رفض عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية المنتهية ولايته تمديد منصبه كأمين عام بسبب طموحه السياسي في الترشح لانتخابات الرئاسة، وهو الطموح الذي بدأ موسى السعي إليه منذ فترة، ليس فقط عن طريق التصريحات، وإنما عن طريق النزول الى الشارع والتواصل مع الجماهير.


القاهرة: يبدو ان طريق عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية المنتهية في الوصول الى كرسي الرئاسة لن يكون مفروشًا بالورود، لاسيما في ظل نظرة الكثيرين له بأنه احد رجال النظام السابق، إلا انه دائمًا ما يرفض هذا الوصف، لاسيما وانه يعتبر خروجه من وزارة الخارجية في عام 2001 لتولي منصب الأمين العام للجامعة العربية كان بهدف إبعاده عنها بسبب مواقفه وانتقاداته للنظام.

موسى، الذي قرر ان يخوض المنافسة على انتخابات الرئاسة المقبلة بدلاً من الاستمرار في مهام منصب الأمين العام للجامعة العربية، على الرغم من الإجماع العربي حول شخصيته، يحاول تحسين صورته أمام الرأي العام، ونفي أي صلة له بالنظام السابق، لاسيما في سنواته الأخيرة، التي تولى فيها إدارة شؤون البلاد جمال مبارك وأصدقاؤه، فيما كان قد ألمح خلال أحد أحاديثه الصحافية قبل عامين تقريبًا انه في حال ترشّح شخص غير مبارك في الانتخابات الرئاسية، التي كان من المقرر إجراؤها مع نهاية ولايته في سبتمبر/أيلول المقبل، سيفكر في الترشح للانتخابات الرئاسية.

عمرو موسى، الذي شغل منصب الأمين للجامعة العربية من 2001 وتنتهي ولايته مع نهاية حزيران/يونيو المقبل، يواجه العديد من التحديات في حملته الانتخابية، ليس بسبب انتقادات عدد من المثقفين لمواقفه السياسية خلال الثورة وتأييده بقاء مبارك في السلطة أو ضمان الخروج المشرف له من السلطة من قبل لجنة الحكماء التي كان أحد اعضائها، إضافة إلى مشاركة عدد كبير من قيادات الحزب الوطني الذي صدر حكم قضائي نهائي بحلّه، في جولاته في المحافظات، وهي انتقادات رد عليها أنصار موسى باتهام مؤيدي البرادعي بالوقوف ورائها.

ورغم متانة علاقة الصداقة بين الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية وعمرو موسى منذ عملهما سويًا في وزارة الخارجية قبل ان يسافر البرادعي الى الخارج ليبدأ رحلته في المناصب الدولية، إلا أنهما لم يفكرا في التنسيق سويًا في ما بينهما، إذ يطمح كل منهماإلى المنافسة على المنصب، ولا يمانع من الاستعانة بالآخر حال نجاحه.

ويواجه موسى انتقادات لاذعة عبر موقع التواصل الاجتماعي quot;فايسبوكquot; من خلال صفحات عدة وتعليقات ساخرة حول ترشحه لانتخابات الرئاسة، لاسيما خلال مقارنته بالبرادعي، ومنها quot;موسى عنده كريزما، والبرادعي عنده ضميرquot;، في إشارة الى مواقف البرادعي الواضحة والصريحة من نظام مبارك، فور انتهاء عمله في الوكالة الدولية وعودته الى مصر في فبراير/شباط 2010 ومطالبته بالتنحّي من يوم 28 يناير/كانون الثاني، فيما انتقد الشباب الموكب الذي يتحرك به موسى قبل ان يتولى الرئاسة.

واختلف سياسيون تحدثت معهم إيلاف حول فرص عمرو موسى في الفوز في الانتخابات الرئاسية، ففي الوقت الذي اعتبر فيه الدكتور اسماعيل عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة ان اسم موسى بات من الشخصيات التي لا تناسب مرحلة بعد الثورة، مشيرا الى ان الشعب الذي لم يكن امامه خيار سوى عمر سليمان مدير المخابرات السابق ونائب الرئيس إبان الثورة وعمرو موسى، لديه العديد من الخيارات المطروحة من خلال سياسيين اخرين عدة، مؤكدا على أن هناك اتجاهًا لدى العديد من المواطنين في التصويت تجاه شخصيات لم تكن مطروحة خلال فترة حكم مبارك.

وأوضح ان خيارات الترشح لانتخابات الرئاسة في نظام مبارك كانت مقصورة بين عدد من الاشخاص، جميعهم خلقوا من رحم النظام السابق، وفي مقدمتهم جمال مبارك نجل الرئيس السابق، واللواء عمر سليمان مدير المخابرات السابق مؤكدًا على أن هذه الخيارات لم تعد مقبولة، على الاقل على مستوى النخبة التي ستعمل علىتعميمها شعبيًا.

ولفت الى انه على الرغم من ان الوقت المتبقي لانتخابات الرئاسة قادر على قلب موازين الانتخابات لمصلحة اي مرشح على حساب مرشح آخر، لكن مساندة النخبة للمرشحين هي التي ستحسم الأمر، مؤكدًا على ان الاستعانة بالمثقفين سيكون امرًا حتميًا.

فيما جدد الدكتور سامي السيد استاذ العلوم السياسية في إفادة لـquot;إيلافquot; ان ما حدث مع عمرو موسى من انتقادات لم يكن متوقعًا، مؤكدًا على أن اختيار عمرو موسى شباب حملته سيكون له دور في حسم فرصه للترشح لانتخابات الرئاسة.

وأشار الى ان موقف موسى من أعضاء الحزب الوطني المنحلّ لابد ان يكون حاسمًا، بحيث يرفض اي تعامل معهم او انضمامهم الى حملة دعمه، لأن وجودهم في الحملة سيجعله يخسر كثيرًا، مؤكدًا أن أعضاء الوطني المنحل سيكونون بمثابة كارثة على اي مرشح يؤيديه، لان المواطنين العاديين سيعتبرون مرشحهم هو مرشح الحزب الوطني وبقايا النظام السابق.

ولفت السيد الى ضرورة العمل على اختيار مسؤولي حملة دعمه في المحافظات بعناية، لاسيما في محافظات الصعيد، بحيث يضمن عدم انضمام اي من اعضاء الوطني، خاصة مع الاتهامات التي رافقت جولته الاخيرة في محافظات الصعيد التي قام بها خلال الشهر الماضي.