يتناقل اليمنيون هذه الأيام العديد من النكات حول طريقة تعاطي نائب وزير الإعلام عبده الجندي مع وسائل الإعلام وتصريحاته التي تثير الكثير من الغرابة في ظل ما تشهده البلاد من إضطرابات.


صنعاء:حين سئل نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي من قبل قناة quot;العربيةquot; حول تكراره القول إن صحة الرئيس علي عبدالله صالح تتحسن، رد مباشرة: quot;أنا قلت إن صحته تتحسن. أما أنتم فقد قال مراسلكم إن الرئيس نزل من الطائرة يمشي بقدميهquot;.

تصريحات الجندي تثير سخرية اليمنيين

هذا الجواب أضحك آلاف اليمنيين بعدما ظلت معلومة مراسل قناة العربية في السعودية إن صالح نزل يمشي بقدميه هي الطاغية على المشهد، بينما أظهر الجندي في حديثه ذاك ما يعني إن ما قاله المراسل ليس صحيحًا.

قلة من اليمنيين ممن لا يتحدثون اليوم عن تصريحات الجندي، وهو الرجل الذي تم تعيينه في منصبه الحالي عقب يوم واحد من وقوع مجزرة quot;جمعة الكرامةquot; التي سقط فيها 53 قتيلا في 18 مارس/ آذار الماضي وغيرت مجرى الأمور في البلاد.

جاء تعيين الجندي بعد استقالة عدد من القيادات الإعلامية التي تنتمي إلى الحزب الحاكم بعد وقوع تلك المجزرة وتبرير الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لها بأن القتلى سقطوا في مواجهات مع سكان الحي، وهو التبرير الذي تسبب بتلك الاستقالات لكونه لم يكن منطقيًا أو مقنعًا.

أصبح الجندي، وهو رئيس الدائرة الإعلامية في اللجنة العليا للانتخابات- سابقا- بمثابة الناطق الرسمي باسم الحكومة والرئيس والحزب الحاكم وكل شيء يرتبط بالنظام في اليمن.

اليوم يعتبر الجندي الرجل الأكثر سخرية في اليمن، وبقدر ما تثير تصريحاته طرف المعارضة، إلا أن كثيًرا من الناس أصبحوا يتعاملون مع تصريحاته بنوع من الضحك، في حين دأب كثيرون على تأليف النكات على لسانه.

من أبرز ما قاله الجندي، وهو كلام لم يتأكد هل هو نكتة أم حقيق،ة لكنها شهدت تداولاً ساخراً بشكل لافت بين اليمنيين.

النكتة تقول إن الجندي سُئِل في مؤتمر صحافي حول القيادي في اللقاء المشترك حسن زيد وهو أمين عام حزب الحق (أصغر أحزاب المعارضة) وقيل له إن حسن زيد يقول عنك إنك لا تعرف شيئًا مما يدور، فرد الجندي قائلا: quot;هذا حسن زيد مثل الدراجة النارية، تزعج حارة، وهي ما عليها إلا راكب واحدquot;.

يقول الصحافي عبد الكريم الخيواني لـ quot;إيلافquot; إن quot;الجندي خير تعبير عن ما وصل إليه الوضع السياسي في اليمن، وطريقته الكوميدية تعبر عن لامبالاة المتحكمين بالأمر في اليمن بكل قيم الصدق والنزاهة، وتعليقاته تلقى رواجاً، فهو يتخاطب ببساطة، ويدغدغ عواطف العامة بطريقته التي تعكس حالة quot;طفشquot; وضيق أيضًا بما يعمله، وهو لا يتكلف الكذب، ولا يسعى إلى كسب الاحترام.. انه انعكاس لثقافة انحطاط رسخها صالح لثلاثة عقود، والجندي خير تعبير عنهاquot;.

وأضاف الخيواني: quot;أمام تهريج بعض قيادات المعارضة، فأنا أجد الجندي خير رد على تنطعهم، لأن المعارضة والسلطة نتاج فرز اجتماعي واحد، وتعبيره المتعلق بالدراجة النارية التي تزعج الحارة وعليها راكب واحد في محله واضحك الكثيرين لدقته، لأن الناس شبعت التهريج من السلطة والمعارضة، وملت كذب القيادات كلها وتنطعها، فالطرفان لم يرتقوا إلى مستوى الشباب الأنقياء، عدا البعض ممن فرضوا احترامهم من قيادات المعارضةquot;.

