أشار مانويل تابيال المنسق العام والناطق الرسمي لأسطول الحرية 2 من أجل كسر الحصار على قطاع غزة إلى إنتهاء كل التحضيرات لإنطلاق أسطول الحرية 2، حيث ستلتقي 12 سفينة تضامن وافدة من مختلف أنحاء العالم قرب سواحل غزة في حدود يوم 25 يونيو/حزيران المقبل، وذلك في محاولة ثانية من قبل المنظمات الدولية العربية والغربية لرفع الحصار الإسرائيلي على القطاع.


مانويل تابيال برفقة أعضاء البرلمان الإسباني

رفيق زناز من مدريد: قال تابيال في حواره الخاص لـquot;إيلافquot; من مدريد قبل توجهه على رأس باخرة quot;غرنيكاquot; الإسبانية المشاركة في اسطول الحرية 2إنالتحالف الإنساني الدولي لإغاثة سكان غزة سيحمل مواد طبية ومدرسية ومساعدات للشعب الفلسطيني، وليس أسلحة.

ودعا هيئةالأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل، وتقديم ضمانات حتى لا يتكرر الإعتداء الإجرامي الذي شهده أعضاء أسطول الحرية 1 خلال العام الماضي، والذي خلف مقتل 9 ناشطين أتراك وجرح 50 آخرين على أيدي الجيش الإسرئيلي.وكان مانويل تابيال قد تعرض آنذاك برفقة مجموعة من أعضاء الأسطول الإسباني إلى إعتقال، ونفي من قبل الحكومة الإسرائيلية، لكنه لا يشعر إطلاقًا بالخوف، وهو يستعد للعودة مجددًا إلى غزة.

إيلاف: حدثنا عن آخر التحضيرات التي تباشرونها فقط قبل أيام من إنطلاقكم لكسر الحصار على قطاع غزة، وهل تلقيتم ضمانات دولية للضغط على إسرائيل في حال تعرضها لكم؟
مانيول تابيال: اريد أن أشير لكم إلى أننا نعتمد على مبادرة إنسانية مدنية من الدول الغربية والعالم العربي، وسنتوجه إلى قطاع غزة، ونحن رافعون راية السلام، ولا نحمل أسلحة على متن الـ12 سفينة، التي ستشكل اسطول الحرية 2، كما تريد الحكومة الإسرائلية ترويجه للعالم، ولم نتلق أية ضمانات إسبانية ولا أوروبية، ولا حتى من قبل هيئة الأمم المتحدة، رغم أننا طلبنا لقاء خاص بوزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث، ونحن في صدد إنتظار ردها، وقد باشرنا في إجراء إتصالات على مستوى دول الإتحاد الاوروبي وهيئة الامم المتحدة، حيث سنعقد مؤتمرًا صحافيًا خلال الأسبوع المقبل، في نيويورك، ونأمل أن يتبنىبان كي مون الأمين العام لهيئة الامم المتحدة موقفًا واضحًا وشجاعًا تجاه مبادرتنا السلمية.

في ما يتعلق بالإستعدادت التي نشرف على تحضيرها، فلا يمكنني أن أسرد الكثير في الأمر، وأنتم تعلمون السبب، لكن بشكل عام سيلتقي أسطول الحرية 2 يوم 25 يونيو/حزيران قبيل سواحل غزة، ويضم الاسطول 12 سفينة ستصل من مختلف دول العالم للمشاركة في مبادرة رفع الحصار على قطاع غزة.

ومن الجانب الإسباني، سينطلق خلال أيام نحو 40 ناشطًا في مجال حقوق الإنسان، ويضم أطباء ورجال سياسة وإعلاميين، على متن باخرة أطلقنا عليها اسم quot;غرنيكاquot; تخليدًا لإسم البلدة الباسكية في شمال إسبانيا، التي تعرضت لعدوان نازي قبل عقود، وخلدها الرسام بيكاسو في لوحته المشهورة تحت عنوان غرنيكا، وقد نجحنا في جمع مساعدات غذائية وصحية سنحملها إلى سكان غزة إن لم يمنعنا العدوان الإسرائيلي. كما إن السفينة الإسبانية أصبحت ملكنا بعد دفع ثمنها المقدر بـ 200 ألف يورو بفضل تبرعات المجتمع المدني المتراوح ما بين 10 و15 يورو للشخص الواحد.

