رأى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق أهارون زئيفي فاركش أن تصفية زعيم تنظيم quot;القاعدةquot; أسامة بن لادن يعطي شرعية لاغتيال من وصفهم بـquot;الإرهابيينquot; وأن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يدرك ذلك. فيما توالت ردود الأفعال الإسرائيلية المرحبة بالتخلص من زعيم quot;القاعدةquot; بن لادن.
الإستخبارات الإسرائيلية ترى الإغتيال أداة هامة لردع القياديين الكبار في المنظمات الإرهابية |
تل أبيب: قال وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعلون أن تصفية زعيم تنظيم quot;القاعدةquot; أسامة بن لادن هو استعراض للقدرة الاستخبارية والتنفيذية العالية، والعالم سيكون أفضل من دون بن لادن، إلا أن الإرهاب باقٍ ولم ينتهِ بمقتله، وعلى العالم الحر مواصلة حربه على الإرهاب بما في ذلك إسرائيل لحين التخلص من قوى الشر العالمي.
ترحيب رسمي وعسكري إسرائيلي
تصريحات يعلون تزامنت مع تهليل الإعلام الإسرائيلي لتصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، التي واصلت الاهتمام بنشر تفاصيل عملية تصفية بن لادن، حيث نقلت صحيفة quot;هآرتسquot; تصريحات لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (آمان) الأسبق اهارون زئيفي فاركش إن علينا ألا ننسى أننا لسنا دولة عظمى وليس كل ما هو مسموح للأميركيين مسموح لنا، ورغم ذلك فإنه يوجد هنا تغير تدريجي في قواعد المواجهة في إطار الحرب ضد الإرهاب وتم فتح باب واسع للمناورة ونصر الله أيضا يدرك ذلكquot;.
وأشار إلى أنه ليس صدفة أن نصر الله يقلل من الخروج من ملجأه في السنوات الأخيرة وتوجد شرعية أكبر، لإسرائيل أيضا، لتنفيذ خطوات ضد قادة المنظمات الإرهابية التي ترفض أي نوع من المفاوضاتquot;.
وفي الماضي، ساقت الدول الغربية ادعاءات إسرائيل بأنه لا مكان للفصل بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية في المنظمات quot;الإرهابيةquot;، واغتيال بن لادن يحمل رسالة مهمة أنه لا يمكن الفصل بين الزعيم والمستوى التنفيذي تحته، ويجب قتل صناع القرار هناك، فقبل سبع سنوات قامت إسرائيل بقتل زعيمي quot;حماسquot; احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، لم يكن موقفنا مقبولا في المجتمع الدوليquot;. أكد أن الاغتيالات ما زالت أداة مهمة جدا لردع القياديين الكبار في المنظمات الإرهابيةquot;.
بدوره أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حديث مع الرئيس الأميركي باراك اوباما، أن عملية اغتيال أسامة بن لادن، هي رسالة مهمة من الولايات المتحدة الأميركية لالتزامها بمكافحة الإرهاب، مهنئا إياه باسم شعب إسرائيل بالعملية الناجحة لتصفية أسامة بن لادن.
وأشار نتنياهو إلى أن تصفية بن لادن حدث تاريخي، للولايات المتحدة ولكل الدول التي تكافح ضد الإرهاب. وانتصار كبير للحرية، انتصار كبير للعدالة، انتصار كبير للقيم المشتركة بيننا وبين كل الدول الديمقراطيةquot;.
الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قال في معرض تصريحاته حول مقتل بن لادن انه احد القتلة الكبار في التاريخ، هذا الانجاز التاريخي يشكل نقطة انعطاف نفسية مهمة في الحرب ضد الإرهاب.
quot;هآرتسquot;: قتل بن لادن يصب في مصلحة اوباما
صحيفة quot;هآرتسquot; كتبت في افتتاحيتها أن لقتل أسامة بن لادن أهمية رمزية أكثر منها عملية، كون بن لادن شخصًا اثر أكثر من أي إنسان آخر على مجريات الأحداث في العالم منذ 11 سبتمبر 2001، والذي بسببه كان التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان والعراق أيضا. والإرهاب الذي قاده بن لادن كان له شكل مختلف، مقر قيادته وقواعد تدريباته لا تزال في الباكستان وافغانستان، وخلاياه تعيش بشكل مستقر، وموت زعيمهم الروحي لن يطفئ الحماسة المتزمتة التي تعصف بنشاطهم الإجرامي ضد أهداف غربية، بما فيها إسرائيلية ويهودية، في تطلعهم إلى فرض سيطرة الإسلام على العالم.
وأضافت الصحيفة قتل بن لادن سيجد تعبيره قبل كل شيء في الساحة الأميركية الداخلية، إذ سيجد الجمهوريون صعوبة في مناكفته في الماضي، فهم يتحدثون وهو يعمل ويحسم وينفذ. واوباما تجرأ وانتصر.
لاوباما يكفي قتل بن لادن أن يردع متنافسين بالقوة عما سيظهر لهم كمعركة خاسرة، ففي سياسة الخارجية والأمن سيسهل عليه قتل بن لادن الانقطاع بالتدريج عن أفغانستان، مواصلة عملية قطع الاتصال بالعراق، وتقليص ميزانية البنتاغون.