تاريخ من quot;النفيquot;

منذ انتخابات العام 2006 الرئاسية التي كان الجندي أيضًا نجم تصريحاتها حين كان ناطقًا إعلامًيا باسم اللجنة العليا للانتخابات، عرف الجندي بأنه متخصص في النفي على كل ما يقال.

تداولت الصحف اليمنية حينها مقولة لصحفية لبنانية كانت موجودة في مؤتمر صحافي لعبده الجندي فقالت لزملائها الصحافيين في القاعة قبل أن تسأل الجندي ساخرة :quot;رح اسأل الجندي سؤالاً وأنا عارفة إنه رح ينفي مقدماquot;، وحين باشرت بالسؤال، نفى الجندي طرحها مباشرة، وحينها انفجر الصحافيين ضاحكين في القاعة.

في السياق عينه، يتداول الشارع اليمني من ضمن النكات المرتبطة بالجندي اليوم نكتة مفادها إن مذيعة الجزيرة سألت الجندي عن صحة عدم عودة الرئيس صالح، فلم يسمع الجندي السؤال، وكان يكرر quot;لا اسمع شيئاquot;، وبعدها قال quot;أعتذر لأنني لا أسمع ما تقولين، ولكن على العموم أنا انفي كل شي، وكل ما تريدين أن تسألينني عنهquot;.

وتواصل مسلسل النكات المرتبطة بعبده الجندي ليصل الحديث عن أن الجندي quot;ينفي، وبشده حدوث خسوف للقمر، ويعتبر أن ذلك ادعاء كاذب من قبل قادة أحزاب اللقاء المشتركquot;.

من ابرز النكات المتداولة حول الجندي قوله quot;الرئيس لم يمت، ولكنه قتل وهو الآن في صحة جيدةquot;.

ومن أبرز النكات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف أن الجندي قال بعد إصابة الرئيس صالح في حادثة جامع النهدين إن quot;الرئيس لم يمت، ولكنه قتل، وهو الآن في صحة جيدةquot;.

وتعد حادثة الهجوم على جامع الرئاسة وإصابة صالح هي الأوفر حظًا من النكات التي أطلقت على لسان الجندي، حيث وردت نكتة أخرى تقول إن الجندي أكد أن: quot;الرئيس صالح يمارس التمارين الرياضية الآن، وهو ينهي أخر تدريباته، لينضم إلى نادي الهلال السعودي في بداية الموسم الجاريquot;.

ونكتة أخرى على لسان الرجل إن quot;الرئيس يؤكد أنه لن يعود إلى اليمن إلا بعد توحيد دول الخليجquot;.

نجل الجندي يغير القناة إذا شاهد والده

من المفارقات المرتبطة بحياة نائب وزير الإعلام عبده الجندي إن لديه ولد يدعى الدكتور أبوذر الجندي، وهو استشاري في جراحة القلب والأوعية الدموية، وهو على خلاف فكري مع والده، وقد انضم إلى الثوار في بداية خروجهم قبل خمسة أشهر.

يروي عبده الجندي في مقابلة له إنه في يوم جمعة الكرامة التي سقط فيها 53 قتيلاً من الشباب المتظاهرين في صنعاء quot;اتصلت بابني للسلام والاطمئنان إليه، ولم أكن قد عرفت بحادثة إطلاق النار على المتظاهرين، فإذا به يوجه لي كلامًا قاسيًا ولاذعًا، ثم أغلق السماعة في وجهي، فغضبت بشدة، ولكن في النهاية لم يكن في وسعي سوى الدعاء له بالهدايةquot;.

وتابع: quot;هو أيضًا يدعو لي بالهداية لكوني في نظره أحد رموز النظام الفاسد، وأقف على هرم الآلة الدعائية للرئيس صالحquot;.

في الطرف الآخر يقول الدكتور أبو ذر الجندي -نجل عبده الجندي- في مقابلة له أيضًا: quot;لم اعد أتابع تصريحات والدي، وبصراحة عندما اسمعه أقلب التلفزيون لأنني أريد أن أراه عالياً كما عرفته كمثقف وسياسي محنك، لا أريد أراه ولا اسمعه في الوضع الحاليquot;.

إذن عبده الجندي وسخريته وضحك الناس من أحاديثه أصبح جزءًا لا يتجزأ من المشهد السياسي في اليمن، والذي لا يمكن وصفه بأكثر من المثل القائل quot;شر البلية ما يضحكquot;.