نيويورك: دعت الولايات المتحدة الاثنين الحكومة السودانية الى وقف المعارك الدائرة بين قواتها وقوات جنوب السودان والانسحاب من دون شرط من منطقة ابيي.

وجاءت الدعوة الاميركية على لسان مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الامن الدولي سوزان رايس، وذلك في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الاول رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير تخفيف حدة التوتر بين قواتهما.

ومن المقرر ان يبحث مجلس الامن الدولي في النزاع السوداني، ولكنه ارجأ محادثاته بانتظار انتهاء المفاوضات التي لا تزال مستمرة بين البشير وكير في اديس ابابا.

واشارت رايس في رسالة على صفحتها على موقع تويتر الى ان الجيش السوداني quot;يتعين عليه ان يوقف فورا المعارك في كادقلي وان ينسحب من دون شرط من ابييquot;.

وكادقلي هي عاصمة ولاية جنوب كردفان التي احتلتها قوات الخرطوم.

وكان وزير الاعلام في جنوب السودان اعلن في وقت سابق الاثنين ان الخرطوم وافقت في اليوم الثاني من المحادثات بين قادة الشمال والجنوب التي تجري في اثيوبيا، على انسحاب مشروط لقواتها من منطقة ابيي المتنازع عليها بين الجانبين.

وبدات المفاوضات الاحد في العاصمة الاثيوبية برعاية وسيط الاتحاد الافريقي الجنوب افريقي ثابو مبيكي ورئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي وهي تدور بشكل خاص حول نزع السلاح من ابيي ونشر قوة سلام ميدانية.

وقد دخلت القوات الشمالية مدعومة بالمصفحات الى ابيي في 21 ايار/مايو ردا على هجوم دام قبل يومين من ذلك على قافلة للجيش في شمال المنطقة قتل فيها 22 جنديا سودانيا على الاقل.

ومعظم الاشخاص الذين هربوا من اعمال العنف هم من قبائل دنكا نقوك المؤيدة للجنوب السوداني الذي سينفصل رسميا عن الشمال في 9 تموز/يوليو المقبل.

وهرب حوالى مئة الف شخص من المعارك في ابيي كما اعلنت الامم المتحدة الثلاثاء الماضي، واصفة الوضع في هذه المدينة المتنازع عليها والواقعة على حدود شمال وجنوب السودان بانه quot;متوتر ولا يمكن التنبؤ بهquot;.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون صباح الاثنين في اثناء زيارتها لتنزانيا ان واشنطن تدعم فكرة نشر قوة حفظ سلام في منطقة ابيي السودانية المتنازع عليها، وسترحب بطلب شمال وجنوب السودان من اثيوبيا ارسال قوات للقيام بهذه المهمة.

وكانت الامم المتحدة اكدت الاثنين ان القتال الذي اتسعت رقعته في جنوب كردفان امتد الى داخل حدود الجنوب.

وقال مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية في احدث تقرير له quot;انتشر القتال في 11 منطقة من مناطق جنوب كردفان ال19 بما في ذلك القصف بالطائرات والقصف المدفعي بل انه امتد لاحدى مناطق ولاية الوحدة في جنوب السودانquot;.

وكان جنوب السودان اتهم الشمال بقصف مناطق داخل حدوده ما تسبب بمقتل مدنيين، غير ان مصادر الامم المتحدة اكدت ان القصف كان على الحدود بين الشمال والجنوب.

وتتواجه قوات البشير منذ 5 حزيران/يونيو مع القوات الجنوبية في جنوب كردفان التي شكلت ساحة حرب في اثناء الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب (1983-2005).