تعرض معلّم أديان بريطاني لاعتداء مخيف على أيدي أربعة مسلمين بسبب أنه يدرّس تعاليم الإسلام وهو غير مسلم، وأيضا انطلاقا من شائعات عن ازدرائه الدين الإسلامي ومسلكه وسط الطالبات اتضح أنها كاذبة وفقا لاعتراف المعتدين أنفسهم.


سبّب أربعة بريطانيين من أصل باكستاني الأذى الجسيم لمعلّم أديان بعدما نما الى علمهم إنه laquo;يسيئ للإسلامraquo;. فشجوا جمجمته وكسروا فكّه وأعملوا السكين في وجهه وساقيه، وفقا لممثلة الادعاء في ختام محاكمتهم التي نقلت وقائعها الصحف الثلاثاء.

المعلّم يدعى غاري سميث (38 عاما)، وكان في طريقه الى مدرسة البنات التي يعمل فيها رئيسا لشعبة الأديان بشرق لندن في يوليو / تموز الماضي. وفجأة انقض عليه الرجال الأربعة مسلّحين بكتلة من الخرسانة المسلحة وسكين وقضيب معدني فانهالوا عليه بالضرب والركل حتى أغمي عليه.

ونقل سميث الى المستشفى حيث أخضع لسلسلة من العمليات الجراحية لوقف نزيف في دماغه وإسعاف الجراح في وجهه وساقيه. لكنه ظل غائبا عن الوعي ليومين، وقد فقد الآن حاسة الشم ويعاني من الاكتئاب وفقدان الذاكرة بين الفينة والأخرى.

وكشف النقاب عن أن الشرطة كانت قد زرعت جهازا للتنصت في سيارة أحد المعتدين ويدعى أكمل حسين laquo;لأسباب أخرىraquo;. وتصادف أن وضع هذا الرجل مع بقية المعتدين خطة الاعتداء على المعلّم داخل سيارته فسُجّلت بالكامل. وورد فيها وصفهم لسميث بأنه laquo;كلب يستحق الضرب والقتلraquo;.

وبعد الاعتداء سُمعوا وهم يتفاخرون بفعلتهم ويهللون ويكبّرون. لكن هذين التسجيلين لم يُكتشفا الا بعد الحادثة نفسها.

وفي دفاعهم بالمحكمة، قال المتهمون إنهم سمعوا أن سميث كان يلقي دروسا مشوِّهة للإسلام وأنه كان يقيم علاقات مشبوهة مع بعض الطالبات. لكنهم اعترفوا بأنهم اكتشفوا بعد حادثة الاعتداء أن هذا بأكمله كان مجرد شائعات وليس صحيحا، وأنهم تعجلوا الاعتداء عليه بدون التحقق من صحة ما سمعوه.

وقالت ممثلة الادعاء، سارة وايتهاوس، أمام محكمة سنيرسبروك التاجية بشرق لندن إن المعتدين هاجموا سميث laquo;فقط لأنه كان يترأس شعبة الأديان بالمدرسةraquo;. وأضافت قولها إنهم laquo;متدينون واستهدفوا سميث لأنهم كانوا غير راضين عن تدريسه الإسلام ضمن عمله كمعلّم للأديان لأنه نفسه غير مسلمraquo;.

وقد استمعت المحكمة لتسجيل صوتي قال فيه حسين (27 عاما) وهو بنّاء من حي بيثنال غرين بالطرف اللندني الشرقي: laquo;إنه يهزأ بالإسلام ويزرع الشك في عقول الناس. كيف يتسنى لأي شخص أن يدرّس تعاليم الإسلام بينما هو شخصيا ليس مسلماraquo;؟

وشارك في الاعتداء أيضا شيخ راشد (27 عاما) وهو سائق اوتوبيس من شادويل، وأسد حسين (26 عاما) من ووبينغ ويعمل في حقل الاستشارات المالية، وسايمون علم (19 عاما) وهو طالب من هوايت تشابيل، وكل هذه أحياء في شرق لندن.

وقد اعترف الأربعة بالذنب في تهمة إحداث الأذى الجسيم. ويضاف الى هؤلاء خامس يدعى بدر ضحى الدين (24 عاما) ويعمل ميكانيكي سيارات، واعترف بتخبئته ملابس ملطخة بالدم. وسيُنطق بالحكم عليهم الخميس من الاسبوع الحالي.