روما: اظهرت برقيات دبلوماسية مسربة ان الولايات المتحدة واجهت ايطاليا بشان ادعاءات بانها دفعت مبالغ مالية لمتمردي طالبان مقابل عدم مهاجمتهم لقواتها في افغانستان، مشيرة الى ان اعداد القتلى بين الجنود الايطاليين كانت اقل من اعداد القتلى بين غيرهم من جنود التحالف، حسب ما اوردت وسائل الاعلام الجمعة.
ونفت ايطاليا الادعاءات بدفع مبالغ مالية لطالبان وغيرهم من المسلحين مقابل حماية قواتها في منطقة قتل فيها عشرة جنود فرنسيين في كمين في شباط/فبراير 2008 بعد فترة وجيزة من تسلمهم السيطرة على تلك المنطقة من القوات الايطالية.
وذكرت صحيفة quot;اسبريسوquot; نقلا عن برقيات مسربة صادرة في عام 2008 نشرها موقع ويكيليكس ان الولايات المتحدة شعرت بالقلق الشديد بشان تلك الادعاءات لدرجة ان سفيرها في روما في ذلك الوقت ناقش المسالة مع رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني.
وفي رسالة صادرة في تشرين الاول/اكتوبر 2008 موجهة الى واشنطن، اشاد السفير رونالد سبوغلي بقرار ايطاليا ارسال جنود الى غرب افغانستان للانضمام الى القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في افغانستان بقيادة الحلف الاطلسي.
الا انه قال في الرسالة انه quot;للاسف فان اهمية هذه المساهمة قوضتها السمعة المتزايدة لايطاليا بانها تتجنب الدخول في قتال وتدفع فديات واموال حمايةquot;.
واضاف ان quot;هذه السمعة تستند في جزء منها الى الشائعات وفي الجزء الاخر على معلومات استخباراتية لم نتمكن من التثبت منها بشكل تامquot;.
وقال انه quot;سواء كانت تلك المعلومات صحيحة ام خاطئة، فان الحقيقة تبقى ان ايطاليا خسرت 12 جنديا في افغانستان -- اي اقل من خسارة معظم الحلفاء الذين تولوا مسؤوليات مشابهةquot;.
واضاف quot;لقد ناقشت هذه المسالة مع رئيس الوزراء برلوسكوني في الماضي. واكد لي انه لا يعلم بحدوث مثل هذا الامر وسيوقفه اذا وجد دليلا عليهquot;.
وقال السفير انه اذا وجدت اي اسس لهذه الادعاءات فان quot;ما تفعله ايطاليا يهدد قوات التحالف بالخطرquot;.
وقالت الصحيفة ان الولايات المتحدة اثارت هذه المسالة في نيسان/ابريل 2008 وحزيران/يونيو من نفس العام.
ونفت الحكومة الايطالية في تشرين الاول/اكتوبر 2009 تقريرا نشرته صحيفة quot;لندن تايمزquot; نقلت فيه عن مصادر عسكرية غربية قولها ان الجهاز السري الايطالي دفع عشرات الاف الدولارات لطالبان وامراء الحرب في اقليم ساروبي.
وقتل الجنود الفرنسيون في كمين بعد شهر من تسلمهم احدى المناطق من القوات الايطالية.
ونفى الجيش الفرنسي كذلك مزاعم بان جنوده تعرضوا للهجوم لانهم لم يكونوا يعلمون بامر الاموال التي قيل ان ايطاليا دفعتها.
وذكرت الصحيفة ان روبرت غيتس ابلغ الحكومة الايطالية عندما كان وزيرا للدفاع انه لا يؤمن بهذه المزاعم التي لا اساس لها من الصحة.
التعليقات