اليسار الإسباني يدعم مبادرة أسطول الحرية 2

هل لديكم مخاوف من تكرار عدوان الجيش الإسرائيلي على أسطول التحالف الدولي الإنساني، كما حدث في العام الماضي، وأدى إلى مقتل 9 أفراد وجرح 50 آخر، بما عرف بمجزرة أسطول الحرية؟
ليست لدينا اية ضمانات سياسية ولا دبلوماسية من قبل اية جهة، سواء من إسبانيا أو من الإتحاد الأوروبي، او حتى من جانب هيئة الأمم المتحدة، ونحن قد باشرنا إتصالات مع كل الأطراف السياسية والدبلوماسية من أجل إبلاغها مجددا بموعد إنطلاق مبادرتنا الإنسانية لرفع الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة، ولم نتلق حتى الساعة أية ضمانات تذكر، كما وجهنا طلب لقاء مع وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث لبحث موقف الحكومة الإسبانية، التي سبق وأن نصحتنا بعدم المغامرة بالتعبير الرسمي، غير أننا لن نتراجع.

من جهة أخرى إنطلقنا في إتصال مفتوح مع الإتحاد الاوروبي وهيئة الامم المتحدة لإبلاغهم عن المبادرة، وكذلك سنعقد مؤتمرًا صحافيًا إعلاميًا امام هيئة الامم المتحدة في نيويورك خلال الأسبوع المقبل ايامًا فقط قبل إنطلاق المبادرة.

هل يمكن أن تذكر لنا معلومات إضافية عن سفينة غرنيكا الإسبانية التي ستشارك ضمن الأسطول؟
الحقيقة لا يمكنني أن أسرد كثيرًا في الأمر كما سبق وقلت، وذلك لأسباب أنتم تعلمونها، فالمهم أننا سنحمل مساعدات غذائية وطبية ومدرسية لسكان قطاع غزة، وسنحاول مجددًا كسر الحصار الإسرائيلي العدواني على سكان القطاع، ورغم أننا فشلنا في محاولة في العام الماضي، إلا أننا سنكرر المحاولة هذه المرة بعزيمة قوية وبتحضير أفضل، ولن نتراجع رغم تهديدات حكومة ناتانياهو والجيش الإسرئيلي، الذي يحرم الشعب الفلسطيني في حق الحياة، وكما تعلمون مهمتنا إنسانية، وليست إطلاقًا سياسية، ولا نحمل على متن سفننا أية أسلحة، كما تحاول إسرائيل إشاعته.

وصلتنا انباء عن عدم مشاركة ناشطين من تركيا ضمن أسطول الحرية 2 هل يمكن معرفة السبب في ذلك؟
الحقيقة ان السبب في نظرنا قد يرتبط بالوضع الخطر على مستوى الحدود السوية والتركية، التي تشهد زحفًا غير منقطع لآلاف اللاجئين السوريين، ونرى أن الجانب التركي الذي كان ينوي المشاركة ضمن اسطول الحرية 2 أراد تجنب اية أزمة دولية في المنطقة، نتيجة الوضع الذي تعيشه سوريا، والأمر ليس مرتبطًا إطلاقًا بالضحايا الاتراك الذين إغتالهم الجيش الأسرائيلي خلال هجومه في العام الماضي على أسطول الحرية 1.

مراسل إيلاف إلى جانب مانويل تابيال

هل هناك مشاركة مهمة من الجانب العربي خلال مبادرتكم الجديدة؟
بالطبع نحن نعتمد على مشاركة دولية وعربية، خاصة في هذه المبادرة الإنسانية، وتربطنا إتصالات مع منظمات عربية عدة وناشطين في مختلف أنحاء الوطن العربي في إطار تنظيم دولي محكم لهذه الحملة الإنسانية، التي هدفها الوحيد، كما ذكرت، رفع حصار العار الإسرائيلي على قطاع غزة، وقد سجلنا إستجابة دولية كبيرة، ونأمل ألا نتعرض لأي إعتداء وحشي من قبل الجيشالإسرائيلي، ويشارك معنا مواطنون عرب عدة، رغم ما تعيشه دولهم من إضطرابات وثورات شعبية، لكن هذا لم يمنعهم من الإستجابة للنداء الدولي من أجل إغاثة أطفال ونساء غزة.

