فقد الجيش الأميركي الاتصال بأسرع طائرة صُنعت حتى الآن خلال تحليقها التجريبي الأول فوق المحيط الهادئ يوم الخميس. وأُطلقت الطائرة فالكون أيج تي في ـ 2 على متن صاروخ من قاعدة فاندنبرغ الجوية في ولاية فلوريدا في مهمة بدت في البداية أنها لا تحتمل الخطأ.

فولكون ايج تي في- 2 خيبت آمال الكثيرين بعد فشلها

ولكن بعد انفصال الطائرة عن الصاروخ على حافة الفضاء الخارجي وبدء رحلة العودة إلى الأرض توقف الاتصال بها حين كانت على وشك القيام بسلسلة من المناورات في الجو.

واعلن مسؤولون في وكالة المشاريع البحثية الدفاعية المتقدمة انهم فقدوا الاتصال بالطائرة بعد 36 دقيقة من بدء تحليقها. وكان من المتوقع أن تصل سرعة الطائرة غير المأهولة سرعة قصوى قدرها 20 ماك أو 13 ألف ميل في الساعة وتتحمل درجات حرارة قدرها 2000 مئوي بسبب سرعة الهواء المحتك بها في الجو.

وتستطيع الطائرة بمثل هذا السرعة أن تقطع الرحلة بين لندن وسدني بأقل من ساعة وتعبر الولايات المتحدة من نيويورك الى لوس انجيليس بـ 12 دقيقة فقط.

وانبثقت الطائرة من مشروع باسم quot;الضربة العالمية الخاطفةquot;، الذي كان يهدف إلى منح الجيش الأميركي القدرة على ضرب اهداف في اي مكان من العالم في غضون ساعة. ونقلت صحيفة الغارديان عن خبراء قولهم إنهم لو تكلل المشروع بالنجاح لحلت الطائرة فالكون ايج تي في محل الصواريخ البالستية العابرة للقارات.

ويشكل فقدان الطائرة نكسة خطيرة للمهندسين الذين يحاولون تطوير فن الطيران بمثل هذه السرعة المذهلة. وكانت متاعب واجهت الاختبار الأول للطائرة فالكون ايج تي في ـ 1 في نيسان/ابريل بعد تسع دقائق على تحليقها عندما أُصيبت الكومبيوترات بعطل فوُجهت الطائرة للسقوط في البحر من باب الأمان.

ولم يُصنع في اطار مشروع quot;الضربة العالمية الخاطفةquot; إلا نموذجان من طائرة فالكون وليست هناك خطط لتصنيع أخرى. وكان هذا الاختبار المحاولة الأخيرة لتحقيق النجاح قبل التفكير في صرف النظر عن المشروع.

ولو جرى الاختبار حسب الخطة المرسومة فان الطائرة كانت ستنفصل عن صاروخها فوق الغلاف الجوي وتعود إلى دخوله عموديا قبل أن تتخذ مسارًا افقيًا وتؤدي سلسلة من المناورات المعقدة لاختبار أدائها الجوي الديناميكي. وكان من المقرر أن تحلق الطائرة مقلوبة على ظهرها في نهاية الاختبار وتخط قوساً انيقاً في المحيط.

وكانت المهندسون يأملون بالحصول من الاختبار على معلومات في غاية الأهمية عن أداء الطائرة، بما في ذلك متانة جسمها المصنوع من مركب كاربوني ومنظومات الملاحة التي كان من المفروض ان تبقيها في مسارها المحدَّد بسرعة 4 اميال في الثانية تقريبا.