يصف الخبراء نساء المهاجرين بأنهن laquo;أكثر خصوبة مما يلزمraquo;، ويرجعون إليهن السبب في أكبر زيادة في عدد المواليد في بريطانيا على مدى خمسة عقود. ومن المحتم لهذا الأمر أن يرفع درجة حرارة الجدل المستعر أبدًا حول الهجرة وضيق البريطانيين إزاء الأجانب.


خصوبة المهاجرات وراء زيادة سكانية تقلق البريطانيين

صلاح أحمد: سجلت بريطانيا في الآونة الأخيرة أكبر زيادة في عدد المواليد الجدد منذ العام 1962. ويُرجع الخبراء السبب في هذا الزيادة إلى عوامل عدة، أبرزها درجة الخصوبة العالية وسط نساء المهاجرين، وأيضًا إلى استمرارهن، مع غيرهن من البريطانيات بالميلاد، في الإنجاب حتى في أواسط العمر.

توضح الإحصاءات زيادة في عدد المواليد بنسبة 22 % خلال السنوات العشر الأخيرة، وتشير إلى أن واحدًا من كل أربعة من هؤلاء المواليد يعود إلى امرأة مهاجرة.

ويقول laquo;مكتب الإحصاءات القوميةraquo; إن أحد الأسباب الرئيسة الأخرى في هذه القفزة هو ارتفاع معدلات الإنجاب وسط النساء في الثلاثينات والأربعينات من العمر.

ويرى الخبراء أن من العوامل الأخرى المساهمة في الزيادة ارتفاع أعداد المهاجرين عمومًا إعانات الدولة السخيّة التي قدمتها إليهم الحكومة العمالية السابقة. وعلى هامش هذا الموضوع، يلاحظ مكتب الإحصاءات أن 46.8 % من سائر الولادات في انكلترا وويلز حدثت في غياب رباط الزوجية. وقالوا إن هذه laquo;الشراكاتraquo; تكون قصيرة الأمد على الأرجح، وإن عددًا كبيرًا من الأطفال المولودين في إطارها يعيشون، أو سيعيشون، في أسر يغيب عنها الأب على الغالب.

وتظهر الإحصاءات الرسمية أن 723 ألف و165 طفلاً ولدوا خلال العام 2010، وهذا أعلى رقم منذ 1972 ويزيد بنسبة 22 % عن العدد المولود في 2001. ويُعزى السبب في انخفاض العدد في ما مضى إلى أن ملايين النساء صرن يتلقين تعليما عاليًا، ويحصلن بالتالي على الوظائف التي تستهلك الوقت والقدرة على تملّك العقار.

على أن الخبراء يعودون مرارًا إلى النساء وسط ثلاثة ملايين من المهاجرين الذين وصلوا إلى بريطانيا منذ 1997. ويقولون إن الأرجح لهؤلاء أن يكنّ في الأعمار المثلى للإنجاب بالمقارنة نساء البلاد ككل. ويشيرون إلى أنهن ساهمن بشكل رئيس في ارتفاع عدد السكان بنحو 3.1 مليون شخص منذ 2001 ليصل العدد الإجمالي إلى 62 مليون و262 ألف نسمة.

يلفت أولئك الخبراء إلى أن زيادة عدد المواليد تعود أيضًا إلى سياسة حكومة غوردون براون السابقة التي رفعت الإعانات المتصلة بالولادة الى مستويات عالية، وخفّضت في الوقت نفسه الضرائب المفروضة على الآباء الجدد. لكنهم يعودون ويشيرون إلى أن العامل الأبرز هو laquo;الخصوبة العالية التي تتمتع بها نساء المهاجرينraquo;.

ومن المحتم لهذا الأمر أن يرفع درجة حرارة الجدل المستعر أبدًا حول الهجرة وضيق البريطانيين إزاء الأجانب. فوفقًا للأرقام التي نشرها مكتب الإحصاءات، ذهبت ثلاث وظائف من كل أربع خلال العام الماضي إلى شخص مولود خارج البلاد.

وأوضحت هذه الأرقام أن عدد الرجال والنساء الأجانب الذين استفادوا من سوق العمالة البريطانية ارتفع بواقع 334 ألف شخص، ليصل الى أكير من 4 ملايين في فترة الأشهر الاثني عشر المنتهية في مارس/آذار الماضي. وبالمقارنة، فلم يتجاوز عدد المولودين في بريطانيا ممن حصلوا على وظائف في الفترة نفسها عتبة 77 ألف شخص.