مبادرتكم تتزامن مع إشتعال الوضع في العالم العربي، وأقصد أن دولاً عربية عدة محيطة بإسرائيل شهدت وتشهد ثورات شعبية، هل تعتقدون أن الحكومة الإسرائيلية ستعتدي عليكم بحجة الحفاظ على أمنها الداخلي، وستغتنم فرصة إنشغال الرأي العام الدولي بما يحدث في دول المنطقة؟
أتمنى ألا يحدث أي مكروه، وأعتقد أن إسرائيل لا تحتاج تقديم أية مبررات أو حجج، ولا يهمها الرأي العام الدولي، عندما تقرر الهجوم علينا، مثلما فعلت في العام الماضي، وفي الحقيقة فإن الوضع الملتهب في المنطقة قد يساعدنا على إتمام مبادراتنا بشكل جيد، وبدون أي أحداث، رغم أن حكوماتنا نصحتنا بعدم المغامرة بسبب الوضع السائد في المنطقة، لكننا مصممون على المضي قدمًا نحو إغاثة إخواننا في غزة، وهدفنا إنساني لا غير، وليس لدينا علاقة بما يحدث في الشارع العربي.

لقد تعرضت للسجن والنفي من قبل القوات الإسرائيلية خلال مجزرة أسطول الحرية 1 هل تعود بك الذكريات إلى موقع الجريمة وأنت ستشد رحالك نحو غزة؟
بالطبع لا يمكنني ان أمحو تلك الذكرى المؤلمة، فلقد أحسست آنذاك بالضعف أمام القوات الإسرائيلية وسط صمت المجتمع الدولي الذي تركنا وحالنا في أيدي الإسرائيليين، ولكن التضامن تلقيناه من قبل شعوب عدة في العالم العربي والغربي، التي تضامنت مع القضية الفلسطينية ومع مبادرتنا السلمية من أجل رفع الحصار على سكان قطاع غزة، والحيقيقة أنني جد سعيد، وانا على قيد الحياة للمشاركة في مبادرة تضامنة أخرى.

لكن هل تشعر بالخوف وأنت تعود مجددًا إلى مواجهة الجيش الإسرئيلي؟
لم ولن أشعر بالخوف، رغم أنني عشت الإعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية 1، الذي كما تعلمون خلّف مقتل 9 اعضاء من أسطولنا، وهم من جنسية تركية، وأصيب العشرات خلال الإجتياح العدواني الإسرائيلي، وأنا في الواقع مرتاح، وأشعر بالراحةلانني في إطار مهمة إنسانية من أجل الحرية، وهذه مسؤوليتنا جميعًا، ولا مجال للخوف.

مانويل تابيال

كيف تسير القضية التي رفعتمونها إلى المحكمة الدولية ضد الحكومة الإسرائيلية؟
لقد رفعنا من جهتنا قضية للمحكمة الدولية وللمحكمة الوطنية الإسبانية ضد الحكومة الإسرائيلية، والقضية لا تزال في إطار التحقيق كما تعلمون، وفي الوقت الراهن هي قضايا معطلة تمامًا.

هل تعتقدون بأن إسرائيل ستشهد ثورة دولية على المقربة من سواحلها؟
أتمنى ألا يحدث ذلك، لأنه إن حدث، فمعناه أننا قتلنا، ونريد العودة إلى أهالينا في إسبانيا.

كم يومًا ستقضون في غزة إذا دخلتمونها؟
إذا نجحنا في الدخول، سنبقى يومين، للنظر في إحتياجات الشعب الفلسطيني، وسنجتمع بلجان المجتمع المدني الفلسطيني.

هل ستعتصمون في البحر إن لم يسمح لكم بالدخول؟
لا نريد البقاء في البحر صدقني.. فقط نريد الدخول إلى غزة وإغاثة أطفالها، وإن منعنا سنحاول مجددًا.