واشنطن: طلب الادِّعاء العام الأميركي من القضاء المختص بإسقاط تهم الإرهاب عن أسامة بن لادن، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، قائلاً إن مقتله على أيدي القوات الخاصة الأميركية في باكستان في مطلع الشهر الماضي يسقط القضية برمتها.
جاء القرار بعد 13 عامًا من إدانة محكمة فيدرالية أميركية بن لادن، بعدما ثبتت صلته بتفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كل من كينيا وتنزانيا في شهر أغسطس/آب من عام 1998، والتي قتل فيها 224 شخصًا.
وقد أظهر مدَّعون عامّون في إحدى المحاكم في مدينة نيويورك تفاصيل جديدة بشأن العملية التي تمَّ وفقها التعرُّف إلى جثة بن لادن بعد قتله في منزله في مدينة آبوت آباد في شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد.
وكشفت ملفات القضية أن المسؤولين الأميركيين تمكَّنوا من التعرُّف إلى جثة بن لادن قبل إلقائها في البحر إثر مقتله، وذلك عن طريق استخدام تقنية تمييز معالم الوجه وفحص المورِّثات (دي إن إيه).
فقد حصلت فرقة القوات الخاصة الأميركية، التي قتلت بن لادن، على عيِّنات من مورِّثات (DNA) مأخوذة من جثة بن لادن، ومن ثم نقلوها إلى قاعدة تابعة للجيش الأميركي في أفغانستان.
بعدها قام فنيون عسكريون وآخرون تابعون لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بمطابقة العينات المأخوذة من العديد من أفراد أسرة بن لادن، فوجدوها متطابقة.
ونُقل عن جورج توسكاس، مسؤول مكافحة التجسس والإرهاب في وزارة العدل الأميركية، قوله: quot;إن إمكانية أن يكون هنالك ثمة خطأ في تحديد جثَّة بن لادن عن طريق استخدام الـ دي إن إيه لا تتعدى نسبة الـ 11.8 في الألف مليونquot;.
يُشار إلى أن المسؤولين الأميركيين كانوا قد قالوا إن جثة بن لادن quot;عوملت باحترام ودفنت في البحرquot;. إلاَّ أن بعض المسلمين يرون أنه لم يكن هناك مبرر لعدم دفنه في الأرض.
دفن في البحر وقدَّم الأميركيون سببين لاختيار الدفن في البحر، أولهما أنهم لم يرغبوا في أن يتحول قبره إلى مزار، والثاني هو أنه لم يكن هناك وقت للتفاوض مع دول أخرى لترتيب دفنه في الأرض.
وكانت تقارير أميركية قد قالت يوم الأربعاء الماضي إن جهاز الاستخبارات العسكرية في باكستان اعتقل خمسة مرشدين أمدُّوا سي أي إيه بمعلومات أدَّت إلى مقتل بن لادن.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن من بين المعتقلين صاحب منزل استأجره ضباط الـ سي آي إيه كمنزل آمن استُخدم أثناء التحضير للعملية.