فيما تتواصل الاشتباكات بشكل دوريّ بين المحتجين المطالبين بالديمقراطية وعناصر الأمن في سوريا، ومع سقوط المزيد من القتلى والجرحى، تتحدّث المعارضة السورية عن quot;مجازر حقيقيةquot; ترتكب في عدد من المدن المضطربة التي تقضّ مضاجع نظام بشار الأسد منذ أشهر.


مجلس الامن الدولي quot;يدينquot; القمع في سوريا

بهية مارديني من دبي، نيقوسيا، وكالات: اعتبر معارض سوري أن السلطات ترتكب مجازر حقيقية في مدينة حماه وغيرها من المدن السورية الآمنة التي تشكل طوقاً للنظام وتحاصره وتقضّ مضاجعه، فيما أكدت لـquot;إيلافquot; عائلات فرّت صباح الأربعاء من حماه أن المدينة تتعرض لحرب إبادة جماعية، وأن الدخان ينبعث من المدينة، وان الحواجز التي وضعها الأهالي لمنع دخول الجيش في بعض المناطق لم تعد تجد نفعًا في ظل استخدامه للانزال الجويفي منطقة الملعب البلدي في حماه.

ورأى شلال كدو قيادي في بالحزب اليساري الكردي في سوريا في تصريح خاص لـquot;إيلافquot;: quot;إن السلطات السورية ترتكب مجازر حقيقية في مدينة حماه وغيرها من المدن السورية الآمنة كـديرالزور والبوكمال منذ ايام، وكذلك في عدد من مدن ريف دمشق، وان النظام لن يفلت منها مهما تمادى في خياره القمعي، الذي يفضله على كل الخيارات الاخرى، التي كانت متاحة حتى الامس القريب، الامر الذي يفسر المداهمات المستمرة بشكل شبه يومي، لهذه المدن البطلة المحيطة بالعاصمة، وضربها بالاسلحة الثقيلة وقتل سكانها بوحشية غير مسبوقةquot;.

وأضاف quot;ان سقوط المئات من القتلى والجرحى في بداية شهر رمضان الفضيل، انما يعكس اصرار النظام على الحل الامني الوحشي، رغم الفشل الذريع الذي مني به هذه الفرضية، ويثبت هذا الاصرار للقاصي والداني، بأن نظام البعث بعيد اكثر من اي وقت آخر من الحلول السلمية، التي كانت مطروحة في الاشهر الاربعة الاولى من عمر الثورة السورية، والتي كان يروّج لها النظام نفسه بهدف امهال نفسه مزيداً من الوقت، لاكتمال استعداداته الميدانية والسياسية والنفسية، للبدء بقمع الاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم انحاء البلد بوحشية افظع من ذي قبل، دون ادنى اكتراث بالقيم الوطنية والقومية والانسانيةquot;.

وأكد quot;أنه لا شك ان رمزية مدينة حماه، وارتباط اسمها بوحشية نظام البعث في سوريا، منذ ثمانينيات القرن المنصرم، ومداهمتها بالدبابات والمجنزرات قبل ايام، جعل من الموقف الدولي الراكد او الجامد ان يتحرك بالاتجاه الصحيح، وبالتالي ان يتحول اكثر فأكثر لمصلحة الثورة السورية.

من هنا فإن وجوب تحرك سياسي ودبلوماسي واعلامي مكثف من لدن المعارضة السورية، بموازاة هذا الموقف الدولي الجديد المتصاعد نوعاً ما، ضرورة لا بد منها للحؤول دون ان يكرر التاريخ نفسه في مدينة حماه الباسلة، التي ربما ستتعرض لحملة تطهير واسعة النطاق، في حال لم تبذل جهود استثنائية لردع النظام الحاقد على الشعب السوري عامة، وعلى مدينة حماه وشعبها خاصةquot;.

وقال quot;ان تلبد سماء المدن السورية بالغيوم السوداء الكالحة كوجوه جلاديها، جراء قصفها بالمدافع والهاونات والدبابات، وبالاسلحة والصواريخ المضادة للطيران، انما يثبت بأن النظام السوري ماض حتى النهاية في غيّه وفي خياره الامني، الذي اتخذه خياراً وحيداً لنفسه، وانه غير مستعد البّته للقبول بفكرة وجود المعارضة من آساسها، ولا بوجود ازمة في البلاد من المفترض معالجتها بتعقل وحوار وروية.

وهذا المنطق ليس غريباً من لدن انظمة القمع والفساد، اذ كان ولا يزال سمة بارزة لسائر النظم الديكتاتورية المستبدة منذ عهد ستالين الى يومنا هذا، من هنا فإنه ليس من المستغرب ان يصّعد النظام السوري الموقف، كلما اتخذت الحركة الاحتجاجية زخماً اقوى في الشارع الملتهب اصلاًquot;.

