في حال تفجيره.

ويشتبه فيأن فينكلشتيين خطط لتفجير مبنى لأتباع فلسفة السينتولوجيا بهدف مواصلة جباية عمولة لقاء بنائه علما بأنه وكيل حركة السينتولوجيا في إسرائيل، والاشتباه في محاولته الشروع في قتل رئيس قسم المراقبة في بلدية تل أبيب شوتا حوفال.

تحميل المؤسسة الإسرائيلية المسؤولية

بدورها حملت الحركة الإسلامية في يافا، المؤسسة الإسرائيلية مسؤولية أي سوء أو اعتداء قد يقع على مسجد حسن بيك أو على أية مقدسات أخرى، ورفضها أية رواية رسمية أو إعلامية تحاول الزج باسم مسجد حسن بك في هذه الأحداث أو الزج باسم أية شخصية دينية كانت. وقالت quot;نرفض أية رواية مفادها أن مسلمًا كائناً من كان قد يقدم على تفجير سيارة في ساحة المسجدquot;.

بدوره أعرب الشيخ المستهدف نوار دكه في تصريحات عن استغرابه من إقحام اسمه في قضية العصابة اليافاوية والتي أفادت الشرطة أنها خططت ونفذت عمليات تفجير من بينها سيارة الشيخ نوار. ونفى أي علاقة له بالموضوع، وقال انه لا يعلم لماذا تم إقحام اسمه في هذه القضية، وليس لدي أي علم عن خلفية هذه القضية .