لندن: دعت بريطانيا والمانيا الاربعاء باقي دول الاتحاد الاوروبي الى عدم التعاون مع نظام العقيد الليبي معمر القذافي، وناشدتا الاتحاد زيادة مساعداته الانسانية الى الشعب الليبي، وذلك عشية اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد مخصص لدراسة الوضع في ليبيا.

وفي رسالة مشتركة ارسلاها الى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون اكد وزيرا الخارجية البريطاني وليام هيغ والالماني غيدو فسترفيلي ان الازمة في quot;الجوار الجنوبيquot; للاتحاد الاوروبي تمثل تحديا يوازي بمستواه سقوط جدار برلين.

وطالب الوزيران دول الاتحاد بالتوافق على اعلان مشترك يقول ان quot;الاتحاد الاوروبي ودوله الاعضاء لن يعملوا او يتعاونوا مع القذافي وان عليه (القذافي) الاستقالة للسماح بحصول تغيير ديموقراطي حقيقي في البلادquot;.

ويجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الخميس في بروكسل للتباحث في الازمة الليبية، وذلك عشية القمة الاستثنائية التي تداعى اليها رؤساء دول وحكومات الاتحاد للغاية نفسها. وكانت اشتون اثارت الاربعاء في ستراسبورغ الشكوك حول الخطوات التي ينوي الاوروبيون اتخاذها لمنع الزعيم الليبي من سحق حركة التمرد التي تواجهه.

ورفضت الوزيرة الاوروبية دعم طلب المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار الليبيون، بالاعتراف به كسلطة شرعية وحيدة في ليبيا وهو مطلب ايده البرلمان الاوروبي. كما ابدت اشتون تحفظات حول اقامة منطقة حظر جوي لمنع القذافي من قصف المدنيين. وهذا الخياران مطروحان على قمة رؤساء الدول والحكومات في بروكسل الجمعة.

من جهة اخرى طالب الوزيران البريطاني والالماني في رسالتهما المشتركة بـ quot;زيادة واضحة في وسائل المساعدة الانسانية، مثلا: وسائل نقل ممولة من الاتحاد الاوروبيquot;. ودعا الوزيران الاتحاد الاوروبي الى ارسال بعثة الى شرق ليبيا لتقييم حاجات السكان وتنسيق المساعدات الانسانية.

والى هذا الجهد البريطاني-الالماني المشترك اضيف جهد آخر فرنسي هذه المرة، مع اعلان دبلوماسي فرنسي رفيع المستوى ان باريس تدعو للبحث في quot;خيارات تتيح للاتحاد الاوروبي توفير الامن لقوافل، او مناطق، في حال تدهورت الاوضاعquot;.

وقال الدبلوماسي طالبا عدم الكشف عن اسمه quot;اليوم نتحدث عن دعم عسكري لعمليات اخلاء، في الغد ربما يكون الدعم العسكري لعمليات انسانية اذا دعت الحاجةquot;. ويبحث الاتحاد الاوروبي ايضا، بحسب المصدر نفسه، امكان توليه مهمة quot;مراقبة بحرية معززةquot;.

بالمقابل اكد المصدر ان الاوروبيين لا يعدون quot;في الوقت الراهن لتدخل عسكريquot;، وquot;الاراء متباينةquot; داخل الاتحاد حيال فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. واوضح ان السبب وراء هذا التباين يكمن في انه في الوقت الذي تدعو فيه بعض دول الاتحاد الى حماية المدنيين الليبيين فان quot;آخرين يعتبرون ان هذه الصيغة قد تعطي الانطباع للرأي العام العربي بان دولا غير عربية تتدخل في بلد عربيquot;.

واضاف ان quot;الاتحاد الاوروبي يعتزم العمل بتعاون وثيق مع الهيئات العربية والافريقيةquot;، مؤكدا ان هذه المسألة ستكون مدار بحث في الاجتماع الوزاري الطارئ الذي تعقده الجامعة العربية وتشارك فيه ايضا وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون.