السلطات المصرية اتهمت الإسرائيلي إيلان تشايم جاربيل المعتقل لديهابالتجسس

يبدي الأمن المصري، وكذلك الشعب تخوفًا من الأجانب الموجودين في مصر، وسط احتمالات أن يكون بعضهم يعمل كعميل لمصلحة بلده، وبات هناك في مصر ما يعرف برهاب الأجانب.


حوّل واقع الطبيعة الأمنية والاجتماعية في مصر بعد الثورة، طريقة تعامل الشرطة والمواطنين مع الأجانب، وأصبح هناك ما بات يعرف بثقافة quot;رهاب الأجانبquot;، التي بدأت تعصف بمصر مجدداً، بعد بروزها خلال فترة الثورة، ورصد موقع ميديا لاين الأميركي المهتم بالشأن الشرق أوسطي حقيقة تلك المخاوف التي تسيطر على المصريين في تلك الأثناء من أن يكون الأجانب المنتشرين في البلاد جواسيس.

أورد الموقع عن فتاة تدعى منى يوسف، سبق لها أن شاركت في الثورة التي استمرت على مدار 18 يوماً، وأسفرت في النهاية عن رحيل الرئيس حسني مبارك، قولها إنها تحدت كل الصعاب خلال تلك الفترة، لكنها لم تفعل ثمة شيء واحد؛ هو أن تسير في الشارع برفقة شخص يبدو أجنبياً، معترفةً أن ذلك يُشكِّل أمراً غاية في الخطورة.

وتابعت يوسف، 33 عاماً، بقولها quot;جاء مواطن أميركي أثناء الاحتجاجات، وكان يبدو قلقاً للغاية. واستمر في التحدث عبر هاتفه، حتى جاءه بعض الأشخاص وسألوه عما يفعل هناك. فأخبرهم أنه يخشى التجول في الميدان، وأنه يشعر بالخوف في الوقت عينه من العودة إلى الفندق الذي يقيم فيه لأن غرباء يأتونه دائماً ويطرقون على بابهquot;.

ولفت الموقع من جانبه إلى حقيقة تزايد عمليات الاستجواب التي يقوم بها مسؤولو الأمن في مصر مع الأجانب، رغم مرور ستة أشهر الآن على الإطاحة بنظام الرئيس مبارك. وهنا، عاودت يوسف لتقول في سياق حديثها مع الموقع: quot;قام الضباط بتفتيش الحاسوب الخاص بإحدى صديقاتي، وهي إيطالية، وعندما عثروا على مقالات من كتاباتها، طلبوا منها أن تمحيهاquot;.

كما تحدث صحافيون أجانب ووافدون آخرون عن حقيقة تعرضهم لمضايقات من جانب الشرطة. ومع ذلك، تساور كثير من المصريين تساؤلات بشأن الأجانب الذين يشكون الطريقة التي يُعَامَلون بها.

ونقل الموقع في هذا الإطار عن شاب مصري عاطل يبلغ من العمر 28 عاماً، يدعى أحمد، قوله: quot; يجب أن يرحل جميع الأجانب من البلاد. فهم يحاولون سرقة ثورتنا، ويتحضرون للعودة إلى أميركا وإسرائيل ليزودوهما بالمعلومات. لذا أعتقد أن من حق الشرطة أن تسأل أي مواطن أجنبي، بمن فيهم أنت (موجّهاً حديثه لمراسل الموقع)quot;.

ثم مضى الموقع يؤكد على حقيقة تنامي الاتجاه الحالي لمشاعر المصريين المعادية للغرب، منوهاً بأنه ليس ظاهرة جديدة بالضرورة. فطوال العقود الثلاثة الماضية، عندما كانت يشعر نظام الرئيس السابق حسني مبارك بحالة من التوتر بين السكان، كان يسعى في كثير من الأحيان إلى بث المشاعر المناهضة للولايات المتحدة، وهو ما كان يتم على سبيل المثال عبر ما كانت تنشره الصحف الحكومية من أخبار في هذا السياق.

قال هنا عمر الرفاعي، صحافي سابق لدى صحيفة الأهرام المملوكة للدولة، إن ذلك كان جزءًا من quot;إستراتيجية الحكومةquot; لزيادة المخاوف من quot;الآخرquot; وquot;صرف نظر المجتمع عن الفظاعات التي ترتكبها الحكومةquot;. ومضى الرفاعي يؤكد على أن هذا الأمر يُشكِّل جزءًا من الفكر المصري، وأنه من الصعب التحرر من أمر كهذا.

في المقابل، قالت فيكتوريا نولاند، متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، خلال حديث لها مع مجموعة من الصحافيين يوم الأربعاء الماضي: quot;اسمحوا لي أن أقول بخصوص هذا النوع من العداء لأميركا، الذي يتسلل إلى الخطاب العام المصري، إننا قلقون. وقد عبّرنا عن تلك المخاوف للحكومة المصرية. ونعتقد أن هذا النوع من تمثيل الولايات المتحدة لا يعتبر أمرًا غير دقيق فحسب، بل أمر غير عادل أيضاًquot;.