شددت الولايات المتحدة الأميركية على تمسكها بالقوة لإزاحة الزعيم الليبي معمّر القذافي من الحكم، وأشارت إلى أن ضربات حلف شمال الأطلسي تضيّق الخناق على النظام في طرابلس، هذا في وقت يناقش البرلمان الفرنسي الثلاثاء إمكانية استمرار مشاركة باريس في العملية.


ثوار يحتفلون بالسيطرة على غوالش في زنتان

طرابلس: أكدت الولايات المتحدة أنها لاتزال تعتقد اعتقادًا راسخًا بضرورة أن يتخلى معمّر القذافي عن السلطة في ليبيا. وقالت الخارجية الأميركية: quot;الشعب الليبي هو الذي سيقرر كيف يحدث انتقال السلطةquot;.

جاء الموقف الأميركي بعد إعلان وزير الدفاع الفرنسي تأييده لتسوية بين القذافي والمعارضة المسلحة في ليبيا. وقالت الخارجية الأميركية: quot;اعتقادنا لايزال راسخًا بأنه لايمكن للقذافي أن يبقى في السلطةquot;.

وأكدت واشنطن أنها ستواصل جهودها في إطار التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي quot;ناتوquot; لفرض منطقة الحظر الجوي وحماية المدنيين المعرضين لخطر الهجوم في ليبيا.

وكان جيرار لونجيه وزير الدفاع الفرنسي قال في تصريحات تلفزيونية إنه حان وقت تفاوض من وصفهم بالمتمردين في ليبيا مع حكومة القذافي.

وقالت وكالة رويترز إن الوزير الفرنسي ألمح إلى تنامي نفاد الصبر إزاء سير الصراع في ليبيا. وأشار لونجيه إلى أنه يجب أن لا ينتظر quot;المتمردونquot; حتى يهزم القذافي.

وفي باريس، يناقش البرلمان الفرنسي الثلاثاء استمرار مشاركة فرنسا في عملية الناتو العسكرية في ليبيا. وينص الدستور الفرنسي على أن اي عملية عسكرية تقرر الحكومة المشاركة فيها ينبغي ان تخضع لنقاش يرفق بتصويت اذا لم تنته بعد اربعة اشهر من بدايتها.

كانت العملية قد بدأت في التاسع عشر من مارس/ آذار بمبادرة من باريس ولندن. لكن بعد اربعة اشهر، يواجه التحالف الذي انتقل الى قيادة الحلف الاطلسي صعوبة في ايجاد مخرج للنزاع. وكان الثوار دعوا الجزائر الى quot;الكفّ عن دعمquot; القذافي.

واتهم نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار، عبد الحفيظ غوقة الجزائر بمساعدة الزعيم الليبي في الايام الاولى للثورة في شباط/فبراير وبالاستمرار في دعمه سياسيًا.

وقال غوقة quot;لدينا رد واحد على الجزائر: كفوا عن دعم القذافي، وأوقفوا مساعدته في الترهيب وقتل المدنيين الأبرياءquot;.

ولم تعترف الجزائر التي تتقاسم حدودًا مترامية مع ليبيا، رسميًا بالمجلس الوطني الانتقالي، ولم تدع ايضًا الى تنحّي القذافي.

واكد غوقة ان القذافي quot;تلقى دعمًا جويًا من الجزائرquot;، لافتًا الى ان سيارات رباعية الدفع عبرت الحدود لمساعدة النظام الليبي في الايام الاولى للثورة، مبديًا امله في ان يكون quot;النظام الجزائري قد فهم الدرسquot;.

ويتصاعد التوتر بين الثوار الليبيين والجزائر، وخصوصًا بعدما أيّدت الأخيرة خطة لحل الازمة الليبية عرضها الاتحاد الافريقي لا تلحظ تنحّي القذافي. واكد غوقة ان quot;علاقتنا مع اشقائنا الجزائريين ستكون جيدة وصلبة بعد رحيل القذافيquot;.

في هذه الأثناء، اكد المعارض الاسلامي الليبي البارز علي الصلابي الاحد لوكالة فرانس برس انه يقود وساطة منذ ثلاثة اشهر مع نظام معمّر القذافي، للتوصل الى حل للنزاع، وذلك بعلم من الثوار.

وقال الشيخ الصلابي المنتمي الى التيار الاسلامي والمقيم في قطر quot;منذ ثلاثة اشهر أقود مفاوضات مع النظام بعلم المجلس الوطني الانتقالي (الادارة السياسية للثوار) وآخرها كان منذ اسبوعين في القاهرةquot;.

وأكد الصلابي، الذي كان على علاقة جيدة بالنظام قبل اندلاع الثورة في ليبي،ا ان الطرف المفاوض من جانب النظام الليبي هو رئيس المخابرات الليبية ابو زيد دوردة.

وكان الشيخ الصلابي من ابرز المفاوضين في الافراج عام 2010 عن إسلاميين سجنهم نظام العقيد القذافي.

واشار الصلابي الى ان النقطة الاهم في المفاوضات quot;ارتكزت على رحيل القذافي وابنائه عن السلطة وليبيا، وايقاف نزيف دم اللليبين وسحب الكتائب (الموالية للقذافي) من المدن غير المحررة (من الثوار)، وبخاصة طرابلسquot;.

واعتبر ان على القذافي ان يقوم quot;بطرح مبادرة كيفية رحيله عن الحكم والشعب الليبي عمومًا والمجلس الانتقالي هو الذي سيقررquot;. واضاف quot;هذا التفاوض دليل على انتصار الثوار، وان نظام القذافي يبحث عن مخرج لهquot;.

وتابع quot;الجميع هنا، وحتى من ممثلي النظام، مقتنعون ان عهد القذافي قد انتهى، ويجري البحث عن مخرج، ولكن العائق في هذا الموضوع هو نفسية القذافيquot;.

واعلن الصلابي انه تلقى اتصالاً من محمد اسماعيل مستشار سيف الإسلام نجل معمّر القذافي، طالبه فيه quot;بإيجاد حل للقتالquot;، لكن كان رد الصلابي بالتأكيد على ضرورة خروج معمّر القذافي من الحكم.