تفقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أثار المجاعة المروّعة في الصومال في اول زيارة يقوم بها زعيم دولة للبلاد منذ قرابة عشرين عاماً.

طفل صومالي انحل الجوع جسده....

مقديشو: تجول رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة في مقديشو في اول زيارة يقوم بها زعيم دولة للبلاد منذ قرابة عشرين عاما ليشهد بنفسه اثار المجاعة المدمرة التي تعصف بالعاصمة الصومالية.

وخلال الزيارة اعلن اردوغان عن فتح بلاده سفارة لها في الصومال.

واعلن رئيس الوزراء التركي عن فتح السفارة خلال مؤتمر صحفي الى جانب الرئيس الصومالي، بهدف تيسير مهام نقل المساعدات للبلد المتضرر من جراء المجاعة والحرب.

يذكر ان الصومال هي البلد الاشد تضررا في القرن الافريقي من جراء موجة جفاف طويلة وقد اعلنت الامم المتحدة ان خمس مناطق من الصومال، بينها العاصمة مقديشو، باتت تعاني من المجاعة.

وقال اردوغان للصحافيين quot;انها ليست مشكلة تركيا وحدها، بل هي مشكلة للانسانية بأسرها. المأساة التي تجري هنا تعد اختبارا للتحضر وللقيم المعاصرةquot;.

ودعا رئيس الوزراء التركي، الذي ترافقه في الزيارة اسرته وأربعة من وزرائه، العالم الى التحرك.

وقال اردوغان quot;لابد ان يتجاوز العالم المتحضر هذا الاختبار بنجاح حتى يثبت ان القيم الغربية ليست مجرد كلام اجوفquot;.

وتأتي الزيارة عقب اجتماع الاربعاء في اسطنبول لمنظمة التعاون الاسلامي التي تعهدت بتقديم 350 مليون دولار من المساعدات للصومال.

غير ان اردوغان قال ان اجتماع المنظمة الاسلامية لم يخرج بالنتائج المرجوة، واضاف quot;كان لدينا توقعات اكبر، واذا سألتني ما اذا كنا قد اوفينا بتلك التوقعات فليس بامكاني الرد بالايجابquot;.

وتابع quot;اعتقد انه من اللازم القيام باستثمارات هناquot;، واعدا بتمويل تركي لمشروعات للبنية التحتية تشمل اصلاح مستشفى وبناء مدارس وحفر آبار واعادة تعبيد الطريق بين مطار مقديشو والمدينة.

من جانبه اثنى الرئيس الصومالي شريف شيخ احمد على جهود الحكومة التركية لمساعدة الصومال.

وقال شيخ احمد في المؤتمر الصحافي quot;نحن ممتنون جدا للحكومة التركية وللشعب التركي لما يقدمونه من مساعدات مستمرة. لن ننسى ابدا وقوفهم الى جانبنا كأصدقاء في وقت الكارثة الانسانية التي نمر بهاquot;.

وتفقد اردوغان والرئيس الصومالي مستشفى ميدانيا اسسته الحكومة التركية فضلا عن مستشفى سابق تحول الى قاعدة عسكرية ترغب تركيا في اعادته كمستشفى عامل.

وتم تشديد الاجراءات الامنية في مقديشو المدينة التي تعصف بها حركة تمرد دامية للشباب الاسلاميين الذين يسعون للاطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.

وغادر اردوغان والوفد المرافق له مقديشيو مساء الجمعة، حسب صحافي لفرانس برس.

وتعاني مقديشو بشكل واضح من تدفق اعداد ضخمة من الاسر المعوزة حيث نزح الى المدينة مؤخرا اكثر من مئة الف نسمة.

كما تكتظ مستشفيات المدينة باعداد ضخمة من البالغين والاطفال الذين استبد بهم الجوع وظهر باديا على اجسامهم، بعد ان قضى اخرون نتيجة اسوأ موجة جفاف تشهدها منطقة القرن الافريقي منذ عقود.

وعززت وكالات الاغاثة جهودها لمساعدة السكان المنكوبين غير ان انعدام الامن في احد اخطر بلدان العالم يعرقل وصول المساعدات.

وصرحت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الامم المتحدة للطفولة الخميس ان تزايد حالات الاصابة بالكوليرا والاسهال الحاد اضافت الى معاناة الصوماليين.

وقالت المنظمتان انه منذ كانون الثاني/يناير استقبلت مستشفى بنادير بمقديشو وحدها 4272 حالة اصابة بالكوليرا والاسهال الحاد.

كما وردت حالات اصابة بالمرض في اربع مناطق بجنوب الصومال ومازال عدد الحالات يتزايد.

يذكر ان الكوليرا تعتبر من الامراض المستوطنة في الصومال غير ان اخر انتشار وبائي للمرض كان عام 2007 حينما اورد المسؤولون المحليون 67 الف اصابة.

وحذرت وكالات الاغاثة من انتشار المجاعة لتعم كافة مناطق جنوب الصومال خلال الاسابيع المقبلة.

ووصفت وحدة رصد النقص الغذائي في الامم المتحدة الوضع في الصومال بأنه الاسوأ انسانيا في العالم والاسوأ بين ازمات الامن الغذائي في افريقيا منذ المجاعة التي شهدتها الصومال ايضا ما بين عامي 1991 و1992.

ومازالت اغلب مناطق جنوب الصومال، واغلب المناطق التي اعلنت فيها المجاعة، خاضعة لسيطرة ميليشيا الشباب.

وقد لجأ الاف الصوماليين الى اثيوبيا وكينيا المجاورتين، غير ان الحياة في مخيمات اللاجئين في تلك البلدان شديدة الصعوبة بسبب اكتظاظ المخيمات ومخاطر انتشار الامراض فضلا عن انعدام الامن.

وقد اصابت موجة الجفاف ايضا اجزاء من اثيوبيا وجيبوتي وكينيا واوغندا.