طالبت الاحزاب الكردية في سوريا بمخاطبتها بأدب بعد انتقادات طالتها بسبب موافقتها على حوار نظام الأسد.


مزكين ميقري

تعرضت الأحزاب الكردية التي وافقت على الحوار مع السلطات السورية إلى هجوم عنيف، فيما طالب قيادي كردي بقليل من quot;الأدبquot; في مخاطبة الأحزاب الكردية، وسط ترددات من بعض الأحزاب في المشاركة بانتظار الاجتماع الحاسم بينها قبل اللقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد.

واعتبر عضو اللجنة السياسية لتنظيم أوروبا لحزب quot;يكيتيquot; الكردي في سوريا، مزكين ميقري، في تصريح لـquot;ايلافquot; أنّ quot;الموقف الكردي واضح، وليس هناك أية أجندة كردية سرية كما يروج النظام وغيرهquot;. وشدد أنquot;الكرد يريدون حل القضية الكردية في سوريا ضمن إطار وحدة البلاد، وحل القضية الكردية هو خطوة هامة على طريق الديمقراطية، ولن تكتمل الديمقراطية دون حلهاquot;.

وقالquot; إنّ الشباب الكردي مشارك مع بقية شباب سوريا في الثورة، وللأحزاب الكردية الحق في أن تلتقي من تراه مناسباً، ولا يجوز التهجم عليها بهذا الشكلquot;. ورأى quot;أنه يجب على النظام أن يقفز خطوات عديدة وسريعة للأمام قبل طلب مثل هذه اللقاءات. والخطوات اللازمة معروفة له وللجميع، ولن يفيد اللف والدوران على الشعب السوري وعلى العالمquot;.

كما اعتبر quot;أنه لا يحق لأحد طبعاً أن ينوب عن أهل الشهداء في حال حصول معجزة المصالحة الوطنية. المعارضة السورية الحزبية موقفها مع الأسف لا يختلف كثيرا عن موقف النظام فيما يخص القضية الكردية. والأخوان المسلمين مرشحين لعقد صفقة مع النظام برعاية أوردوغانية قبل أية جهة أخرىquot;.

وطالب quot;بقليل من الأدب في مخاطبة الأحزاب الكردية،quot; وقال إنّ ذلك هو المطلوب من الجميع. والشباب الكردي ليس منفصلاً عن حركته السياسية الكردية. ومن يراهن على ذلك فمراهناته خائبة. وأكد أنه على من يحب سوريا أن يدعو إلى حل القضية الكردية أيضًا، وحسب رغبة الشعب الكردي، وليس حسب تصوراته واجتهاداته الخاصة به.

من جانبه حضّ، مصطفى جمعة، القائم بأعمال حزب آزادي الكردي في سوريا، على توفير أرضية الحوار، وذلك بوقف القتل والاعتقال، وسحب الجيش والقوى الأمنية، حتى يرتاح الوضع أولا، وتعتقد الناس بجدية التوجه درءا للأخطار المحدقة، والخراب المتزايد.

وشدد على وجوب إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والحقوقيين وأصحاب الرأي والضمير، ومن شاركوا في المظاهرات السلمية في الفترة الأخيرة، ووقف الاعتقال السياسي نهائيا، وتعديل الدستور بالاعتراف بكل مكونات الشعب السوري وخصوصا الشعب الكردي كثاني قومية في البلاد، وأن سورية لكل أبنائها، وأكد على ضرورة أن تكون مدة الحوار محدودا بزمن، وسقف الحوار مفتوحا، حتى لا تبدو أنها لعبة إلهاء، وسرقة وقت، انتظارا لظرف أفضل للنظام.


ورأى quot;أنه لابد من أن تحدد المعارضة أشخاصها، وتتخذ فيه القرارات التنفيذية والملزمة للطرفينquot;، ودعا إلى مؤتمر وطني تشارك فيه كافة القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية والنقابية وهيئات المجتمع المدني والمثقفون ومنظمات حقوق الإنسان، يعلن فيه قرارات هيئة الحوار الوطني لتكتسب المشروعية والضمانة الوطنية، والثقة والمصداقية.

وبيّن أنه لا بد أن يكون الوضع الكردي أحد مواضيع البحث، والاقتناع بأن قضية الشعب الكردي هي قضية وطنية لا يجوز تأجيلها، أو النظر إليها كموضوع من مواضيع الديموقراطية، بل هي قضية قومية تخص ملايين الكرد الذين يعيشون على أرضهم التاريخية، وليسوا مهاجرين قادمين، أو مستوطنين جددا.

وقال: quot;أنه على هذا الأساس ستستقر الأوضاع حتما، وستتحول سورية دولة لكل أبنائها، دولة الحق والقانون، والتعددية السياسية والثقافية، دولة الحرية والديموقراطية والدستور الجديد المعبر عن المكونات الأساسية للشعب السوري، والسيادة الوطنية وحفظ حقوق الجميعquot;.

الى ذلك تناقلت مواقع الكترونية كردية معلومات تتلخص في أن حزبي البارتي (جناح عبد الحكيم بشار) و واليساري (بقيادة محمد موسى) تراجعا عن المشاركة في الوفد الذي من المزمع أن يلتقي مع الأسد.
ومن المتوقع أن تعقد الأحزاب المتبقية إجتماعاً حاسماً و أخيراً لحسم الموضوع قبل اللقاء، وليس مؤكداً إن كان البارتي (جناح بشار) واليساري سيحضرانه.
وقال موقع المواطن أنه بقيت ستة أحزاب لم تحسم أمرها نهائياً بعد، وأهمها حزبي PYD والتقدمي بقيادة عبد الحميد درويش، مع وجود إشارات إلى أن هذا الأخير كذلك لم يعد يراهن على إجراء الحوار بسبب تراجع الأحزاب الأخرى، وبخاصة حليفه في التحالف حزب الوحدة الديمقراطي ndash; يكيتي. ولا يزال الغموض يلف موقف PYD الذي أصاب الشارع الكوردي بالحيرة نتيجة صمته إلا أن نداءه للتظاهر مساء الجمعة القادمة ينبأ بعودة الحزب للمشهد السياسي الكوردي.

أما الأحزاب التي لا تزال تؤيد فكرة إجراء الحوار فهي: البارتي (جناح نصر الدين إبراهيم) والحزب الديمقراطي الكوردي السوري بقيادة (جمال شيخ باقي). كما تناقلت معلومات عن تواجد نصر الدين إبراهيم في دمشق بغرض إنتظار وفد الحركة و إنجاز ترتيبات اللقاء مع الأسد.
وشجع جوان يوسف، الناطق بإسم quot;إئتلاف شباب سواquot; الموقف الكردي المعارض للقاء، معبّرا عن ارتياحه العميق لمواقف الأحزاب الكوردية التي قررت التراجع عن تأييد فكرة الحوار مع النظام. وأشاد جوان يوسف بقرار لجنة التنسيق بالمشاركة في حراك الشباب، واصفاً إياه quot;بالقرار الشجاع و الحكيمquot;.