واشنطن: قالت صحيفة quot;فاينانشيال تايمزquot; البريطانية الأربعاء إن الزعيم الليبي معمّر القذافي وافق على التنحّي عن السلطة مقابل وقف حملة حلف شمال الأطلسي على بلاده، وذلك في رسائل متبادلة بين النظام الليبي والتحالف الغربي، الذي يشنّ حملة لتطبيق القرارات الدولية الخاصة بحماية المدنيين في ليبيا.

وأضافت الصحيفة أن شروط القذافي تتضمن أيضًا إسقاط مذكرة التوقيف الدولية بحقه وبحق عائلته، إضافة إلى أن يكون لنجله سيف الإسلام دور سياسي في ليبيا مستقبلاً، وأن يبقى القذافي في ليبيا. وأشارت quot;فاينانشيال تايمزquot; إلى أن هذه الرسائل لم ترقَ بعد إلى مستوى المفاوضات الرسمية بين الطرفين.

ونقلتالصحيفة عن التحالف الغربي قوله إن عملياتهالعسكرية ستستمر ما لم يصدر رد واضح من القذافي حول استعداده للتنحي عن السلطة، وهو أمر قد يحدوبالتحالف إلىالبحث في مسألة إسقاط مذكرات التوقيف التي صدرت حتى الآن بحق القيادة الليبية.

وكان الحديث عن المفاوضات مع نظام القذافي قد تزايد خلال الساعات الـ48 الأخيرة، وكانت أبرز هذه التصريحات قد جاءت على لسان وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه، الذي قال في مقابلة إذاعية: quot;الكل يجري اتصالات مع الكل. النظام الليبي يوفد مبعوثين إلى كل مكان، إلى تركيا ونيويورك وباريس، المبعوثون يقولون لنا إن القذافي مستعد للرحيل، ودعونا نتحدث بشأن هذاquot;.

ثوار ليبيا: التوصل الى quot;حل سياسي مستحيلquot; حتى الآن

لكن العقيد جمعة ابراهيم قائد مركز العمليات العسكرية لغرب ليبيا صرح لوكالة الأنباء الفرنسية الاربعاء ان ثوار جبل نفوسة يرون انه quot;من المستحيل حتى الآن التوصل الى حل سياسيquot; مع نظام معمر القذافي. وقال quot;حتى الآن، من المستحيل ايجاد حل سياسي. القذافي يريد البقاء في مكانه والمتمردون لا يريدون ذلكquot;، وذلك غداة اعلان فرنسا عن اتصالات جرت مع ممثلين للسلطة الليبية.

واضاف العقيد ابراهيم ان القذافي يسعى الى كسب الوقت لانه يواجه هجوم متمردي الغرب الذي بدأ الاسبوع الماضي في محاولة لتطويق طرابلس. وقال quot;في اللحظة الاخيرة يبحث القذافي عن حل سلمي لانه ضعف. كل الجنود والمعدات (الجيش النظامي) ينتقلون الى معسكرنا الواحد تلو الآخر. نتقدم ببطء لكننا لن نتوقف ولن نتراجعquot;.

وعلى الصعيد الميداني، قالت مصادر المعارضة الليبية إن مقاتليها دمّروا فرقة استطلاع تابعة لكتائب القذافي قرب التوامة في جنوب الزنتان، كما فجروا سيارة تابعة لقوات القذافي كانت تحمل عددًا من المرتزقة بالقرب من مصراتة ثالث أكبر مدن ليبيا. كما أفادت مصادر المعارضة الليبية بتعرض مدينة نالوت إلى قصف عشوائي من قبل كتائب القذافي.

واشنطن تشير إلى quot;رسائل متناقضةquot;

من جانبها، أثارت الولايات المتحدة الثلاثاء بحذر مسألة الاتصالات الجديدة بين الحكومة الفرنسية وموفدين من النظام الليبي متحدثة عن quot;رسائل متناقضةquot;. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند quot;نرى الشيء نفسه كالذي يراه بعض شركائنا الغربيينquot;. وأضافت: quot;هناك الكثير من الأشخاص الذين يؤكدون بطريقة أو بأخرى أنهم يمثلون القذافي ويجرون اتصالات مع أشخاص في الغرب، ولكن الرسائل متناقضةquot;.

