كلينتون ولافروف خلال مؤتمر صحافي أمس

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن أيام الزعيم الليبي معمر القذافي أصبحت quot;معدودةquot; مؤكدة إلتزام بلادها بالعمل مع موسكو في ما يخص الملف الليبي، علما أن روسيا أعلنت عدم مشاركتها في اجتماع مجموعة الاتصال في اسطنبول وأنها ما زالت تعتبر مجلس الأمن المنبر الشرعي لهذه الأزمة.


واشنطن، السبعة: أكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أن ايام الزعيم الليبي معمر القذافي أصبحت quot;معدودةquot; بعد التقدم الذي أحرزه الثوار على الارض في سعيهم لتطويق العاصمة طرابلس.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك في واشنطن مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، التزمت كلينتون بالعمل مع موسكو في شأن الملف الليبي، علما ان روسيا امتنعت عن التصويت على القرار الدولي الذي سمح بالتدخل العسكري ضد القذافي قبل أن تعرض القيام بوساطة في ليبيا.

وقالت كلينتون quot;رغم أن أحدا منا لا يستطيع أن يحدد اليوم الذي سيغادر فيه القذافي السلطة، فاننا نوافق على أن ايامه باتت معدودةquot;. واضافت quot;سنظل نعمل مع شركائنا الدوليين بمن فيهم روسيا لزيادة الضغط عليه وعلى نظامهquot;.

من جانبه، قال لافروف إن quot;التباين مع الولايات المتحدة هو اقل منه مع بعض الدول الاوروبيةquot;، مضيفا quot;نحن متوافقون على ضرورة البدء بعملية سياسية في أسرع وقت. لدينا قنوات مختلفة سواء رسمية او غير رسميةquot; للقيام بذلك. وكان وزير الخارجية الروسي اعلن في وقت سابق الاربعاء ان موسكو لن تشارك في الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال حول ليبيا الذي سيعقد في تركيا.

وأعلنت روسيا الاربعاء عدم مشاركتها في اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا الذي دعيت اليه الجمعة في اسطنبول وأنها ما زالت تعتبر مجلس الأمن الدولي وحده المنبر الشرعي في هذه الازمة. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها إن quot;موقف روسيا لم يتبدل: لن ندخل في هذه المجموعة ولن نشارك في أنشطتها بما في ذلك الاجتماع المقبل في اسطنبولquot;.

وأضافت الوزارة ان quot;معظم جهود مجموعة الاتصال، إن نظرنا إلى القرارات الصادرة عن اجتماعاتها التي عقدت في 13 ابريل/نيسان في الدوحة وفي 5 مايو/أيار في روما وفي 9 يونيو/حزيران في ابوظبي، تقدم دعما إلى أحد اطراف النزاع المستمر في ليبياquot;.

وتابعت quot;نعتبر أن مجلس الأمن الدولي تبنى قرارات بشأن ليبيا وينبغي أن يستمر في أداء دوره المركزي على وجه تام في تسوية الازمةquot;. وكانت الخارجية التركية قد أعلنت الثلاثاء أنها دعت روسيا والصين إلى المشاركة للمرة الأولى في اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا ينعقد الجمعة في اسطنبول.

غير أن الخارجية الروسية أكدت أن quot;اجتماع اسطنبول ليس الأول من نوعه الذي دعا المنظمون روسيا اليهquot;. واضافت quot;دعينا إلى الاجتماع الثالث لهذه الهيئة في ابو ظبي في 9 يونيو/حزيران. كما وجهت إلينا دعوات للانضمام إلى المجموعة مرات عدة عبر قنوات مختلفةquot;.

وتضمّ مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا التي أنشئت في لندن في 29 مارس/آذار الماضي، جميع الدول المشاركة في حملة حلف الاطلسي ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وقد أحجمت روسيا مع الصين عن التصويت في مجلس الامن الدولي على القرار 1973 الذي أجاز التدخل الغربي في ليبيا ونددت بشدة بشروط تنفيذه.

ميدانياً، صدّ الثوار الليبيون في معارك عنيفة هجوماً مضاداً للنظام في غرب ليبيا وطاردوا قواته حتى أبواب مدينة السبعة الرئيسة على بعد 80 كلم جنوب طرابلس. وقتل ما لا يقل عن ثمانية متمردين وجرح ثلاثون اخرون خلال المعارك التي جرت الاربعاء مع كتائب القذافي التي تراجعت الى أبواب مدينة السبعة، حسب ما اعلن اطباء في مستشفى الزنتان لوكالة الأنباء الفرنسية.