اغتيال بن لادن نجاح باهر لاوباما
الكاتب أبراهام بن تسفي أشار في تحليل نشره في صحيفة quot;يسرائيل هيومquot; إلى أن هذا الأسبوع كان أسبوعا ناجحا للرئيس اوباما، ويعزز احتمالات فوزه بولاية رئاسية أخرى، فاوباما الذي أعلن منذ دخل المنافسة على الرئاسة نيته أن يُغير دفعة واحدة برنامج العمل الأمني في الولايات المتحدة وأن يفصل نفسه تماما عن ميراث بوش، سيدخل التاريخ بأنه أمر بعملية اغتيال كبير المخربين أسامة بن لادن. ومن كان يصدق أن الذي أعلن فورا بعد أدائه القسم بنيته أن يغلق معسكر الاعتقال في quot;غوانتناموquot; ويبدأ حوارا سياسيا ليّنا مهادنا مع quot;محور الشرquot; وquot;الإرهابquot;، سيكون هو الذي يبشر بعد مرور سنتين ونيف بإغلاق الدائرة التي بدأت في 11 أيلول، ويُمجد تصميم بلاده على محاسبة من أصبح رمز الكراهية والتحريض على الغرب وحضارته وتراثه. واغتيال بن لادن هو من جهة داخلية تاج أسبوع سياسي ناجح على نحو خاص للرئيس، إذ أعلن احد خصومه المحتملين المركزيين للمنافسة نحو البيت الأبيض، هيلي باربور وهو حاكم مسيسيبي، اعتزاله.
تصفية بن لادن كلفت موارد كثيرة لا يمكن إحصاؤها
محلل الشؤون الإستراتيجية اليكس فيشمان، قال في تحليل إن اغتيال بن لادن أنهى المطاردة الأكبر التي خاضتها الولايات المتحدة، لشخص بن لادن، إذ لم يكن موضوعا أمنيا يتعلق بإزالة تهديد متواصل، بل بفكرة الإرهاب الإسلامي وخلق ردع. القوة الأعظم عملت أيضا انطلاقا من الغريزة السياسية، الأكثر بدائية: نزعة الثأر.
وصعب تحديد كم المصادر المادية، القوى البشرية والجهود الدبلوماسية والتكنولوجية التي استثمرت أكثر من عشر سنوات مكثفة، انتهت برصاصة في رأس بن لادن. فالرئيس بوش وعد الجمهور الأميركي بالقبض عليه quot;حيا أم ميتاquot;، والرئيس اوباما أوفى. العدل الأساسي للكاوبوي، الأكثر أخلاقية في العالم.
وفي الاتصالات الاستخباراتية الأميركية كان هناك إحساس بان الولايات المتحدة ستكون مستعدة حتى لان تبيع ولاية واحدة من أصل خمسين ولاية لديها على أن يصفى بن لادن، وقد شاركت في عملية المطاردة أفضل القوى الاستخبارية في العالم، بما فيها quot;الموسادquot;.
وأضاف :quot;أسامة بن لادن وان صفي إلا انه ترك وراءه تراثا وشبكة كثيفة من نشطاء الإرهاب في كل أطراف المعمورة، وهذه الشبكة الروابط بين أجزائها واهنة، وما يلصقها بعضها ببعض كان في واقع الحال شخصية بن لادن سرعان ما ستبحث عن عملية ثأر كبرى، باعثة للصدى. في هذه العملية، التي تتدحرج منذ الان على ما يبدو، يوجد أيضا هدف آخر: سترفع إلى السطح القيادة البديلة وستشكل في واقع الأمر بطاقة زيارتها.
الكاتب أمير أورن، اوضح في تحليل أن قرار الرئيس اوباما اغتيال بن لادن ساعده في إثبات إخلاصه لوطنه وعزمه على محاربة الإرهاب بقوة، فقد ارتفع في أميركا شعور النصر بعد عملية الاغتيال، واستعاد شعور قديم بإتمام مهمة وتصفية حساب. وأكد أن الجهاز الأميركي يعرف كيف يغرز أسنانه بالفريسة أو الجثة دون أن يتركها. هذا ما حدث لصدام حسين في 2003 وأبي مصعب الزرقاوي في 2006، وأسامة بن لادن آخر الأمر أيضا. فقد عُين الجنرال ستانلي ماكريستال قبل سنتين قائد القوات في افغانستان بسبب نجاحاته السرية هناك وفي العراق، ليقتل بن لادن.
الاغتيال المركز للمطلوب الأول في العالم، في وقت قريب لقصف مقر قيادة معمر القذافي، هو رسالة قاتلة إلى حسن نصر الله واحمد الجعبري وقاسم سليماني من quot;قوة القدسquot; الإيرانية، الذين يُمجدون ذكرى عماد مغنية. هذا انجاز جهاز لا شخص واحد، ومثابرة واجتهاد ومداومة، وعندما هاتف اوباما ليبشر جورج بوش بانقضاء عشر سنين من الحصار المرهق، علم الاثنان انه ما كان اوباما لينجح من غير حروب بوش في آسيا أن يتم انتخابه للرئاسة.
التعليقات