من جهته، يعتزم محمود جبريل رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي زيارةمقر حلف الأطلسي في بروكسل الأربعاء للاجتماع بأمينهالعام اندرس فوغ راسموسن. وذكر حلف الأطلسي في بيان له أن جبريل سيلقي أيضًا كلمة أمام اجتماع غير رسمي لمجلس الحلف والدول المشاركة في العملياتالعسكرية في ليبيا.

ومن المقرر أيضًاأن يجتمع جبريل برئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باراسو قبل أن يعقد مباحثات مع رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي الخميس المقبل.

quot;الثوار الليبيون يرتكبون انتهاكات لحقوق الإنسانquot;

من ناحية أخرى، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الأربعاء الثوار الليبيين بارتكاب حرائق وأعمال نهب وتجاوزات بحق المدنيين أثناء تقدمهم باتجاه طرابلس. وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان في بيان إنها quot;شهدت بعض هذه الأعمال، وقابلت شهودًا بشأن أخرى، وتحدثت مع أحد قادة الثوار عن هذه التجاوزاتquot;. وأضافت أن التجاوزات حصلت في يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز - وبعضها حصل في الأسبوع الماضي، مع تقدم الثوار عبر جبل نفوسة في جنوب طرابلس.

وقالت إن quot;الثوار وأنصارهم قاموا في أربع مدن سيطروا عليها في جبل نفوسة خلال الشهر الماضي، بإلحاق الإضراب بالممتلكات، واحرقوا بعض المنازل، ونهبوا المستشفيات والمنازل والمتاجر، وضربوا أفراد بزعم أنهم أيّدوا القوات الحكوميةquot;.

ومن شأن هذه الاتهامات أن تشوّه صورة الثوار الليبيين الذين حرصوا على تقديم أنفسهم بوصفهم مدافعين عن حقوق الإنسان في ليبيا التي حكمها القذافي بيد من حديد طيلة 42 عامًا.

كما يمكن أن تثير تساؤلات صعبة بالنسبة إلى دول حلف الأطلسي التي قدمت الدعم العسكري للمتمردين في إطار تفويض الأمم المتحدة لحماية المدنيين. وأقرّت فرنسا في وقت سابق هذا الشهر بإلقاء أسلحة للثوار في جبل نفوسة، ما أثار انتقادات من قبل روسيا.

وقال جو ستورك المسؤول في هيومن رايتس ووتش إن quot;من واجب سلطات التمرد أن تحمي المدنيين وممتلكاتهم، وخصوصًا المستشفيات، وأن تعاقب أي شخص مسؤول عن النهب أو أي تجاوزات أخرىquot;.

ونقلت المنظمة عن قائد في الثوار قالت إن اسمه العقيد المختار فرنانة تأكيده أن بعض المقاتلين أو المناصرين قد قاموا بتجاوزات، ولكنهم تعرضوا للعقوبة. وقال هذا المسؤول quot;لو لم نكن قد أعطينا التعليمات، فإن الناس لكانوا حرقوا هذه القرىquot;، موضحًا أن هذه القرى تضم قبيلة مقربة من العقيد معمّر القذافي.

وأوضحت المنظمة أن quot;قريتي العونية وزاوية البقلي تعيش فيهما قبيلة المشيشية الموالية للحكومة الليبية وللعقيد معمّر القذافيquot;. وأشارت المنظمة نقلاً عن شهادات حصلت عليها إلى أن مدنيًا واحدًا على الأقل أصيب برصاصة في قدمه. وفي بنغازي (شرق البلاد)، لم يجب المجلس الوطني الانتقالي عن أسئلة تتعلق بحقيقة هذه الانتهاكات.