ودكّ مئات الثوار بعد وصولهم الى التلال المطلة على المدينة مساء الاربعاء احياء المدينة التي تسيطر عليها قوات معمر القذافي. ووقعت معارك شرسة بين الطرفين فردّ الموالون للقذافي على صواريخ غراد في وابل من النيران. وحوالى الساعة 18:00 ت غ، سمع دوي انفجارات هزّت تلال المدينة حيث دارت معارك متقاربة بين المتحاربين يمكن مشاهدتها.

ومدينة السبعة تقع على بعد حوالى 80 كلم من طرابلس وهي آخر مدينة قبل غريان الموقع الاستراتيجي للعاصمة الليبية ومعقل نظام القذافي. واتجه الثوار نحو السبعة بعدما توصلوا الى صدّ هجوم مضاد شنه الجيش الحكومي صباحا على بلدة قوالش على بعد نحو 17 كلم الى الجنوب.

والثوار الذين فوجئوا بهجوم الموالين للنظام، تخلوا عن هذه البلدة تقريبا قبل أسبوع قبل أن تتدّفق تعزيزات من مئات الثوار من القرى المجاورة في جبل نفوسة وهاجمت جيش القذافي. وأثناء فرارهم، ترك الجنود أسلحة وذخائر وسعوا الى الانسحاب بأسرع وقت ممكن الى السبعة.

لكن الثوار الفرحين بانتصارهم غير المتوقع، قرروا مطاردتهم فتوجهوا بأرتال كاملة سيرا على الاقدام او على متن سيارات بيك-آب الى هدفهم التالي وهو السبعة. ومنذ اسبوع، يستعد المقاتلون للتقدم لمحاصرة طرابلس من الجنوب والغرب والشرق من جانب زليتن.

وعلى الجبهة الشرقية، سقط صاروخان على الاقل على أجدابيا المدينة الاستراتيجية بيد الثوار فجرح اربعة مدنيين وسجل وقوع أضرار جسيمة، بحسب شهود. وأجدابيا مفترق الطرق الواقعة على بعد 160 كلم جنوب بنغازي quot;عاصمةquot; الثوار، تحت سيطرة التمرد منذ ايار/مايو. لكن معارك تدور باستمرار بين الثوار والقوات الحكومية التي تسيطر على موقع البريقة النفطي على بعد 80 كلم الى الغرب.

من جهة اخرى، يبدو ان صوت السلاح يعلو في الوقت الحاضر على كل صوت آخر لوضع حدّ للنزاع الذي نشأ من حركة تمرد شعبية في 15 شباط/فبراير. وصرّح العقيد جمعة ابراهيم قائد مركز العمليات العسكرية لغرب ليبيا لوكالة الأنباء الفرنسية الاربعاء أن متمردي جبل نفوسة يرون انه quot;من المستحيل حتى الآن التوصل الى حل سياسيquot; مع نظام القذافي. وقال quot;حتى الآن، من المستحيل ايجاد حل سياسي. القذافي يريد البقاء في مكانه والمتمردون لا يريدون ذلكquot;.

لكن فرنسا رأس الحربة في العملية العسكرية الدولية في ليبيا اكدت أن حلا سياسيا بدأت ملامحه quot;ترتسمquot; بفضل اتصالات دبلوماسية يفترض ان تؤدي الى تنحي القذافي الموجود في الحكم منذ 42 عاما. وبالنسبة إلى فرنسا فالامر يقتصر على اتصالات مع ممثلين عن السلطة في ليبيا وليس quot;مفاوضات فعليةquot;.

واضاف العقيد ابراهيم quot;في اللحظة الاخيرة يبحث القذافي عن حل سلمي لأنه ضعف. كل الجنود والمعدات (الجيش النظامي) ينتقلون الى معسكرنا الواحد تلو الآخر. نتقدم ببطء لكننا لن نتوقف ولن نتراجعquot;. واعتبر ان موقف فرنسا التي صوّت برلمانها الثلاثاء مع تمديد التدخل في ليبيا quot;يصعب فهمهquot; من وجهة النظر العسكرية، quot;فمن جهة تساعدكم ومن جهة اخرى تتحدث مع نظام القذافي. سياسيا هذا ممكن لكن ليس عسكرياquot;.

واكد ان متمردي الغرب لا يجرون quot;اي اتصالاتquot; مع النظام. واضاف ردا على سؤال بشأن محادثات محتملة مع النظام والمجلس الوطني الانتقالي المتمركز في بنغازي شرق البلاد quot;ان القذافي يريد اجراء اتصالات لكن مع منquot;.