نيويورك، دمشق: اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يتمتع بأي quot;مصداقيةquot;، وحضّ مجلس الأمن الدولي على تجاوز انقساماته حيال الأزمة السورية.

وأوضح بان كي مون للصحافيين خلال لقاء غداة اعادة انتخابه امينًا عامًا للامم المتحدة quot;لا اجد مصداقية تذكر في ما قاله حتى الانquot;. واضاف quot;كم سيستغرق هذا الامر من وقت؟ ينبغي عليه (الاسد) ان يتخذ اجراءات ملموسةquot;.

وتابع بان كي مون انه سيكون quot;من الاهمية بمكانquot; ان يحسم مجلس الامن الدولي الامر بصوت واحد حيال الازمة التي تهز سوريا.

وحتى الآن تهدد روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) داخل مجلس الامن، باستخدام هذا الحق لمواجهة اي قرار يدين اعمال العنف في سوريا.

سوريا تواصل حملة الإعتقال وتمرد في سجن الحسكة

هذا وافاد ناشط حقوقي اليوم الاربعاء ان قوات الامن السورية واصلت حملة الاعتقالات في عدد من المدن السورية وخصوصا المدينة الجامعية في دمشق حيث اوقفت quot;اكثر من مئة طالبquot;. وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي يتخذ من لندن مقرا له ان quot;قوات الامن داهمت بعنف المدينة الجامعية في دمشق واعتقلت اكثر من مئة طالبquot;.

واشار الى quot;حدوث عدة اصابات في صفوف الطلاب عندما انهال رجال قوى الامن واعضاء من اتحاد الطلبة الموالي للنظام عليهم بالضرب بالهراواتquot;.واضاف عبد الرحمن ان quot;قوات الامن قامت بعدة حملات مداهمة واعتقلت عددا من الاشخاص في دير الزور (شرق) وحي ركن الدين في دمشق وقرية الحميدية التابعة لمدينة طرطوس (غرب) وقرية حمورية (ريف دمشق)quot;، بدون ان يتمكن من تحديد عدد المعتقلين.

كما اشار quot;الى انباء عن احراق عدد من المنازل في قرية الحميدية اثناء المداهمةquot;، لافتا الى ان quot;لم يتمكن من التاكد من صحة هذه المعلومةquot;. وذكر رئيس المرصد ان quot;قوات الامن السورية اطلقت النار مساء الثلاثاء لترهيب متظاهرين في احياء الخالدية ودير بعلبة وبابا عمر وباب السباع والبياضة في حمص (وسط) منعا لمشاحنات بين مظاهرات مؤيدة للرئيس بشار الاسد واخرى مناهضة لهquot;.

وتشهد سوريا منذ ثلاثة اشهر احتجاجات غير مسبوقة تسعى السلطة الى قمعها عن طريق قوات الامن والجيش مؤكدة ان تدخلها املاه وجود quot;ارهابيين مسلحين يبثون الفوضىquot;. لكنها لم تعترف صراحة بحجم الاحتجاج. واسفر القمع عن اكثر من 1300 قتيل من المدنيين واعتقال اكثر من عشرة الاف شخص، كما ذكرت منظمات حقوقية سورية.

تمرد في سجن الحسكة

وذكر معارض سوري الاربعاء ان تمردا وقع الثلاثاء داخل سجن الحسكة المركزي شمال شرق سوريا احتج فيه السجناء على قرار العفو الرئاسي الذي صدر امس ولم يشملهم.

وقال المعارض الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس quot;حدث بعد ظهر امس الثلاثاء تمرد داخل سجن الحسكة المركزي بعد صدور قرار العفو الرئاسيquot; موضحا ان هذا التمرد quot;جاء احتجاجا على العفو الرئاسي الصادر الذي لم يشمل سوى إثني عشر سجينا من أصل أكثر من ألفين من نزلاء سجن الحسكةquot;.

ونقل المعارض عن احد السجناء المفرج عنهم quot;ان السجناء كانوا قد قرروا مسبقا بالتمرد إذا لم يشملهم العفوquot; لافتا الى انهم quot;كانوا بانتظارهquot;. وقال شهود عيان أن quot;عملية أمنية كاملة شاركت فيها قوات الشرطة وحفظ النظام وعناصر من قوات الأمن تواصلت حتى ساعات متأخرة من الليلquot; واشاروا الى ان quot;منطقة غويران التي يقع فيها السجن مطوقةquot;.

واضاف الشهود quot;أن قوات الأمن التي اقتحمت السجن بدأت بإطلاق النار بشكل مكثف كما أشار إلى توزع قناصة على الأبنية المجاورة للسجنquot;. واضاف السجين المفرج عنه والذي فضل عدم الكشف عن اسمه quot;ان السجناء احتجزوا ضابطا وعددا من عناصر الشرطة كرهائن مقابل تلبية طلباتهم وشمولهم بالعفوquot; بحسب المعارض.

كما أكد السجين المفرج عنه أن quot;السجناء أحرقوا أحد المهاجع الرئيسية وكسروا عددا من الأبواب وجدارا يطل على الباحة الرئيسيةquot;.

وكانت قوات الامن قمعت في 31 ايار/مايو تمردا في سجن حلب (شمال)، ثاني كبرى مدن البلاد، انتفض خلاله المسجونون الذين يبلغ اجمالي عددهم سبعة الاف، تضامنا مع حركة الاحتجاجات في سوريا، كما ذكرت منظمة الدفاع عن سجناء الرأي في سوريا التي تتخذ من المانيا مقرا.

واصدر الرئيس السوري الثلاثاء عفوا عاما عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 20 حزيران/يونيو الجاري، كما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) التي لم تقدم مزيدا من الايضاحات. وهو العفو الثاني الذي يصدره الرئيس السوري منذ بدء الاحتجاجات، بعد العفو العام الذي اصدره في 31 ايار/مايو على كافة المعتقلين السياسيين بمن فيهم الاخوان المسلمون.

وقالت منظمات حقوق الانسان انه تم الافراج عن مئات المعتقلين لكن قمع المحتجين استمر.

وكان الرئيس السوري صرح في كلمة الاثنين quot;شعرت ان هذا العفو (الصادر في 31 ايار/مايو) لم يكن مرضيا للكثيرينquot;، مؤكدا انه quot;سيتم التوسع بالعفو بشكل يشمل آخرين دون ان يضر مصلحة وامن الدولة من جانب ومصالح المواطنينquot;.