تأكد ما كانت اسرائيل تخشاه في رمال الصحراء. وما زالت اشد هذه المخاوف تُلقي بظلالها على هذه الدولة. ولكن المخاوف الاسرائيلية تزداد وطأة مع استمرار الانتفاضة في سوريا بلا هوادة والغموض الذي يكتنف مآل النزاع في ليبيا ومحاولات ايران وحزب الله فتح جبهة تصرف الانتباه عن الضربات التي تلقياها مؤخرا، كما يرى مراقبون.

وكانت وزارة الدفاع الاسرائيلية اكدت أن أفراد المجموعة التي نفذت الهجوم حسن التخطيط في ايلات جاءوا من قطاع غزة، ولكنهم وصلوا عبر سبناء عن طريق ما يقول المراقبون إنها نقطة ضعف في دفاعات اسرائيل على حدودها الغربية التي كانت طيلة السنوات السابقة الحدود الوحيدة التي يطمئن إليها الإسرائيليون.

وفي حين كان الاهتمام منصبا على قرار الحكومة المصرية الانتقالية بفتح معبر رفح فان ما لا يقل أهمية هو انعدام القانون الذي ساد مناطق من مصر منذ سقوط الرئيس حسني مبارك. ويتبدى تقويض الأمن بأسطع اشكاله في سيناء التي تعهدت القاهرة بإبقائها منطقة منزوعة السلاح منذ عودتها إلى مصر بموجب اتفاقية كامب ديفيد.

ولكن قوات الشرطة انهارت في الأيام الأولى من االثورة المصرية بعدما أُجبرت السلطات على سحبها من الشوارع بسبب اطلاق النار على المحتجين. ونشأ فراغ في سيناء حيث لا يوجد جيش يبسط سيطرته وحيث كانت القبائل البدوية والجماعات المسلحة دائما تلوذ بالجبال.

وحتى يوم الثلاثاء الماضي كان الجيش المصري ينفذ عملية امنية، بموافقة من الإسرائيليين، ضد ما يُقال إنها خلية تابعة لتنظيم القاعدة في مدينة العريش.

وعلى حدود اسرائيل الشمالية سمح الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا باختراق متظاهرين خط الحدود الى هضبة الجولان المحتلة في مناورة لصرف الانتباه عن متاعبه الداخلية.

في هذه الأثناء يقول مراقبون إن حزب الله المدعوم من إيران وسوريا، يخطط لإشعال حرب على الحدود اللبنانية. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن خبراء أمنيين قولهم إن هناك مخاوف حقيقية بشأن ما سيحدث لأكداس الأسلحة الكيمياوية في ترسانة الزعيم الليبي معمر القذافي، وخاصة غاز الخردل، بعد سقوطه.

ومن المتوقع أن تتعهد قيادة المعارضة الليبية بتأمين هذه الأسلحة وتسليمها إلى طرف ثالث للتخلص منهاـ ولكن مراقبين يتساءلون إن كانت لدى قيادة المعارضة الوسائل التي تمنع وقوع هذه الأسلحة بأيدي الميليشيات المنتشرة في المناطق الخاضعة لسيطرتها. ومن هناك ستكون الصحراء طريقا مفتوحًا لتهريب السلاح إلى الحدود الإسرائيلية.

واياً تكن حصيلة الصراع الدائر حول مستقبل مصر، حكمًا عسكريًا أو إسلامياً أو ليبرايًا، فلا أحد من هذه الأطراف له مصلحة في إثارة نزاع مع إسرائيل في هذه المرحلة الدقيقة. واتسم الموقف الرسمي حتى الآن بنفي وجود احتمالات كهذه. وستراقب إسرائيل والغرب عمومًا تطور الوضع عن كثب بانتظار اشارة ملموسة الى نيات البلد