مدريد: عادت الحياة في ساحات المدن الاسبانية الى طبيعتها اثر فض متظاهري (حركة 15 مايو) اعتصامهم ومخيماتهم التي نصبت 28 يوما احتجاجا على السياسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تتخذها الحكومة الاسبانية.

وقال ناطقون باسم الحركة في تصريحات صحافية انهم سيستمرون في اشعال المظاهرات وتنظيم الاحتجاجات في المدن وتعبئة المواطنين وتوعيتهم الى مطالبهم المشروعة مشيرين الى انهم سينقلون اعتصاماتهم الى فضاءات اخرى اهمها الشبكات الاجتماعية على الانترنت التي اثبتت فعاليتها في تحريك المجتمع خلال الاسابيع الماضية.

واضافوا ان الاعتصامات والمخيمات لم تكن بحد ذاتها هدفا للحركة بل وسيلة للتعبير عن غضب الشعب الاسباني ورفضه سياسات التقشف التي انتهجتها الحكومة مشيرين الى ان المظاهرات لن تخبوا بل سيتم تنظيم المزيد منها بشكل دائم لاحياء الحركة حيث ستجوب المظاهرة المقبلة شوارع مدريد يوم الاحد المقبل.

واكدوا انهم يغادورن الساحات لأنهم اكملوا مهامهم فيها واثبتوا للحكومة ولأنفسهم ان الشعب الاسباني بكل اطيافه غاضب جدا وعازم على تغيير مسار الامور وتحسين مستوى المعيشة وانهم مستعدون لاعادة التجربة واحتلال الساحات والشوراع اذا دعت الحاجة الى ذلك.

وكانت الحركة التي تركت في الساحات المركزية للمدن نقطة استعلامات خرجت بمجموعة من المقترحات والمطالب التي لاتزال بحاجة الى تنقيح ودراسة قبل تقديمها الى السلطات.

فيما لاقت هذه المطالب اقبالا شعبيا كبيرا حيث اعتبر كثيرون ان (حركة 15 مايو) تعبر عن واقعهم في بلد بلغت معدلات البطالة فيه اكثر من 21 في المئة من اليد العاملة.

وتتلخص اهم مطالب الحركة في محاربة البطالة وتعزيز الخدمات الاجتماعية والصحية والغاء سياسات التقشف في قطاعات التربية والصحة ومكافحة الفساد وتوفير مستقبل افضل للشباب والمتقاعدين فضلا عن اعادة صياغة قانون الانتخابات وغيرها من المطالب الهادفة الى تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتوفير فرص عمل للشباب.

وكان المعتصمون في ساحة (بويرتا دي سول) في العاصمة مدريد تعرضوا لضغوط لانهاء اعتصامهم اهمها احتجاج جمعيات التجار المحليين لدى البلدية قائلين انهم تكبدوا خسائر بلغت 30 مليون يورو فضلا عن احتجاج بعض السكان المحليين على ظروف عدم النظافة التي عمت الساحة في الاسابيع الماضية.

ونفى المتظاهرون ايا من هذه التهم وشددوا على انهم حافظوا على ترتيب ونظافة المكان وتنظيم البنى التحتية للمخيم وقالوا ان المحال التجارية شهدت اقبالا كبيرا اثناء وجودهم في الساحة لاستقطابهم وسائل الاعلام وكثيرا من الفضوليين والراغبين في الانضمام الى الحركة.

وكانتالحركة الشعبية قد انطلقت في 15 مايو الماضي في 52 بلدة ومدينة بدعوة نشرت على صفحات (الفيسبوك وتويتر) ولقيت صدى واسعا في مختلف المناطق الاسبانية واقبالا متزايدا من المواطنين بكل شرائحهم وانتماءاتهم واعمارهم تعبيرا عن سخط الشعب على الوضع الحالي في اسبانيا.