إلى ذلك، أكدت لـquot;إيلافquot; عائلات فرّت صباح الأربعاء من حماه أن المدينة تتعرض لحرب ابادة جماعية، وأن الدخان ينبعث من المدينة، وان الحواجز التي وضعها الاهالي لمنع دخول الجيش في بعض المناطق لم تعد تجد في ظل انزال جويفي منطقة الملعب البلدي في حماه، وأشاروا الى ان الجيش يمنع الاهالي منذ امس من الخروج من المدينة.

من جانبه، افاد ناشط حقوقي ان اربعة اشخاص قتلوا، واصيب العشرات بجروح برصاص قوات الامن مساء الاربعاء اثناء مشاركتهم في تظاهرات خرجت عقب صلاة التراويح في مدن سورية عدة.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان اربعة اشخاص quot;قتلوا برصاص قوات الامن السورية خلال قمع المظاهرات التي خرجت بعد صلاة التراويحquot; في ريف درعا، وتدمر ودمشق.

واوضح عبد الرحمن ان quot;الشهيد الاول سقط في مدينة نوى في ريف درعا، وقتل المتظاهر الثاني في مدينة تدمر (وسط) كما قتل شخصان اثناء تفريق مظاهرة في حي الميدان في العاصمةquot;.

وشهدت درعا في جنوب سوريا انطلاق الاحتجاجات المناهضة للنظام في منتصف اذار/مارس.

واكد عبد الكريم ريحاوي، رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان لفرانس برس ان عشرات الالاف تظاهروا مساء الاربعاء في العاصمة السورية وضواحيها وفي ريف دمشق، وخصوصًا في المزة والصالحية والميدان، وفي مساكن برزة ودوما وحرستا وعربين وداريا ومسرابا، والقابون والكسوة.

واكد ان quot;رجال الامن فّرقوا التظاهرات بالقوة الشديدة مستخدمين الغازات المسيلة للدموع والهراوات والعصي الكهربائية، كما استخدموا في بعض المناطق الرصاص الحيquot;، مشيرا الى quot;اعتقال عدد كبير من المتظاهرينquot;.

واضاف ان المتظاهرين خرجوا quot;وهم يهتفون باسقاط النظام ومطالبين بفك الحصار عن حماهquot;. وقال ان قوى الامن الموجودة بكثافة quot;اغلقت مدينتي مضايا والزبداني بشكل كامل واحبطت كل محاولة للتظاهر (..) المحال والطرقات خالية من المارةquot;.

ولفت الى quot;وجود امني داخل مدينة جديدة عرطوز، حيث شنّ الامن حملة اعتقالاتquot;. وقال مدير المرصد السوري الى تنظيم تظاهرات في احياء عدة في اللاذقية (غرب) استخدم فيها الامن quot;الرصاص الحي لمحاولة تفريق المتظاهرين، حيث تضررت مئذنة جامع الرحمن من إطلاق الرصاصquot;.

وتابع quot;كما خرجت تظاهرات عدة ضمن نحو 40 الف شخص فيمناطق عديدة بعد التراويح في حمص (وسط)، قوبلت بإطلاق النار.

واضاف ان quot;المتظاهرين خرجوا بأعداد كبيرة في حي الحمرا (في حمص) فقامت الاجهزة الامنية وعصابات الشبيحة بإطلاق النار والقنابل الصوتية على المتظاهرين بعد خروج المظاهرة بعشر دقائق، مما تسبب بجرح شخصين على الأقلquot;. وتظاهر 10 الاف في الرستن والقصير في ريف حمص.

وفي دير الزور، قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان quot;50 الف متظاهر خرجوا مساء الاربعاء في المدينة المحاصرة وهم يرددون هتافات مناهضة للنظام وشعار لا نركع الا للهquot;.

وفي حلب (شمال)، quot;جرت مظاهرة ضمت المئات في حلب الجديدة وفي سيف الدولة تصدى لها الامن بالهراوات والغازاتquot;.

وفي شمال شرق البلاد، quot;خرج المئات في الحسكة (شمال شرق) ونحو الفي متظاهر في القامشلي التي شهدت اطلاق نار كثيفquot;.

وتخشى السلطات من ان تشكل صلاة التراويح مناسبة لانطلاق التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية خلال شهر رمضان، بعدما دعا ناشطون عبر صفحة quot;الثورة السوريةquot; على فايسبوك الى التظاهر خلال شهر رمضان. وقالوا quot;موعدنا كل ليلة بعد التراويح، مظاهرات الردquot; مشيرين الى ان quot;سوريا تنزفquot;.

واصدر مجلس الامن الدولي الاربعاء بيانًا رئاسيًا يدين اعمال القمع في سوريا، هو الاول منذ بدء الاحتجاجات التي اوقعت 1600 قتيل بين المدنيين وفق مصادر حقوقية.